الإستعمار الإيراني والإستعمار الأمريكي!

الجمعة 25 مايو 2018 - 12:35 بتوقيت غرينتش
الإستعمار الإيراني والإستعمار الأمريكي!

اليوم نعيش زمن الاستهتار و ( البلطكة) مع الغباء والعملاء والجبناء و أغلبية العربان الذين –حتى- يدفعون لكي تهان كرامتهم ...

سامي جواد كاظم

الاستعمار كلمة تدل لغويا على الاعمار ولكنها سياسيا كلمة بغيضة تدل على الذل .و الاستعمار سابقا كان عسكريا بحتا اما اليوم اصبح سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا ، واخذ يلبس جلباب الدبلوماسية والقانونية ، وتبقى النوايا الخاصة بمن يستعمر الاخر هي على راس الاولويات التي يروم المستعمر تحقيقها .

اليوم نعيش زمن الاستهتار و ( البلطكة) مع الغباء والعملاء والجبناء و أغلبية العربان الذين –حتى- يدفعون لكي تهان كرامتهم ، والاسلام دائما يشفع له تدخل رب السماء لان الاسلام هو رسالة السماء ،من هنا لا نشك أن استهتار العربان و خيانتهم و تأييدهم لأمريكا الى الجحيم و العدو الصهيوني الى زوال.

البيت الابيض والاصح الاحمر والخليط بالاسود بدات سياسته تظهر وبشكل علني وليس بقلة حياء بل بانعدام الحياء في مواجهته لايران ، وقراءة للمشهد السياسي والعسكري في المنطقة تبين ان ايران وتدخلها في الدول التي تدعيها امريكا لاتساوي 10% من التدخل العسكري والسياسي الامريكي في العالم ، فيكفي ان التعداد الكامل للقوات الأمريكية، بما فيها الفاعلة والاحتياط والمدنيين في كافة أنحاء العالم والولايات المتحدة، يبلغ مليونين و877 ألفاً و620 .

في الخارج تنتشر القوات الأمريكية في 800 قاعدة عسكرية و177 دولة تقريباً، بينما ايران وحسب الادعاء الامريكي تتواجد في سوريا والعراق وتسيطر على القرار في اليمن ولبنان وبعض الشيء في افغانستان ، والفارق بين الاستعمار الايراني والاستعمار الامريكي ان ايران تدخلت بشكل رسمي وبطلب من حكومات تلك الدول ويقتصر تدخلها على درء الخطر القادم بسبب الاستعمار الامريكي ( المستهتر) الذي يتدخل في المنطقة عنوة ومن غير ضوابط قانونية او دولية ،لان المنظمة المعنية في هذا الامر بما لها وما لديها تحت حذاء الرئيس الامريكي .

لا احد يختلف على التهور الترامبي ، ولكن هذا التهور مدروس ومخطط له ايام اجرام بوش الاب ، الذي هيأ المنطقة بعد فشل ريغان في احتواء الثورة الايرانية .

نعم المنطقة ترفض الاستعمار الايراني حسب تعبير البعض ، ولكن ليقولوا لنا ماهي المخلفات السلبية للتدخل الايراني . ولو لم ترسل امريكا اجندتها الارهابية هل كانت إيران لتتدخل؟ ولكنها ارسلت هذه الاجندة لكي تتحجج على ايران التي ضربت الوجود الصهيوني بالحذاء بمجرد أن سقط الشاه وكما رفعت العلم الفلسطيني على بناية الصهاينة السابقة، وهذا جرح عميق لا يندمل مهما كانت ضمادات مجلس اللوردات البريطاني( اخبث مجلس على وجه الكرة الارضية).

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا:هل يعلم عرب الخليج وبقية المسلمين الى ماذا تقودهم امريكا ؟ هل ترضون ان تتجرد كل المنطقة من الاسلحة التي تدعي امريكا انها محظورة ،بينما نجد هذه الاسلحة و اخرى اشد فتكا منها في فلسطين المحتلة ، وهذا ليس تكهنا بل جميعنا رأينا قوات الاحتلال تستخدمها ضد الفلسطينيين وحتى في سوريا بغية اتهام القوات السورية بهتانا و زورا، في حين العالم اغبر اخرس وغارق بالنذالة وهو يرى الانسان يموت بين التفجير في المناطق الاسلامية والمجاعة في افريقيا .

نعم ايران تحمل فكر وعقيدة لاتساوم على الباطل ، نعم يوجد "استعمار ايراني" في العراق وسوريا، ولكن من يضمن السلام في المنطقة غير ايران طالما الكيان الصهيوني والوهابية تتنفس على وجه الارض؟

لم تستطع امريكا مجاراة ايران سياسيا او دبلوماسيا او عسكريا عبر منظماتها الارهابية في المنطقة ، ففشلت وخسرت خسارة فظيعة ، فما كان منها الا اللجوء الى الاستهتار الذي لا يتصف به كل من يحمل ثقافة اهل البيت عليهم السلام ، هذه الثقافة التي تؤرق ابن سلمان كثيرا ، الذي يغمره القلق الكبير من فكرة الامام المهدي عليه السلام ( ياراجل ان كان خرافة على ايش انت قلق ).

اسمعوا جيدا ، امريكا الان تحلم بمؤامرة الربيع الفارسي بعدما نجحت بمؤامرة الربيع العربي ،بعبارة اخرى تريد الضغط اقتصاديا على ايران عسى ان يتحرك الشعب الايراني ضد حكومته ، في حين ان هذا الترامب لا يعلم شيئا عن الولاء الايراني لوطنه الذي يضع في اولوياته الدفاع عن وطنه و اسلامه و لا يقدم على اي عمل ينال منه. ولربما هنالك من يثني على الدكتاتوريات العربية التي تساقطت بسبب الثورات مدعين ان الحال في عهدهم كان الافضل، لكن نقول: إعلموا أن ما انتم عليه الان هو بسبب تخطيط عقول اولئك الدكتاتوريات العفنة التي اوصلت حالكم الى ما وصلتم عليه الان .

الضعف العربي اوهن من بيت العنكبوت لدرجة ان بعض الدول وبكل وقاحة تؤيد ان القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ويكفي العرب عمالة وبعض المسلمين نذالة ان لديهم اسلحة اقتصادية ترفع راسهم وتصون كرامتهم، الا ان اسلحتهم هذه منحوها للمتهور ترامب الذي يتحدث علنا وبكلمات نابية وسخيفة عن حكومات المنطقة بما فيهم الحكومة العراقية ، في حين ان الخرس اصاب السنتهم بسبب فقدان الكرامة .