تسلسل أحداث الحرب على سوريا

الإثنين 28 مايو 2018 - 14:19 بتوقيت غرينتش
تسلسل أحداث الحرب على سوريا

بدأت الأحداث في سوريا في شكل تظاهرات سلمية مطلبية انطلقت في منتصف شهر آذار/مارس عام 2011، وكان أهم مطالبها محاسبة الفاسدين في الدوائر الحكومية السورية، وإطلاق الحريات.

وجاءت هذه التظاهرات عقب تظاهرات مماثلة حدثت في تونس ومصر وليبيا والبحرين والسعودية كانت تطالب بالتغيير السياسي وإطلاق الحريات.

وخلال شهر من هذه التظاهرات بدأ المشروع الأمريكي المعد لسوريا يظهر جلياً من خلال إطلاق النار المتعمد على المتظاهرين، والحملة الإعلامية غير المسبوقة على مستوى العالم، التي حرضت بشكل مباشر على حمل السلاح والتحول من تظاهرات سلمية إلى تمرد مسلح.

تظاهرات مطلبية في دوما عام 2011 ترفض العنف

ومن خلال الأحداث في سوريا تشكل محور أمريكي عربي تركي للتدخل في سوريا، وكان شكل هذا التدخل عن طريق تزويد جماعات بالمال والسلاح وركوب موجة المطالب الشعبية للتحول إلى جماعات إرهابية مسلحة تحت عنوان الثورة.

الأحداث في مدينة درعا

بدأت الأحداث من مدينة درعا جنوب سوريا في آذار/مارس عام 2011 عندما دعا ناشطون إلى يوم غضب في سوريا تأثراً بما يسمى الربيع العربي في كل من مصر وتونس، وادعت وسائل إعلام دولية أن قوات الأمن اعتقلت أطفالاً قاموا بكتابة شعارات مناوئة للدولة السورية، لكن لم تظهر أدلة على عملية الاعتقال أو حتى الرسومات، رغم أن الناشطين كانوا مهتمين بنقل صورة كل مايجري في درعا. وسرعان ما تحولت التظاهرات أعلى أعمال شغب وحرق للممتلكات ونهب الدوائر الحكومية، وقد ظهرت أشرطة فيديو توثق ذلك، وظهر السلاح في أيدي بعض المتنفعين من الخلل الأمني، أمر استدعى تدخل الأمن بشكل واسع.

قرار الضخ بالسلاح لتسريع اسقاط الدولة السورية 

خطوات إصلاحية

ورداً على التحركات الشعبية ألقى الرئيس السوري بشار الأسد خطابه الأول في 31 آذار/مارس، وأعلن فيه عن إصلاحات تشمل إلى جانب تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة عطري، خطوات أبرزها توجيه الحكومة بتجنيس آلاف الأكراد الذين حرموا من الجنسية في محافظة الحسكة، ورفع حالة الطوارئ المعمول بها منذ 1963، وإطلاق سراح المعتقلين.

الأحداث في مدينة حمص

انتقلت الفوضى الأمنية إلى مدينة حمص، واستمر معها مسلسل التظاهرات وإطلاق النار على المتظاهرين رغم غياب قوات الجيش السوري عن معظم المناطق التي يتم إطلاق النار عليها، واتهم المحور الأمريكي الجيش بالوقوف وراء ذلك، وظهرت مقاطع فيديو تبين أن إطلاق النار يأتي من جهة المتظاهرين، حيث استشهد وأصيب عدد من عناصر حفظ النظام في مدينة حمص.

ظهور السلاح بين المتظاهرين

كانت تقارير الحكومة السورية تؤكد حدوث إطلاق نار من قبل المتظاهرين، وحدثت عدة اشتباكات بين مسلحين وعناصر حفظ الأمن وبينت فيديوهات مصورة ذلك بوضوح، لكن المحور الأمريكي كان يقلل من أهمية ذلك ويدعي أن النظام السوري يتذرع لفتح النار على المتظاهرين.

