أنت واليتامى وطابور اللبن...

الجمعة 8 يونيو 2018 - 13:24 بتوقيت غرينتش
أنت واليتامى وطابور اللبن...

واذا بك في اروقة مدينة الكوفة سنة ٤٠ للهجرة مثل هذه الايام، فتنظر لطابور من اليتامى قد اصطفوا عند باب من بيوت الكوفة وهم يحملون بأيديهم اللبن...

عباس الامير

تخيل نفسك وقد عاد بك الزمن الى الوراء، واذا بك في اروقة مدينة الكوفة سنة ٤٠ للهجرة مثل هذه الايام، فتنظر لطابور من اليتامى قد اصطفوا عند باب من بيوت الكوفة وهم يحملون بأيديهم اللبن، فتتسائل ويجيبونك:

-اننا سمعنا ان الطبيب قد وصف لأمير المؤمنين عليه السلام اللبن كعلاج لما حل به من ضربة لعينة بسيف ابن ملجم المسموم، وها نحن وفاءً لسيدنا الذي طالما كان يرعانا بعطفه وحنانه نقف هنا لرد شيء من ذلك الجميل فعسى ان يتم شفاؤه، فلا عيش لنا من بعده..

وفي هذه الاثناء يأتي الاذن بالدخول، فترى صفارا يتوسد الارض واذا بصرخة من يتيم:

- سيدي! انت القوي الامين، انت قالع خبير وبطل الحروب، ما عهدناك بهذا المنظر..

فتسمع كلمات امير المؤمنين وهو يصبر عليه وعلى باقي اليتامى ثم يلتفت الى الحسن والحسين عليهما السلام قائلا:
-
الله الله في الايتام فلا تغبوا افواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فقد سمعت رسول الله يقول من عال يتيما حتى يستغني اوجب الله له الجنة كما اوجب لآكل مال اليتيم النار..

بعدها ترجع لزمانك الذي انت فيه، فتبصر حال اليتامى ومعاناتهم، وترى بعينك نهج علي عليه السلام يتجسد في حفيده المرجع الاعلى، وهو يعمل على ادامة رعاية اليتامى من خلال مؤسسات عديدة . فأين نحن من هذا العمل و ماذا نقدم لليتامى و ماذا علينا أن نفعل ؟

المصدر: كتابات في الميزان(بتصرف)