أكد الكاتب البحريني د. سعيد الشهابي أن “السعودية” تعتقد أنها امبراطورية سياسية عظيمة في المنطقة، لكنها في الحقيقة تلقى الهزائم الواحدة تلو الأخرى جراء صراعاتها الإقليمية الدائمة، لافتاً إلى أنها ترتكب مجازر دامية بحق اليمنيين تضاعف الأزمة الإنسانية في البلاد.
الكاتب البحريني وفي مقال بيّن أن “السعودية” بالمشاركة مع الامارات تصر على احتلال مدينة الحديدة في اليمن بالرغم من الضغوط الدولية التي مورست على التحالف. وعلاوةً على ذلك يتكبد المدنيين نتيجة الحرب التي يشنها التحالف منذ ثلاث سنوات، إذ حصدت الطائرات أرواح عشرين ألف مدنياً واضطر الآلاف منهم مغادرة البلاد، ما أثبت استهداف التحالف السعودي للمدنيين بشكل واضح، مشيراً إلى قصف التحالف السعودي مستشفى في مدينة عبس تديره منظمة “أطباء بلا حدود” الأمر الذي دفع المنظمة لسحب موظفيها حفاظا على سلامتهم.
أسباب استهداف الحديدة
ويؤكد الشهابي أن قرار استهداف مدينة الحديدة جاء بدفع اماراتي ضمن خطة واضحة لضمان خطوط الملاحة المتوجهة نحة الكيان الاسرائيلي، إذ فرضت ابو ظبي سيطرتها على معظم الموانئ القريبة من باب المندب ولا يزال ميناء الحديدة خارج سيطرتها، وبحسب الكاتب البحريني فإنه بالرغم من التفوق العسكري والجوي “للسعودية” والامارات إلا أن نتيجة العدوان ليست مضمونة ولا معروفة.
وفي الوقت الذي مارست فيه المنظمات الحقوقية والإغاثية الدولية ضغوطاً على الأمم المتحدة والدول الغربية لمنع الهجوم الذي أعلنه التحالف السعودي، ردت “السعودية” والإمارات بإعلانهما خطة مساعدات من 5 نقاط للمدينة بعد تدميرها، الأمر الذي وصفه الكاتب بالنهج التضليلي الذي تمارسه الدول التي تشن الحروب على الآخرين.
فشل السياسة السعودية
وأردف بالقول إن “السعودية” تقود التحالف ضد اليمن، وضد قطر وضد ليبيا ظناً منها أنها وسعت امبراطوريتها السياسية وأنها تمكنت من استمالة الرئيس الأمريكي إلى جانبها، وطبعت علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي بما يخدم مصالحها، وإنها نجحت في إخراج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، ومدت نفوذها إلى العراق، ولكن الحقائق على أرض الواقع لا تؤكد واقعية هذا الشعور، بل يكفي حالة الكآبة التي انتابت ولي عهدها في موسكو قبل أيام وهو يلاحظ هزيمة فريق بلاده في أولى مباريات كأس العالم أمام الفريق الروسي بخمسة أهداف وفقاً للكاتب.
الشهابي رأى أن السياسة الإقليمية “للسعودية” تتعثر كثيراً إذ تسير نحو تصادم كبير مع الإمارات حليفها السياسي والعسكري الأبرز، لافتاً إلى أنه سيحدث صدام شديد في اليمن حول المسألة القطرية وفي ليبيا وحتى في مصر لأسباب تتعلق بالتوازن الغربي “الذي يتغاضى في الوقت الحاضر عن السياست التوسعية لهذا التحالف ولكنه لن يسمح له بالتأثير على القلق الذي ساد المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف مضى على حرب اليمن عليها قرابة الأربعين شهراً وليس هناك مؤشرات بقرب حسمها، وقد “عانت [السعودية] والإمارات خلال هذه الحرب من أزمة تتعلق بالمصداقية والشرعية، فحتى الآن ما يزال شعار الحرب المرفوع: إعادة الشرعية المتمثلة برئاسة عبد ربه هادي منصور إلى الحكم بعد أن أسقطه التحالف الذي قاده الحوثيون قبل أربعة أعوام”، ووفقاً للكاتب فمن المؤكد أن معركة الحديدة لن تكون سهلة أو قصيرة الأمد، خصوصاً مع تحصن المدافعين عنها وإصرارهم على الصمود بوجه العدوان الذي تشارك فيه قوى استخباراتية أجنبية من بينها إسرائيلية.
ومن الضرورة بذل جهود حقيقية لوقف العمليات العسكرية التي بدأت منذ أيام في الحديدة وبدأت بحصد أرواح المدنيين بدون حساب، خصوصاً أن مؤشرات الحرب الحالية توحي بالفشل، وبالتالي فإنه مهما كانت نتائج العدوان فإن التحالف السعودي والإماراتي سيبقى مثيراً للجدل لإنه اعتداء من بلدان تفرض إرادتها بالقوة دون مبرر إنساني أو أخلاقي أو قانوني، لذلك يمكن القول إن معركة الحديدة ستكون واحدة من أهم المفاصلات التاريخية بين قوى التدخل العسكري والبلطجة السياسية والقوى الباحثة عن الحرية والسيادة وقداسة الأوطان يختتم الكاتب البحريني سعيد الشهابي.
22