وخلال أحداث باباعمرو بمدينة حمص، تمكن المسلحون من السيطرة على باباعمرو ووصلت لجنة تحقيق من الجامعة العربية برئاسة محمد مصطفى الدابي للتحقيق في مايجري، وقد اعترف الدابي بوجود مسلحين بين من يسميهم معارضوا سوريا بالثوار، وأن وفده تعرض أكثر من مرة لاعتراض المسلحين خلال جولاته، وأدى هذا الاعتراف إلى استياء أمريكي عربي وأرغمت الدول المعادية لسوريا الدابي على الاستقالة.

الاعتراف بحمل السلاح

وفي مطلع شهر آب (أغسطس) 2011 قام المحور الأمريكي بركوب موجة المطالب المحقة والإعلان عن تأسيس ما يسمى بالجيش السوري الحر، وكان مهمة هذا الفصيل المسلح هو ضرب الدولة السورية والسيطرة على المراكز الحكومية، وجاهر نظام آل سعود وقطر بتقديم المال والسلاح لهذه العصابات حتى إسقاط الدولة السورية. وظهر وزير الخارجية السعودي آنذاك سعود الفيصل يطالب ويعلن تسليح من أسماهم بالمعارضة.

 ومع بداية العام 2012 تحول الحراك المدعوم من المحور الأمريكي إلى تمرد مسلح في مسعى للسيطرة على سوريا.

شارك في هذا المشروع الأمريكي عدة دول أبرزها تركيا والسعودية وقطر والأردن والإمارات والبحرين والكويت، ففي الوقت الذي كانت أنظمة السعودية والبحرين تقمع المتظاهرين في شوارعها، كان حكامها يطالبون بإسقاط النظام في سوريا ونشر الديمقراطية.

رياض الأسعد نجى من عملية اغتيال نفذها زملاء له وهو مغيب الآن

تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية

وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر ضغطت كل من السعودية وقطر على الدول العربية لتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، فقرر وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، وأعلنوا فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد البلد، وطالب القرار "الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق".

بدء الحرب على سوريا

ومع الاعتراف العربي رسمياً بما يسمى "المعارضة المسلحة" بدأت فصول الحرب على سوريا بتوجيه المسلحين إلى مهاجمة المدن السورية والسيطرة عليها، وأعلن رسمياً الاعتراف بما يسمى الجيش السوري الحر برئاسة رياض الأسعد، وبدأت فصول الحرب في الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي، وانتقلت إلى الزبداني بريف دمشق، وصولاً إلى الغوطة الشرقية، حيث حاول المسلحون اجتياح دمشق.

ظهور جبهة النصرة

واثر الأحداث في سوريا وعدم فعالية ما يسمى "الجيش السوري الحر" في تحقيق نصر عسكري في سوريا، ظهر تنظيم القاعدة في سوريا تحت مسمى "جبهة النصرة" أو جبهة فتح الشام لاحقاً، وفي بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير/كانون الثاني 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري. وتبنت جبهة النصرة عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق راح ضحيتها آلاف المدنيين من السوريين، وأبدت فصائل "المعارضة المسلحة" تأييدها للقاعدة في سوريا وقاتلت في صفوفها، وضم التنظيم الإرهابي مقاتلين أجانب من سعوديين وعرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين.

جبهة النصرة تحمل العقيدة الوهابية وتقاتل ضد الدولة السورية

ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي

ظهر داعش لأول مرة تحت اسم "جماعة التوحيد والجهاد" في شهر سبتمبر 2003م، وتحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي.

وفي أكتوبر 2004م، أعلن الزرقاوي البيعة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقام بتغيير اسم جماعته لتنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، وعُرفت باسم تنظيم القاعدة في العراق. رغم أن التنظيم لم يدعُ نفسه بتنظيم القاعدة في العراق، إلا أن هذا الاسم ظل متداولاً بين الناس.

