ضرب المرأة...بين الرفض والتبرير الديني

الجمعة 15 يونيو 2018 - 13:43 بتوقيت غرينتش
ضرب المرأة...بين الرفض والتبرير الديني

تنوّعت الآراء في التّغريدات الّتي علّقت على هذا السؤال، حيث كان واضحاً أنّ الأكثريّة هي ضدّ استخدام الرّجل العنف ضدّ المرأة..

جاء في تقرير من إعداد جانيت نمور، على موقع إذاعة هولّندا العالميّة:

"ما رأيك في الرّجل الّذي يضرب المرأة؟"، تغريدة تنشط على موقع تويتر، وتعكس بوضوح الآراء حول هذه الظّاهرة المنتشرة في العديد من المجتمعات، وتقضّ مضجع الكثيرات في العالم العربيّ، في ظلّ غياب قوانين تحميهنّ، ووجود من يحلّل الضّرب تحت غطاء الدّين.

"ما رأيك في الرَّجل الّذي يضرب المرأة؟"، في أمريكا تتَّصل المرأة المعنَّفة برقم الطّوارئ 911، فيرسلون إليها فوراً من ينقذ حياتها أمّا عندنا، فيقال لها ليس لنا دخل في المشاكل العائليّه".

تنوّعت الآراء في التّغريدات الّتي علّقت على هذا السؤال، حيث كان واضحاً أنّ الأكثريّة هي ضدّ استخدام الرّجل العنف ضدّ المرأة، وإن تباينت الآراء حول ما ينصّ عليه الإسلام في هذا الشّأن. ومما جاء في التّغريدات:

"حكم الله فيها قبلكم، فقال: {وَاللاتِي تَخَافُون نُشُوزَهُن فعظُوهُن وَاهْجُرُوهن في الْمَضَاجِع وَاضْرِبُوهُن}.

"المرأة حتماً ضعيفة أمام الرّجل، وليس من الرّجولة ضربها، إلا في الحالات الّتي ذكرها لنا ربّنا في القرآن".

"الّذي يضرب المرأة يتّبع تعاليم دينه الحنيف".

"الضّرب يختلف في معناه، فليس كلّ ضرب يعني أن يكون ضرباً مبرّحاً، ففي ديننا يوجد الضّرب بالسّواك، ومبتغاه هو الزّجر والنّهي فقط".

لقد نشط المغرّدون في تقديم الحجّة والحجّة المضادّة لجواز ضرب المرأة أو عدمه، وشدّد البعض على أنّ هناك تفسيراً خاطئاً لما يقصد بكلمة ضرب في قوله تعالى: {فعظُوهُن وَاهْجُرُوهن في الْمَضَاجِع وَاضْرِبُوهُن}.

والمقصود بها "الإعراض والابتعاد وعدم الكلام أو الإضراب عن الكلام". وهذا واضح بالقول: "ضرب الرّجل في الأرض: ذهب وأبعد"...

في المقابل، رأى البعض أنّ الضّرب سببه العادات الاجتماعيَّة المتَّبعة، ولا دخل للدّين بها: "الشَّريعة حفظت حقوق المرأة كاملةً، لكنَّ أغلب العادات المكتسبة، والّتي تحقّر المرأة، سببها التّجاوزات عن هذه الشَّريعة"...

وفي مقابل الّذين حاولوا أن يجدوا بعض التّبريرات لضرب المرأة، كان هناك الكثير من التّغريدات الّتي حملت النّعوت القاسية بحقّ الرَّجل الّذي يقدم على ضرب امرأة، واعتبار أنَّه يتجرَّد من رجولته حين يقدم على فعل ذلك.

وشدّد عدد من المغرّدين على ضرورة حلّ المشاكل بين الزّوجين بالحوار، وإلا فمن الأفضل الافتراق بدلاً من استخدام أسلوب الضّرب المرفوض، بينما تناول بعضهم هذا الموضوع بطريقة ساخرة، وحثّوا المرأة على ضرب الرّجل إذا حاول ضربها. ..

وتعليق..

كثيراً ما نسمع بممارسة العنف ضدّ النّساء، ومن ذلك الاعتداء عليهنّ بالضّرب، والإسلام لم يحضّ على هذا الأسلوب إلا في حالات خاصّة جدّاً ودقيقة، بعد أن يكون الزّوج قد استنفد كلّ الأساليب؛ من موعظة لها، والاستعانة بأهل الصّلح والخبرة من أهله وأهلها، وتحذيرها من مغبّة الاستمرار في تعنّتها، هذا إذا كانت هي سبب المشاكل، وإن خاف الزّوج على خراب بيته، فليجأ إلى الضّرب الخفيف الّذي ينبِّهها إلى خطورة الموقف، علَّها تعود إلى رشدها. فليس الضَّرب أسلوباً يعتمد في معالجة المشاكل، وكثيرون من يلجأون إليه بسبب أو بدونه، وهذا غير مبرّر لا شرعاً ولا أخلاقاً، ولا يمتّ إلى الإنسانيّة والضّمير بصلة، بل يعمل على تخريب بنيان الأسرة والحياة الاجتماعيّة، والمطلوب اليوم من الجميع، نشر التّوعية اللازمة حول هذه القضيّة الّتي باتت منتشرة بشكل لافت.

وفي سياقٍ متّصل إنّ الإسلام لم يبح للرّجل أن يمارس أيّ عنف ضدّ المرأة، سواء في حقوقها الشرعيّة الّتي ينشأ الالتزام بها من خلال عقد الزّواج، أو في إخراجها من المنزل، وحتّى في مثل السبّ والشّتم والكلام القاسي السيّئ، وأنّ ذلك يمثّل ذلك خطيئةً يحاسب الله عليها، ويعاقب عليها القانون الإسلاميّ.

المصدر: بينات بتصرف