توالت الهزائم للمنتخبات العربية في المونديال حيث انهزم المنتخب المصري أمام نظيره الأوروغوي والمنتخب المغربي أمام نظيره الإيراني بهدف دون رد وكذلك خسارة منتخب تونس لمباراته أمام بريطانيا بهدفين مقابل هدف واحد. وفي مباراته الثانية خسر المنتخب المصري 3-1 مقابل المنتخب الروسي رغم مشاركة نجمه محمد صلاح في المباراة ما أدى إلى إثارة موجة جدل حول أحقية المنتخبات العربية في تلقي الهزيمة.
دار جدال بين جموع جماهير العرب المشاركة في كأس العالم حول عدم أحقية المنتخبات في تلقى الهزيمة، وهذا أمر وارد، فالحديث بالعاطفة يجعلك ترى الأمور من منظور مختلف، أو بالأحرى قد يجعلك ترى أن مصر لا تستحق الخسارة، وأن إنجلترا خطفت فوزًا غير مستحق من تونس، خاصة أن الهزائم جات في الدقائق القاتلة وبكيفية كان بالإمكان تداركها، أما الحديث بالمنطق وحين ننحي الميول والعروبة جانبًا فيمكنك أن ترى الأمور من المنظور الصحيح!
استهلت جميع المنتخبات العربية مشاركتها في نهائيات كأس العالم بالهزيمة، جميعها جاءت في أوقات قاتلة من المباراة بخلاف المنتخب السعودي، ولم يتمكن أي منهم من إحراز أهداف حتى الآن سوى المنتخب التونسي الذي سجل هدفًا من ركلة جزاء أمام الإنجليز.
واستهل المنتخب المصري مشاركته في كأس العالم بمواجهة أوروغواي، مباراة ظهر فيها الفراعنة بمستوى مقبول ومتوازن خاصة في الشوط الأول بالنظر إلى المباريات الأخيرة، لكن الهزيمة جاءت كالصاعقة على الجماهير المصرية خاصة وأنها في الوقت القاتل من المباراة من ضربة ثابتة، كالعادة، وهي النقطة التي فشل هيكتور كوبر في إصلاحها على الرغم من أنها المشكلة الأبرز في الدفاع المصري وأبرز نقاط الضعف، ليخسر نقطة كانت كفيلة في فرض حظوظه بقوة في التأهل للدور الثاني.
المنتخب المصري لم يقدم ما يشفع له للفوز بالمباراة، الفريق ظهر شبه عاجزًا في الحالة الهجومية، لاعبي الفراعنة بدوا في حالة ارتباك حال امتلاك الكرة في منتصف ملعب الخصم -وهو الأمر الذي لم يتكرر كثيرًا- لكنه لم يكن جديدًا أو مفاجئًا خاصة وأن أغلب المحاولات الهجومية للفراعنة في المباريات السابقة تعتمد على اجتهادات فردية وتحديدًا من محمد صلاح الذي تأثر المنتخب بغيابه والذي كان واردًا أن يلحق الضرر بأوروغواي حال جاهزيته.
سيناريو أسود الأطلس كان مغايرًا للمنتخب المصري تمامًا، سيطرة كاملة على أحداث المباراة أمام إيران، محاولات منذ الدقيقة الأولى، سوء حظ وتسرع وقفا عائقًا أمام تحقيق الفوز الأول، يأتي خلفهمًا قرارات المدرب هيرفي رونار الذي يتحمل جزءًا من الهزيمة غير المستحقة، لكن لم يكن ليذكره أحد في حال سجل عزيز بوحدوز الكرة في شباك الخصم وليس في شباك فريقه في آخر لحظات المباراة! ولذلك يعتبر المنتخب المغربي هو الاستثناء من المنتخبات العربية في الجولة الأولى، سيطرة تامة وصلت إلى 67% و15 تسديدة منهم 3 على مرمى الحارس الإيراني لم تكن كافية للظفر بالنقاط الثلاثة، لكن القدر كان يخبئ سيناريو أكثر سوءًا من عدم إحراز الهدف وهي طريقة خسارة المباراة بالتأكيد، لتصبح الأمور أكثر صعوبة في الجولتين القادمتين.
