هل تعيش أصعب أيامك الآن؟ إذن هذا المقال لك!

الخميس 21 يونيو 2018 - 15:27 بتوقيت غرينتش
هل تعيش أصعب أيامك الآن؟ إذن هذا المقال لك!

أحد الطرق الذكية للبدء هو فلترة وإزالة المعاني السلبية من المواقف اليومية البسيطة التي تتعرض لها، على سبيل المثال...

أحيانًا تصبح الحياة صعبة لدرجة لا يمكن تحملها، تمضي الأيام والساعات والثواني ببطء شديد، كل شيء يبدو ثقيل للغاية، تشعر بأنك غير قادر على فعل أي شيء، وكأنك انطفئت وتخلت عنك الحياة فجأة، في هذه الأيام تحديدًا أفضل ما يمكنك فعله هو أن تذكِّر نفسك بالأيام الصعبة الماضية، كيف أنها مرت وانتهت، وكم كنت قويًا وشجاعًا في مواجهتها وتمكنت من اجتيازها، لكن كيف لك أن تذكِّر نفسك بشيء لم تقم به من قبل؟ لا تقلق هنا سأخبرك بالطريقة المثلى لتجاوز هذه الأيام الصعبة بقوة وشجاعة.

في الواقع ليست هناك قوانين ثابتة تتناسب مع الجميع للخروج من أيامهم الصعبة، لكن هنا بعض المبادئ العامة والمهمة جدًا التي ستساعد معظم من يعيشون أيامهم الصعبة، للخروج من هذا السجن ..

عليك تحويل تركيزك

عقولنا قوية بشكل لا يصدق، ما نفكر به نشعر به تمامًا كما لو أننا عشناه في الواقع، لذلك عندما نراقب طريقة تفكيرنا وأفكارنا عندها يمكننا تغيير كل شيء حرفيًا.

ببساطة قم بتحويل تركيزك من الأشياء التي لا تريدها أو تكرهها أو تخاف منها، أي من كافة الأمور التي تحمل تجاهها أي مشاعر سلبية، إلى الأمور التي تطمح لها وتريدها لنفسك، لأن ما تركز عليه احتمالية تحقيقه وحدوثه في حياتك كبيرة جدًا، وأفضل وقت لتحويل تركيزك الى الأمور الإيجابية في حياتك، وتحمل المسؤولية عن سعادتك هو أيامك الصعبة، وسط شعورك بأن حياتك أصبحت جحيم لا يطاق، هنا في هذه اللحظة تحديدًا يمكنك أن تُحدِث نقطة التحول الكبرى في حياتك.

قد لا تكون مسؤولاً عن كل ما حدث لك في الماضي، أو كل ما يحدث لك في الوقت الحالي، لكن عليك أن تكون مسؤولاً عما سيحدث مستقبلًا، وأول خطوة لذلك هو التوقف عن التركيز على الأمور السلبية، وادراك أهمية التركيز على الأمور الايجابية في حياتك، واستغلال قوة التفكير واستخدامها لصالحك، المعادلة أبسط مما يمكن، التفكير بشكل أفضل يساوي عيش حياة أفضل، وتذكر أنه بغض النظر عما يحدث لك، طريقة تجاوبك مع ما يحدث هي الأهم، رد الفعل تجاه ما يحدث تحت سيطرتك، حتى لو كان ما يحدث ذاته خارج سيطرتك، ورد فعلك هذا يحدد كل الأحداث التالية.

راجع القصص التي تخبر نفسك بها

البعض منا عاش تجارب شديدة الحزن والألم، منا من فقد أبويه أو إخوته أو أطفاله بسبب مرض ما أو حادث، منا من دمرته علاقة عاطفية بشكل ما، منا من تعرض للعنصرية بسبب جنسيته أو دينه أو لونه، وجميعنا باختلاف تجاربنا المؤلمة الماضية عندما ندخل في تجربة جديدة تحاصرنا ذكريات قصصنا المؤلمة التي عشناها في الماضي، تشعرنا بعدم الرغبة في الاستمرار، تضيق علينا الحياة وتشوّه نظرتنا إلى الحاضر.

