اهوار العراق... قبلة جديدة لسياح العالم

الجمعة 8 يونيو 2018 - 08:35 بتوقيت غرينتش
اهوار العراق... قبلة جديدة لسياح العالم

العراق _ الكوثر: تحولت منطقة الأهوار في جنوب شرق العراق، التي عانت من تدمير متعمد إبان فترة حكم الديكتاتور المقبور صدام حسين ونجت من سنوات الحرب، الى منطقة جذب لسائحين وعلماء.

تشهد مناطق الاهوار في قضاء الجبايش 70 كم الى الشرق من مدينة الناصرية، تزايدا ملحوظا باعداد السياح القادمين من مختلف محافظات العراق ، للاستمتاع بالمناظر الجميلة والطبيعة المائية والاحيائية فيها ، ومشاهدة انواع مختلفة من الطيور المهادرة من سيبيريا ومناطق العالم الاخرى فضلا عن الاحياء المائية الاخرى التي تتميز بها مناطق الاهوار.

الا ان تلك المناطق تفتقر للبنى التحتية وعدم وجود ما يحتاجه السائح من وسائل راحة وغيرها من المستلزمات الاخرى.

وبين أن الحياة والطبيعة وطريقة عيش سكان تلك المناطق تختلف بشكل كامل عن حياة الآخرين ببساطتها ‏وأصالتها وتمسكها بإرث الأجداد.‏

وأشاد السائحون بالأجواء الآمنة والمستقرة وبالجهود المبذولة من قبل ضباط ومنتسبي شرطة ذي قار مما ‏شجع العوائل التوجه على شكل دفعات أسبوعية إلى قضاء الجبايش وزيارة الاهوار.

(الاهوار).. تلك المساحات المائية التي استوطنها الانسان منذ نحو ما يزيد على الخمسة الاف سنة كانت تعد حتى قبل بضعة عقود من الزمن محطة استراحة للطيور المهاجرة من اسيا الى افريقيا وبالعكس وموطنا للكثير من انواع الاسماك والطيور، فضلا عن انها كانت حاضنة لانواع من النباتات والمزروعات واهمها قصب البردي الذي يمثل عنصرا اساسيا في عمارة بيوت الاهوار واكواخها العائمة في هذه المنطقة التي شبهها البعض بمدينة (فينيسيا الايطالية). والتي تتشابها من ناحية الشكل والمناخ ودرجات الحرارة حتى سميت اهوار العراق توأم (فينيسيا) والعكس صحيح.

الاهوار منطقة طوفان نوح (ع)

يقول الكاتب والاعلامي حامد فريج" نفتخر بان اهوارنا كانت موطناً أزلياً لواحدة من أعرق الحضارات وهي الحضارة السومرية وكذلك فإنها في الافتراض التأريخي وقراءة لقصد الميثولوجيا والقصص فإنها كانت المكان الذي حصل فيه الطوفان وابتدأ منه نوح (ع) رحلته الإيمانية وغيرها لذا فإن أور هي مدينة كانت يوما ما ميناء ومحطة تجارية للسفن التي كانت فيها سومر تنقل تجارتها عبر الأهوار ومسطحاتها المائية الى المناطق البعيدة مثل دلمون (البحرين) مكان (سلطنة عمان) بلاد السند والهند وافغانستان، وكذلك كان هذا المكان ومكوناته يشكلان محمية طبيعية تقي المعتقد أو الدين من التعسف والاضطهاد الذي يمسه كما ان فسحة التأمل وجمالية المكان تعطي لتلك الرؤى بهجة التأمل والتعبد والالتجاء كما في الديانة المندائية وبعض الحركات الثورية في العصر العباسي الثاني كالقرامطة والزنج وغيرها، إذن الماء هو روح طبوغرافية الأهوار والحاضنة الحياتية للموجودات التي رأت في هذه الطبوغرافية المكان الملائم لديمومة وجودها والاستمرار معه، الاهوار هي سحر الجمال وخفايا الطبيعة وعمق التاريخ وامتداد الحضارات لا يعرف اسرارها الا من عاش على ضفافها ومارس الحياة فيها.