ويكيليكس تكشف خفايا دوافع الإمارات لضرب قطر

الإثنين 28 مايو 2018 - 06:28 بتوقيت غرينتش
ويكيليكس تكشف خفايا دوافع الإمارات لضرب قطر

قطر - الكوثر: كشفت برقيات نشرها موقع ويكيليكس أن الإمارات وجهت سلسلة من التحذيرات للمسؤولين الأمريكيين حرضتهم فيها ضد دولة قطر وقناة الجزيرة حتى قبل قطع العلاقات مع الدوحة بوقت طويل.

وقال الكاتب أندرو شابيل - في تقرير لشبكة الجزيرة - إن تحذيرات الإمارات تلك لم تكن نابعة من دوافع أمنية فحسب. وأوضح أن اللغة التي استخدمتها الدول العربية الأربع التي قطعت العلاقات مع قطر(السعودية والإمارات والبحرين ومصر) تتسق مع التصريحات المنسوبة لسلطات أبوظبي، كما كشفت عنها البرقيات التي سربها ويكيليكس بين عامي 2010 و2011.

وطبقا لبرقيات مسربة، فإن أبوظبي هاجمت قناة الجزيرة بسبب ما وصفته بتأثيرها السلبي على الرأي العام العربي عقب الغزو الأمريكي للعراق. وحرَّضت أبوظبي الولايات المتحدة على قصف مقر شبكة الجزيرة الإعلامية في الدوحة.

وبحلول عام 2009، باتت أبوظبي أكثر ارتياباً تجاه قناة الجزيرة وقطر حتى أنهم استخدموا ألفاظا قاسية بشأنهما في لقاء مع السفير الأمريكي لدى الإمارات آنذاك، ريتشارد أولسن، والوفد المرافق له.

وفي برقية تعود إلى فبراير 2009، اعتقدت أبوظبي أن قطر غدرت بمجلس التعاون عندما عرضت مبادرات دبلوماسية على إيران، مدعية أن الدوحة تدعم الإخوان المسلمين، وهما تهمتان رئيسيتان وردتا بقائمة التهم الموجهة ضد قطر في إطار الأزمة الخليجية الراهنة.

وكشفت بعض البرقيات المسربة عن أن مشكلة سلطات أبوظبي مع قناة الجزيرة ذات طابع شخصي، فهم يعتقدون أن الجزيرة كان لها تأثير سلبي عليهم، حيث تحدثوا في ثلاثة اجتماعات على الأقل خُصصت لمناقشة التطورات في حربي أفغانستان والعراق، عن قصص شخصية مع قناة الجزيرة، فمثلا ورد في إحدى البرقيات بتاريخ أبريل 2004، أن أحد رموز السلطة في أبوظبي وصف ابنه بأنه طالب متفوق لكنه بات في الآونة الأخيرة يعبر عن آراء معادية للغرب. غير أنه يعتقد أن تلك الأفكار نتاج مشاهدته قناة الجزيرة لأوقات طويلة. ومضى المسؤول إلى القول "إذا كانت الجزيرة تستطيع التأثير على حفيد مسؤول معتدل بهذه الطريقة، فتخيلوا ما يمكن أن تفعله مع غير المتعلمين أو مع من ينتمون للطبقات الدنيا".

وتدل تلك البرقيات على أن الإمارات طالما كانت هي القوة الدافعة وراء حملة القمع ضد جماعة الإخوان المسلمين. وتضمنت البرقيات المسربة -بحسب الكاتب- على تصريحات للسلطات الإماراتية عن مسائل لم تتناولها في العلن لكنها تنم عن الدينامية السياسية المتغيرة في منطقة الخليج (الفارسي).

وفي برقية أخرى تعود إلى نوفمبر 2004، أفاد مسؤولون أمريكيون بأن سلطات أبو ظبي قالت إنها اكتشفت وجود عناصر من الإخوان المسلمين في الجيش، وبينت لهم كيف أنها أخضعتهم لعملية غسل دماغ. وقالت أبوظبي في احدى البرقيات خلال شهر يوليو 2005، "استخدمنا مكنسة لتنظيف الإمارات منهم".

وتوحي اللغة المنسوبة لسلطة أبو ظبي في تلك البرقيات بأن دوافع الإمارات من الحصار لم تكن نابعة كلها من هواجس أمنية تجاه قطر، بل رغبة في قمع المعارضة الداخلية أيضا. ومن المفارقات أن سلطات أبوظبي تركت التصريحات حول الأزمة الخليجية الراهنة، لوزارة الخارجية او من ينوب عنهم في التحدث باسم الحكومة.

ومنذ وصول السلطات الجديدة في أبوظبي عام 2014، باتت الإمارات ضمن أكبر خمس دول مستوردة للسلاح. فوفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن الإمارات هي ثاني أكبر مشترٍ للسلاح الأمريكي في الشرق الأوسط بعد السعودية، حتى أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أطلق عليها لقب "أسبارطة الصغيرة" في إشارة إلى المدينة اليونانية التي اشتُهرت بنزعتها العسكرية المهيمنة.

22