وأعلنت "قوة الردع الخاصة" التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الليبية القبض على خلية مكونة من سبعة أشخاص مدنيين وعسكريين تابعة لما يسمى "الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا"، المكونة من كبار أتباع نظام زعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي.
ساعة الصفر
وكشفت "الردع" أن "هذه الخلية كانت تجهز لعمل مسلح في جنوب العاصمة طرابلس، وكانت تدير غرفة عمليات هناك؛ لتنفيذ أعمال فوضى واغتيالات، مؤكدة أن "المقبوض عليهم اعترفوا في التحقيقات المبدئية بتحديد ساعة تحركهم نحو العاصمة، والقيام بعمليات تخريبية؛ لإثارة خلاياهم بالداخل"، وفق بيان لقوة الردع.
وأكد البيان أن "الخلية التابعة للجبهة التي يتزعمها سيف القذافي اعترفت بأن لديهم تنسيقا مع بعض العناصر في جميع مدن ليبيا، إضافة إلى ضبط أجهزة لاسلكي وأسلحة وذخائر وخطط عسكرية لتوزيعها، والبيان الذي كانوا ينوون بثّه.
وتأسست "الجبهة الشعبية" في كانون أول/ ديسمبر 2016 من عدد من مسؤولي وأنصار القذافي؛ بهدف إعادة الدولة إلى ما قبل ثورة 11 شباط/ فبراير 2011، وتعتبر الجبهة أن "سيف" القذافي هو قائد رمزي لها، لكن رئيسها التنفيذي هو خالد الخويلدي، الذي يقيم حاليا في دولة مصر.
كيف ستؤثر؟
ورأى متابعون للشأن أن "هذه الخلية، حال ثبتت الاتهامات لها، ستكون آخر مسمار في نعش "فلول" القذافي، بل وستمنعهم حتى من الترشح في الانتخابات المرتقبة، إلا أن آخرين رأوا أنها قد تدخل في إطار تصفية الحسابات قبل الانتخابات من قبل منافسين لهؤلاء في الغرب الليبي.
لكن التساؤلات التي ستطرحها هذه العملية الآن: ما هو مستقبل أتباع القذافي وقائدهم الرمزي "سيف" حال ثبت تورطهم في عمل مسلح؟ وماذا ستفعل البعثة الأممية تجاههم بعدما طالبت مرارا بإشراكهم في المؤتمر الجامع؟
توقيت مناسب
من جهته، قال رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبدالله الرفادي، إن "الكشف والقبض على خلية "قذاف الدم والزائدي" (أتباع القذافي) هي خير دليل على يقظة رجال الأمن والثوار، وأنهم دائما سيتدخلون في الوقت والمكان المناسبين".
وأوضح أن "الحديث عن "سيف الاسلام" القذافي ورجوعه وترشحه للانتخابات هو من نسج خيال أنصار والده، فـ"سيف الاسلام" انتهى، وانتهى أبوه ونظامه نهاية لا رجعة فيها، ورجال الثورة لهم بالمرصاد"، حسب كلامه.
تورط "السراج"
وأكد الرفادي أنه "بقدوم فائز السراج وجماعته وحكومته، بدأت عناصر القذافي في الظهور والنشاط، سواء على المستوى الرسمي أو العمل السري، فقد عمد السراج شخصيا على تقريب كثير من عناصر القذافي له، سواء في حكومته أو السفارات أو الشركات التابعة للدولة".
وتابع: "كل هذا شجع أنصار النظام "الهالك" على الرجوع إلى ليبيا، والتوغل من جديد في كل إدارات الدولة، وبدأت في نشاطها المعتاد في زعزعة الأمن وإثارة الفتن والقلاقل، إلى أن وصل بهم الأمر إلى التحرش بالثوار أنفسهم وتهديدهم"، حسبما ذكر.
"سيف" أم "حفتر"؟
لكن الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، أشار إلى أن "وجودهم يدل على محاولة التواجد والعمل على الأرض في طرابلس وضواحيها، وليس بالضرورة أن هؤلاء يعملون لمصلحة "سيف"، فهناك أطراف تحسب على النظام السابق، وهم الآن مع "حفتر".
وقال الكبير": "يجب ألا تؤثر هذه العملية على الدعوات لقبول "فلول" القذافي في الحوار الوطني، وإشراكهم في العملية السياسية، لكن في الوقت ذاته ينبغي ألّا يكون طرفا في الحوار من أجرموا في حق الشعب الليبي وعذبوا في السجون وقتلوا"، حسب تعبيره.
تأثيرات سلبية
وقال مدير منظمة "تبادل" والناشط الليبي، إبراهيم الأصيفر، إن "هذه الحركة من قبل أتباع النظام السابق حركة غير محسوبة، وسيكون لها تأثيرات سلبية على شعبيتهم، خاصة شعبية سيف الاسلام القذافي، والمنطقة الغربية عامة ترفض أي تحرك عسكري خارج شرعية الدولة".
وأوضح، أن الخلية كان من بينها أحد عناصر تنظيم داعش الارهابي "عبدالحكيم شفتر"، وهذا ما يسبب إشكالية لأتباع القذافي، الذين تغنوا كثيرا برفضهم للإرهاب والجماعات المتطرفة، وهو ما يجعل مشاركتهم في عملية سياسية سلمية أمرا صعبا جدا، وفق رأيه.
المصدر: عربي 21
22