عندما تضيّق تجربة الماضي السلبية منظورنا الحالي للحياة، فهي في الغالب مجرد آلية دفاعية، ففي كل يوم من حياتنا نواجه مواقف شك أو خوف أو مصير مجهول، وهذا بطبيعة الحال يشعرنا بعدم الراحة يفقدنا الأمان، لهذا يلجأ العقل لملء هذه الفجوات بقصصنا وتجاربنا الماضية التي عشناها، لنشعر بشكل ما أننا على علم بما هو قادم، ونلغي حالة عدم اليقين والخوف من القادم، من خلال توقعنا للأحداث بناء على تجاربنا السابقة، وعلى الرغم من أن هذه الآلية تعمل بشكل كبير، إلا أن الواقع يقول أن قصصنا القديمة وتجاربنا الماضية غير متصلة بالوقت الحاضر، أي أنها مرت وانتهت، والتشبث بها يؤذينا في نهاية المطاف ولا يساعدنا في شيء.

وبالتالي، فإن ما عليك فعله عند الشعور بالتوتر أو الخوف أم عدم الراحة في داخلك، هو أن تسأل نفسك:ما التجربة المؤلمة التي تسيطر على تفكيري وشعوري الآن؟

كيف أتعامل معها بشكل صحيح؟ ما الذي أحاول إخبار نفسي به من خلال استحضار وتذكر هذه التجربة؟

إبذل قصارى جهدك لفصل نفسك عن تجربتك أو قصتك المؤلمة الماضية التي تتحدث بها مع نفسك، تعمق في الواقع وتجاهل كل ما مضى لأنه ببساطة مضى.

راقب إفتعالك للمعاني والاستنتاجات السلبية

لا يؤدي استبدال سلبيتك بالإيجابية إلى إيقاف جميع الأفكار والقصص السلبية في لحظة، هذا مستحيل تقريبًا نظرًا لأن التفكير السلبي ينشأ عادةً بشكل عفوي ولا يمكن التحكم فيه، ولا يتعلق الأمر أيضًا بتحويل الأفكار والقصص السلبية الماضية إلى أفكار إيجابية زائفة، الهدف من كل هذا هو إعادة صياغة الأفكار والقصص والتجارب السلبية بشكل فعال، أي أن تستند كليًا إلى الواقع، خالية من المبالغة والدراما التي لا داعي لها، وتركز على الخطوة الإيجابية التالية التي عليك اتخاذها في الوقت الحالي.

أحد الطرق الذكية للبدء هو فلترة وإزالة المعاني السلبية من المواقف اليومية البسيطة التي تتعرض لها، على سبيل المثال:

بدلًا من أن تقول: ” لقد جاء متأخرًا ، إنه لا يهتم بي.” فكر في أن الطريق كان مزدحمًا وهذا هو سبب التأخير.

بدلًا من أن تقول: ” إذا لم أتمكن من القيام بهذه المهمة بشكل صحيح، فأنا شخص فاشل ولست ذكيًا بالمرة.” فكر في أنك ربما تحتاج إلى المزيد من التدريب، وبالتدريب ستصل للمستوى المرغوب.

إن صنع معاني سلبية واستنتاجات مثل هذه، بناءً على توقعاتك العنيدة، هو طريقة رائعة لإبقاء عقلك عالقًا في الحضيض، هذا لا يعني أنه يجب عليك ألا تتوقع أي شيء على الإطلاق من نفسك أو من الآخرين، بل يعني أن طريقة تفكيرك التي تمضي بتوقعاتك نحو السلبية المطلقة دائمًا بحاجة إلى التغيير، لأن التفكير السلبي يمنعك من رؤية الحياة بكافة ألوانها، نظرتك للحياة تصبح أحادية ترى كل شيء باللون الأسود فقط ولا تعرف غيره ألوان، حتى عندما يحدث شيء ايجابي في حياتك ستجد نفسك بشكل أتوماتيكي تفسره بشكل سلبي وتحيله للون الأسود! لذا، ابذل قصارى جهدك للتحكم في نفسك وأفكارك والسيطرة عليها.

تجاوز ما لا يمكن تغييره

واحدة من أهم اللحظات في الحياة، هي اللحظة التي تتحلى فيها بالشجاعة وتقرر تحرير نفسك من شيء لا يمكنك تغييره، علاقة لا يمكن أن تنجح، شخص لا يريدك، وظيفة لا تناسبك، لأن التشبث بهذه الأمور مع ادراكك التام بأنها لا تنفعك ولن تتغير، سيدفعك لمحاولة تغيير نفسك إلى شخص لا تريده ولن تتقبله، سيدفعك لعيش حياة لا تشبهك.

وأعي تمامًا كم أن هذه المهمة مؤلمة وصعبة وتحتاج لقوة رهيبة، لأنه في أيامنا الصعبة غالبًا ما نميل إلى التقوقع والتشبث بما لدينا، نميل إلى السكون والرضا بكل ما يحدث على نحو سلبي، ونتحول إلى أشخاص بائسين مقززين، الشجاع منا فقط هو من يثور ويغيّر واقعه.