ولحظات قليلة كانت كافية بخطف المنتخب التونسي نقطة هامة في مشواره بالمجموعة السابعة، على الرغم من أن المباراة كادت أن تنتهي مبكرًا وبنتيجةٍ كبيرةٍ لولًا تألق معز حسن الذي قام بتصديات مذهلة على الرغم من تلقيه هدفًا قبل خروجه من المباراة للإصابة، إلا أن النتيجة ظلت على واقع التعادل بهدف لكلٍ منهما حتى آخر اللحظات، لكن كسابقها من مباريات العرب، يضغط الطرف الآخر لإدراك هدف الفوز، يغفل مدافعي تونس عن رقابة مهاجم الخصم، فما بالك أن يكون مهاجم الخصم هو هاري كين! السيناريو معروف لدى الجميع بالتأكيد، فاز الأسود الثلاثة بالنقاط كاملة في النهاية!
باستثاء المنتخب المغربي فإن المنتخبات العربية جميعًا استحقت الهزيمة وفاز الطرف الأفضل في المباراة قياسًا بما قدمه كل فريق، لكن يبقى الشاهد بين مصر والمغرب وتونس هو تلقى الهدف في آخر لحظات المباراة، وبنفس الكيفية، كرة ثابتة، ضربة رأسية، غفلة من المدافعين، حتى المنتخب السعودي الذي خسر بخماسية نظيفة تلقى هدفين بعد الدقيقة 90، ومنطقيًا فإن هذا ليس سوء حظ ولا محض صدفة لكن يبدو أن اللاعب العربي لا يبالي بما بعد الدقيقة الـ90!
لنضع مجريات المباريات للمنتخبات العربية جانبا ونتحدث عن الجدل الذي رافق المونديال في روسيا، وأول المواضيع التي أثارت إعجاب ونقاش الجمهور العربي على السوشيال ميديا هو رفض حارس مرمى المنتخب المصري، محمد الشناوي، استلام جائزة "أفضل لاعب في المباراة" بعد تقديمه أداء مذهلا ضد منتخب لأن الراعي الرسمي لجائزة "أفضل لاعب في المباراة" في كأس العالم روسيا 2018 هو شركة "بدويايزر"، التي تقدم الجائزة بشكلها الذي يشبه كأسا للنبيذ ولونها الأحمر.
وفي تطور معاكس انتشر في هاشتاج (#سامي_الجابر_لا_يمثل_السعوديين) على موقع التدوين المصغر الاشهر عالمياً (تويتر) بالتزامن مع تداول صورة للاعب المنتخب السعودي السابق ورئيس نادي الهلال حالياً سامي الجابر وهو "يكرع" (كأس الخمر) مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في احدى الفعاليات المصاحبة لمونديال روسيا 2018، وسط إدعاءات السعودية التزامها باحترام الشريعة الإسلامية وتجنب التعامل مع الخمور في الاجتماعات الرسمية.
ويأتي موقف المسؤول الرياضي السعودي تزامنا مع فضيحة أخرى شهدتها السعودية حيث انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر الفنان اللبناني راغب علامة يستقبل ويحتضن المعجبات السعوديات وهن يلتقطن صوراً تذكارية معه.. في تصرف يعد مستهجناً وغريباً داخل المجتمع السعودي! وأثار سلوك المعجبات السعوديات استياءً واسعاً فيما رأى البعض أنه من إرهاصات ومعالم عصر الانفتاح الذي شهدته المملكة وتبنته هيئة الترفيه بدعم من ولي العهد محمد بن سلمان.
وكان علامة يحتضن المعجبات، وهو أسلوب متعارف عليه بين الفنانين ومعجبيهم، لكنه.
يبدو أن المونديال في روسيا أصبح للجمهور العربي أكثر من مباريات بسيطة لكرة القدم حيث يطغي الهامش على النص في بعض الأحيان ما يؤدي إلى إثار الجدل واللغط في مواقع التواصل الإجتماعي.