أمريكا تمارس السياسة على الطريقة الخليجية ... تهديدات بومبيو الأخيرة!!!

الخميس 24 مايو 2018 - 11:04 بتوقيت غرينتش
أمريكا تمارس السياسة على الطريقة الخليجية ... تهديدات بومبيو الأخيرة!!!

إن أمريكا التي تتباهى بأنها الأقوى والأكبر في هذا العالم أصبحت تمارس السياسة بأساليب مستوحاة من الأخوين الفاشلين مبز ومبس أو العكس والمهم ...

أحمد راسم النفيس

قبل عام من الآن دشن الثلاثي الخليجي حملة على قطر مرفقة بلائحة من المطالب يتماثل عددها مع العدد الوارد في لائحة الإذعان التي تقدم بها وزير الخارجية الأمريكي لإيران وكان رأينا وقتها أن مصير هذه الحملة هو الفشل التام وقد أثبتت الأيام صحة هذا الرأي.
التشابه بين الحالة القطرية والحالة الإيرانية تشابه شكلي ليس إلا، أما في المضمون فشتان ما بين السماء والأرض.
فشلت الحملة على دويلة قطر الميكروسكوبية في إجبارها على الإذعان التام إلا أن التشابه في الأسلوب يكشف أن أمريكا التي تتباهى بأنها الأقوى والأكبر في هذا العالم أصبحت تمارس السياسة بأساليب مستوحاة من الأخوين الفاشلين مبز(محمد بن زايد) ومبس(محمد بن سلمان) أو العكس والمهم أن هذا النوع من الحملات المرفقة بسقف خطابي مرتفع مثل قول بومبيو (عقوبات غير مسبوقة في التاريخ) تكشف عن فراغ في القوة لا يغطيه رفع المنسوب الكلامي!!.
وبينما لم يتمكن الأخوان من إجبار قطر على قطع علاقاتها مع إيران تطالب حملة بومبيو إيران بالانسحاب من مناطق نفوذها في الإقليم بدءا من أفغانستان شرقا إلى سوريا ولبنان غربا وصولا إلى اليمن جنوبا.
طبعا يقوم المنطق الاستكباري على أن المتحالفين مع إيران قطيع من المغيبين المخدوعين بالأوهام وعلى أمريكا ومبز ومبس إعادتهم إلى جادة الصواب، وليسوا أبدا أحرارا سئموا من الذل والتبعية والارتهان للأجنبي!!.
تتغافل أمريكا ومعها إسرائيل ومن خلفهما مبز ومبس عن حقيقة جوهرية وهي أن النفوذ الإيراني لم يكن ليمتد إلى هذه المناطق لولا السياسات الخرقاء والأساليب المتعجرفة التي سلكتها أمريكا وحلفاؤها (قرة عينها) بل أن هذا النفوذ مرشح للازدياد والتوسع كلما طال أمد العدوان الذي يشنه هؤلاء الحلفاء على شعوب المنطقة يضاف إلى ذلك المشروع الأمريكي المجنون بفرض حل سياسي نهائي لأزمة الاحتلال الصهيوني لفلسطين رغم أنف الشعب الفلسطيني الثائر والمنتفض والذي لم يعد لديه ما يخسره رفضا للظلم وطلبا للحرية والكرامة.
أكثر من سبعة أعوام من الحرب على سوريا والعراق لم يتمكن فيها الحلف الأمريكي من فرض إرادته على شعوب المنطقة ناهيك عن التهديد الأمريكي المتكرر بالتدخل المباشر لمنع سوريا من إنهاء الحرب سياسيا لصالحها.
المثير للتساؤل عن مغزى ومعنى التهديد (بما ليس مسبوقا في) التاريخ بينما يقول التاريخ أن الولايات المتحدة وطيلة أربعة عقود لم تكف شرها وأذاها فضلا عن تهديداتها ضد إيران وحلفائها مرفقة بالدخول المباشر إلى العراق وأفغانستان وتطويق إيران عسكريا إلا أن هذا لم يدفعها للرضوخ للشروط والإملاءات الأمريكية!!.
لا وجه للمقارنة بين الحملة الفاشلة على إيران طيلة أربعة عقود والحملة الفاشلة على قطر ذلك الجُرم الصغير التي لا يزيد عدد سكانها عن بضعة مئات من الآلاف ولا تتعدى مساحتها مدينة صغيرة من مدن إيران ومع ذلك كان الفشل من نصيبها.
يبدو واضحا ومنذ بدأ ترامب التلويح بمهاجمة إيران وتشكيل تحالف معاد لها أن أمريكا لم تعد قادرة على حشد ما يكفي من عناصر القوة لشن عدوان ضد الجمهورية الإسلامية ولو كانت تقدر على ذلك لفعلته يوم كانت تحتل العراق.
كما أن القراءة السريعة لمطالب أمريكا تكشف عما تراه أمريكا خسائرها الصافية في مواجهتها الطويلة الممتدة مع إيران منذ عقود والتي تريد استعادتها تحت وطأة التخويف بحصار اقتصادي لم يتوقف يوما منذ العام 1979.
خسرت الولايات المتحدة حربها ضد إيران وضد شعوب المنطقة الطامحة للتحرر من هيمنة الاستكبار العالمي وها نحن الآن على مشارف الحسم النهائي.