اعرف هذا، إذا لم تسمح لنفسك بالتغيير وبالمضي قدمًا، وبتجاوز كل ما لا يمكن تغييره، ستظل تنظر إلى حاضرك ومستقبلك عبر نفس عدسة الماضي المظلمة القذرة، ستشوه حياتك وتفسدها بالكامل ولن تشرق شمسك.

تذكر، لا يهم ما حدث، لا يهم اطلاقًا، المهم هو ما يحدث الآن، تجاوزك لما لا يمكن تغييره لا يعني أنك شخص أناني لا تهتم بالأشخاص أو بالأشياء من حولك، ولكن يعني أنك على قيد الحياة والحياة لا تعني السكون، لا تعني البقاء في حالة أنت تعلم أنها لن تتغير.

إخلق قوتك الداخلية بالممارسات اليومية

في الواقع لا يمكنك الالتزام حقًا بأي هدف إذا كان لديك عقل ضعيف غير راغب في الخروج من منطقة الراحة، ولمحاربة هذا، اسأل نفسك هذين السؤالين :

كم عدد التمرينات الرياضية اليومية التي لم تمارسها لأن عقلك، وليس جسمك، أخبرك أنك متعب جدًا؟

كم عدد المهام اليومية التي لم تكملها لأن عقلك، وليس جسمك، قال لك: “خمس مهمات يكفي، لا تضغط على نفسك، لا داعي للبقية”؟

الإجابة على السؤالين هي بالتأكيد مئات المرات بالنسبة لمعظمنا، بما فيهم أنا، والسبب هو ضعف العقل، وضعف العقل أمر قاتل ومدمر حقيقي، والطريقة الوحيدة لإصلاحه هي الممارسة اليومية.

في كثير من الأحيان، نعتقد أن القوة الداخلية تعني كيفية استجابتنا للظروف والمواقف الصعبة التي تواجهنا، مثل: كيف استمر فلان بعمله بعد موت طفله، كيف أكملت حياتها بعد الطلاق، إلخ من التحديات والمواقف المؤلمة والظروف الصعبة التي نعيشها، ولا شك في أن هذه الظروف الصعبة تختبر إيماننا و شجاعتنا واصرارنا وقوتنا الداخلية، ولكن ماذا عن المواقف اليومية البسيطة؟

مثل كل عضلة في الجسم، يحتاج العقل إلى التمرن لاكتساب القوة، يجب العمل باستمرار على النمو والتطور، إذا لم تدفع نفسك بمئات الطرق للتعلم والممارسة والعمل والفهم والقراءة وغيرها من الممارسات بمرور الوقت ستضعف عضلة عقلك، وستصبح شخص فارغ من أي شغف من أي معنى.

درّب نفسك وعقلك لإكتساب القوة الداخلية بهذه الطريقة

عندما يكون النوم هو الخيار الأسهل اختر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، اختر أن تكمل ثلاثين دقيقة في التمرين عندما ترغب في التوقف عند الدقيقة العاشرة، اختر ممارسة هوايتك والتدرب عليها باستمرار عندما يكون من السهل عيش حياة عادية دون تجربة أي شيء، قرر رفع يدك وطرح سؤالًا إضافيًا عندما يكون من الأسهل التزام الصمت، اثبت لنفسك بعشرات الطرق أن لديك الشجاعة للدخول في الحلبة والتصارع مع الحياة بشكل يومي.

القوة الداخلية تُبنى بالانتصارات اليومية الصغيرة، إنها الخيارات الفردية التي نصنعها يوميًا هي التي تبني وتقوي عضلات قوتنا الداخلية، نحن جميعًا نريد هذا النوع من القوة ونحتاجه، ولكن عليك أن تفعل شيئًا حتي تكتسب هذه القوة، بطقوسك وممارساتك اليومية الإيجابية ستكتسب القوة الداخلية، ستحيل حياتك إلى رحلة رائعة مليئة بالمتعة والتجارب والخبرات الايجابية، خلاصة القول في أيامك الصعبة لا تستسلم لحاجتك للشعور بالراحة، لا تتقوقع داخل منطقة الراحة، استمر في ممارساتك اليومية لتبني قوتك الداخلية وتصحح مسار حياتك.

والآن .. توكل على الله وابدأ بتصحيح مسارك واستمتع برحلتك في هذا العالم..

المصدر: موقع أراجيك