مؤامرات عدّة حاكتها قوى الاستكبار ضدّ العالم الإسلاميّ، وضدّ منطقة الشرق الأوسط بالخصوص، فمنذ الحرب العالميّة الأولى كانت بريطانيا، وفي أيّام أخرى كانت أمريكا، وفيما بعد فرنسا... وهكذا تعاقبت عليها القوى الاستكباريّة مدّة مئة عام أو أكثر، وبطرق وأشكال مختلفة، إحداها "التشيُّع اللندنيّ أو البريطانيّ".
نترك القارئ الكريم مع كلمات للإمام القائد الخامنئي دام ظله للإضاءة أكثر على مسألة "التشيُّع اللندنيّ أو البريطانيّ"، ومدى خطورته على الإسلام، وسبُل مواجهته...
* الاختلاف ليس مشكلة
"الاختلاف بين الشّيعة والسنّة في حدود الاختلاف العقائديّ لا يوجد فيه مشكلةٌ، إنّما المشكلة تحصل عندما يؤدّي هذا الاختلاف العقائديّ إلى الاختلاف الروحيّ والفكريّ، وإلى المنازعة، وإلى الخصومة، وإلى العداوة"(1).
* هذا تشيُّع بريطانيّ!
"حينما تشاهدون إذاعات وتلفزيونات تنطلق في العالم الإسلاميّ، ويكون عملها باسم "الشيعة" وتحت عنوان "التشيّع"، وتشتم وتُهين كبار الشخصيّات التي يعتقد بها بقيّة المذاهب الإسلاميّة، [فاعلموا] أنّ تمويلها هو من ميزانيّة الخزانة البريطانيّة. هذا تشيّع بريطانيّ!"(2).
* قوام التشيُّع البريطانيّ
لقد أدرك أعداء العالم الإسلاميّ جيّداً أنّه إذا ما أخذت المذاهب الإسلاميّة بأعناق بعضها بعضاً، وبدأت بمنازعة بعضها بعضاً، سوف يتنفّس النظام الصهيونيّ الغاصب الصعداء. لذا، فهم من ناحية يُطلقون المجموعات التكفيريّة التي لا تكفّر الشّيعة فقط، بل تكفّر الكثير من أهل السنّة أيضاً، ومن ناحية أخرى، زرعوا جماعة من العملاء المأجورين لتهيئة الهشيم لهذه النار، وصبّ الزيت عليها. إنّهم يضعون وسائل التواصل الاجتماعيّ والوسائل الإعلاميّة في متناول هؤلاء. أين؟ في أميركا! أين؟ في لندن! ذلك التشيّع الذي سيُبثّ للعالم من أميركا ومن لندن، لا يفيد الشّيعة(3).
"ثمّة اليوم أيادٍ بين أهل السنّة وبين الشيعة تعمل للفصل والتفرقة بينهم، وإذا دقّقتم وبحثتم ستجدون أنّ كل هذه الأيدي متّصلة بمراكز التجسُّس والاستخبارات التابعة لأعداء الإسلام. ذلك التشيُّع المرتبط بـ MI6 البريطانيّ، وذلك التسنُّن المرتزق للـ CIA الأمريكي، لا هو بتشيّع ولا بتسنّن، فكلاهما ضدّ الإسلام"(4).
"إنّ التشيُّع البريطانيّ قائم على أساس شقّ الصفوف، وعلى ركيزة تمهيد السبيل وتعبيد الطريق لحضور أعداء الإسلام"(5).
* نرفض التشيُّع البريطانيّ
"نحن نرفض التشيُّع الذي تكون لندن مركزه ومقرّه الإعلاميّ، فإنّه لا يمثِّل ذلك التشيُّع الذي بلّغه وأراده الأئمة عليهم السلام. إنّ هذا لا يُعدّ تشيُّعاً، بل هو انحراف. إنّما التشيُّع هو المظهر التامّ للإسلام الأصيل والقرآن الكريم"(6).
"يتخيّل البعضٌ أنّ إثبات التشيّع إنّما يتمّ بقيام الإنسان بشتم وإهانة كبار الشخصيات التي يؤمن بها أهل السنّة والآخرون. كلّا، إنّ هذا خلاف سيرة الأئمة عليهم السلام"(7).
"لقد أكّد مراجع الدين الشّيعة -الإمام العظيم وآخرون، وخاصّة بعد انتصار الثورة الإسلاميّة- كثيراً على الوحدة الإسلاميّة، وأخوّة المسلمين فيما بينهم، في ذلك الوقت سعى بعضهم -الملكيّون أكثر من الملك- إلى إيقاد نار الفتنة، وإيجاد النزاعات وبثّ الاختلافات"(8).
