ظلال ترامب وبن سلمان بخسارة المغرب تنظيم المونديال 2026

الخميس 14 يونيو 2018 - 09:12 بتوقيت غرينتش
ظلال ترامب وبن سلمان بخسارة المغرب تنظيم المونديال 2026

المغرب - الكوثر لم ينس المغاربة كيف تبخر حلمهم بتنظيم مونديال كرة القدم لأربع مرات ليخسر المغرب مجددا هذا الاستحقاق الرياضي أمام الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لعام 2026 مع مرارة مضاعفة جراء الخذلان العربي.

وخسر المغرب السباق أمام الملف الثلاثي بنتيجة 134 مقابل 65 صوتا، وصوتت سبع دول عربية ضد الملف المغربي ولصالح الملف الأميركي الثلاثي، وهي السعودية والإمارات والبحرين والكويت والعراق ولبنان والأردن رغم أن معظمها تحتفظ بعلاقات جيدة مع الرباط.

وسبق للرباط أن تقدمت بملف ترشح انفرادي لتنظيم كأس العالم أربع مرات أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 إلا أنها لم تحظ بشرف التنظيم لاعتبارات مختلفة، لكن الجانب السياسي كان حاضرا في معظم هذه المنافسات.

ويشير المغاربة في تعليقاتهم وتغريداتهم إلى أن تهديدات ترامب المبطنة لغير المصوتين لبلاده والهجوم الذي شنته دول عربية علانية ضد الملف المغربي -خصوصا السعودية وتصريحات دول أخرى، بينها العراق أنها ستصوت للملف الأميركي- لهما تأثير على حظوظ الملف المغربي.

السياسة والرياضة والاقتصاد

وقبيل التصويت بأسبوع ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل غير مباشر على المصوتين، مؤكدا أن "الولايات المتحدة مع كندا والمكسيك لها ترشيح قوي لاحتضان مونديال 2026" وتساءل "لماذا يجب على الولايات المتحدة الأميركية أن تدعم بلدانا لا تقدم لها الدعم في هذا التصويت؟".

وبما أن التصويت ليس سريا يؤكد ترامب -في سابقة- أن التصويت لهذا المونديال رغم أنه تنظيم مشترك يعد انحيازا للولايات المتحدة أو ضدها ولترامب نفسه أو ضده، بما يمثله ذلك من ضغط على الدول الصغيرة.

وللمرة الأولى شاركت في التصويت على اختيار البلد المنظم كل الدول الأعضاء في الفيفا باستثناء المرشحين الأربعة، وذلك بعد شبهات الفساد التي طالت الاتحاد الدولي في عهد رئيسه السابق سيب بلاتر.

ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يفرض شروطا صارمة على استقلالية الاتحادات المحلية فإن الاتحادات الكروية ليست مستقلة تماما في قرارها وتخضع للحكومات، فيكون قرار التصويت وفق المصالح ولاعتبارات سياسية أكثر منها رياضية.

وفي هذا التصويت وقفت الولايات المتحدة -التي نظمت مونديال 1994- بقوتها الاقتصادية والمالية ومنشآتها الضخمة وبنيتها التحتية الهائلة وملاعبها الكبيرة وأموال الرعاة الكبيرة مقابل المغرب الذي خذله "أشقاؤه وأصدقاؤه أولا"، كما أكد معلقون ومغردون مغاربة.

من جانب آخر، هناك دور اللوبيات ومراكز القوى في الدفع بشكل مباشر باتجاه حصول الولايات المتحدة -التي ستحتضن أغلبية المباريات- بتنظيم هذه التظاهرة، كما أن نجاح الملف الثلاثي يساعد أكثر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو على الوصول إلى فترة رئاسية ثانية. 

خذلان الأشقاء

وشنت السعودية ما يشبه حملة على الملف المغربي، وأكد رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ في عدة مناسبات أن بلاده تدعم الملف الأميركي، وأن ذلك القرار يرجع بالأساس إلى ترجيح مصالح السعودية على أي اعتبارات أخرى.

من جهتها، أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن تركي آل الشيخ وعد القائمين على الملف الأميركي بألا يكتفي فقط بالتصويت لصالح الملف الثلاثي، بل إنه تعهد بدفع عدد من الدول المقربة من السعودية -خاصة العربية منها والآسيوية- إلى التصويت لواشنطن وحشد دعمها ضد المغرب.

ويشير مراقبون إلى أن السعودية عملت وراء الكواليس لدعم حليفتها واشنطن، وأنشأت في مايو/أيار 2018 -أي قبل التصويت لمونديال 2026- اتحاد كرة قدم جديدا لجنوب غرب آسيا يضم 12 عضوا، وهو عدد كاف لقلب نتيجة أي تصويت.

وأشارت تقارير مغربية إلى أن المساعي السعودية لدعم الملف الأميركي استمرت حتى قبل التصويت لساعات من خلال دعوات ومآدب نظمها الوفد السعودي لرؤساء اتحادات آسيوية وأوروبية وأفريقية في محاولة لتغيير مواقفها من التصويت.

وكان آل شيخ قد أثار غضب المغاربة قبل نحو شهور بتغريدته التي قال فيها "هناك من أخطأ البوصلة، إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت، دع الدويلة تنفعك"

ولم يستسغ المغاربة الموقف السعودي، ويرون أنه رجع صدى للأزمة الخليجية، إذ يقول الناطق السابق باسم حزب الاستقلال المغربي (معارض) عادل بنحمزة لوكالة الأناضول إن موقف آل الشيخ يرجع إلى الأزمة غير المعلنة مع المغرب بسبب موقفه من الأزمة الخليجية.

 

المصدر: الجزيرة

 

102/23