وفي كانون الثاني/يناير عام 2006، اندمج التنظيم مع مجموعة من التنظيمات الأخرى وشكلوا ما يسمى بـ"مجلس شورى المجاهدين" في العراق.

وفي 12 أكتوبر 2006، اندمج التنظيم مع عدة تنظيمات أخرى، وفي 13 أكتوبر تم إعلان اسمه الجديد "دولة العراق الإسلامية".

وتوسع "تنظيم الدولة" إلى سوريا في 8 أبريل 2013، وتبنى اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وأُطلق عليه اسم "داعش" اختصارًا من أولى حروف اسمه.

مقاتلون أجانب في صفوف داعش جاؤوا إلى سوريا بدعوة وهابية

لعبة النصرة وداعش

في بداية ظهور داعش قبل ولادة جبهة النصرة كان قرار اللاعبين الدوليين أن يقتصر تواجد داعش في العراق للعب دوره، وفي المقابل يقتصر تواجد النصرة في سوريا، ومع تأسيس جبهة النصرة في أواخر العام 2011 بقيادة أبي محمد الجولاني حيث أصبح الأمين العام لها واستمرت الجبهة بقتال الجيش السوري حتى وردت تقارير استخباراتية عن علاقتها الفكرية والتنظيمية بفرع "دولة العراق الإسلامية"، وبتاريخ 9 ابريل ظهر تسجبل صوتي منسوب إلى أبي بكر البغدادي يعلن فيها ان جبهة النصرة هي امتداد لما يسمى بدولة العراق الإسلامية وأعلن فيها إلغاء اسمي جبهة النصرة و"دولة العراق الإسلامية" تحت مسمى واحد وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وبعد ذلك بفترة قصيرة ظهر تسجيل صوتي لأبي محمد الجولاني يعلن فيها عن علاقته مع "دولة العراق الإسلامية" لكنه نفى شخصيا أو مجلس شورى الجبهة ان يكونوا على علم بهذا الاعلان فرفض فكرة الاندماج وأعلن مبايعة تنظيم القاعدة في أفغانستان،  وعلى الرغم من ذلك كان لتنظيم داعش وجبهة النصرة العديد من العمليات العسكرية المشتركة في بداية الأمر، لكن قرار التوحد فيما بينهما تم التراجع عنه، وبدى واضحاً أن تحقيق مصالح المحور الأمريكي بضرب سوريا يمكن تحقيقه من خلال لاعبين منفصلين بشكل أكثر فاعلية.

تحرير المناطق السورية من الجماعات المسلحة

انتصارات الجيش السوري

مع بداية العام 2016 دخل الجيش السوري مع القوات الحليفة المتمثلة بروسيا وإيران وحزب الله في معارك تجللت انتصاراتها في توجيه ضربات قاضية لجبهة النصرة وتنظيم داعش في مناطق سيطرتها، وبدأت في معركة القصير بريف حمص، ومن ثم تحرير كامل مدينة حلب من جبهة النصرة وحلفائها مما يسمى بالمعارضة المسلحة في نهاية العام 2016 وشكلت معركة تحرير حلب أم المعارك في سوريا، واعتبرت نقطة تحول لصالح الجيش السوري في الحرب على البلاد، حتى معركة تحرير دير الزور وضرب داعش بقوة في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2017.

انتصارات الجيش السوري

العدوان الثلاثي على سوريا

في الرابع عشر من نيسان/إبريل عام 2018 شنت امريكا وبريطانيا وفرنسا عدوانا ثلاثيا على سوريا في عملية ادعى الغرب أنها جاءت لمعاقبة دمشق على شنها هجوما كيميائيا مزعوما في دوما بالغوطة الشرقية قبل أسبوع، واستبق هذا العدوان وصول المحققين الدوليين الذين وافقت دمشق على حضورهم في الموقع المزعوم.