"لا يوجد فرق بين ذلك التسنّن الذي تدعمه أمريكا وذلك التشيع الذي يُصدَّرُ إلى العالم من مركز لندن، فكلاهما شقيقا الشيطان، وكلاهما عميلا أمريكا والغرب والاستكبار"(9).
* هذا هو هدفهم!
لا يظنّن أحد أنّ نشر التشيّع والعقائد الشيعيّة وتقوية الإيمان الشيعيّ يكون بالإهانات والشتائم. كلّا، إنّه عمل معاكس. إذا شتمتم أحداً وأهنتموه، فإنّ هناك سوراً من العصبيّة والحساسيّة يتشكّل حوله؛ وحينها لن يتمكّن من تحمّل الكلام حتّى لو كان كلاماً محقّاً. إنّ لدينا الكثير من الكلام والأفكار المنطقيّة القويّة، دعوا هذه الكلمات والأفكار تُسمع، دعوها تأخذ مجالها للجذب والتأثير في قلوب الطرف المقابل(10).
* كونوا زيناً
إنّ عملنا يجعل الناس تؤمن بنا. عن الإمام الصادق عليه السلام: "كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً". ماذا يعني زيناً لنا؟ أي اعملوا بطريقة يقول الناس حين يرونكم: ما شاء الله! ما أحسن شيعة أمير المؤمنين عليه السلام!
إنّ التمسُّك بالولاية هو أن ننظر ونتأمّل في صفات أمير المؤمنين عليه السلام التي يمكن لنا أن نقتدي ونتحلّى بها: الإيثار، والمعنويّة، وتلك المعرفة والعلم بالله، وتلك العبادات والأنين والتوجّه إلى الله، وفي مجالات الصفات الإنسانيّة. نحن نستطيع الاقتداء به عليه السلام، ونستطيع أن نسير في اتجاه تحقيق تلك الصفات. وعندها يصبح هذا تمسُّكاً بولاية أمير المؤمنين عليه السلام(11).
* الاتحاد والبصيرة هما الحلّ
"فليتّحد الإخوة السنّة والشيعة معاً، وليعلموا أنّ العدوّ يهدّد أصل وجود الإسلام وكيانه، وهذا أيضاً يمثّل أحد الخطوط الأساسيّة"(12).
"إنّنا في الجمهوريّة الإسلاميّة ندعو إلى الوحدة منذ 35 عاماً، ولا نتكلّم فقط، بل نعمل. المساعدة التي قدّمتها الجمهوريّة الإسلاميّة لإخوانها في العالم الإسلاميّ، كانت في الغالب مساعدة للإخوة من أهل السنة. لقد وقفنا إلى جانب الفلسطينيّين وإلى جانب الجماهير المؤمنة في بلدان المنطقة؛ لأن قضيّة الوحدة على رأس القضايا الإسلاميّة.
إنّني أوصي وأصرّ على العلماء الأعلام والمستنيرين في العالم الإسلاميّ وعلى ساسة العالم الإسلامي أن لا يتحدّثوا عن التفرقة إلى هذا الحدّ"(13).
"لقد قلنا بصراحة إنّنا نعارض الإساءة إلى مقدّسات أهل السنّة؛ إذ تنطلق فئة من هذا الجانب وفئة من ذاك لتأجيج نيران العداء وتصعيدها، ويحمل الكثير منهم نوايا حسنة، إلّا أنّهم فاقدون للبصيرة. فلا بدّ من التحلّي بالبصيرة، ولا بد من الوقوف على مخطط العدوّ الرامي في الدرجة الأولى إلى إثارة الخلافات"(14).
الهوامش:
1.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 11/09/2013 م.
2.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 20/9/2016 م.
3.يُنظر: كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 01/09/2013 م.
4.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في الذكرى 26 لرحيل الإمام الخمينيّ {، 04/06/2015 م.
5.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 17/08/2015 م.
6.(م.ن).
7.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 20/9/2016 م.
8.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 01/09/2013 م.
9.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 04/06/2015 م.
10.يُنظر: كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 20/9/2016 م.
11.يُنظر: (م.ن).
12.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 04/06/2015 م.
13.(م.ن).
14.من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بتاريخ: 17/08/2015 م.
المصدر:مجلة بقية الله