صوم رمضان ... كل ما تريد أن تعرفه عن صيام رمضان و مبطلات الصوم تجده هنا !

الخميس 17 مايو 2018 - 08:07 بتوقيت غرينتش
 صوم رمضان ... كل ما تريد أن تعرفه عن صيام رمضان و مبطلات الصوم تجده هنا !

ثقافة_الكوثر: الصوم أو الصيام هو الإمساك عن الشيء وتركه، كترك الأكل أو الكلام، وفي الشرع فهو الإمساك عن أمور معينة في زمن معين. في الإسلام للصيام أحكام خاصة، حيث هناك واجبات ومبطلات ومستحبات تخصه، كما وينقسم إلى أقسام منها: الواجب والمستحب وغيرها من الأقسام بحسب المذاهب الإسلامية، ويعتبر صيام شهر رمضان من الصيام الواجب.

ويعتبر الصيام أحد العبادات الموجودة في اليهودية والمسيحية وسائر الأديان ولكن هناك اختلاف في نوع الإمساك وزمانه.

معنى الصوم

الصوم لغة ترك الأكل وترك الكلام

و شرعاً هو الامساك عن أشياء مخصوصة في زمان مخصوص ممن هو على صفات مخصوصة على وجه مخصوص، ويحتاج في انعقاده إلى النية.

الصوم في الاديان السابقة

الصوم في المسيحية

الصيام في المسيحية هي فترة انقطاع عن الشهوات الجسدية (الطعام) والشهوات الروحية (الأعمال السيئة) ويتم التركيز على الجزء الثاني بشكل أكبر من الجزء الأول.

وللصيام في المسيحية أقسام عدة: بعضها موحّدة بين الطوائف المسيحية، وأخرى خاصة ببعض الطوائف أو بعض المدن.

وينقسم الصيام في المسيحية إلى عدة أقسام:

الصوم الكبير (قبل عيد القيامة).

الصوم الصغير (قبل عيد الميلاد).

أقسام صيام أخرى حسب الطقوس والطوائف.

صوم باعوثة نينوى، في العراق في الكنائس السريانية والأرثوذكسية المشرقية.

صوم العذارى، في العراق في أوائل شهر يناير / كانون الثاني من كل عام.

الصوم عند اليهود

جاء تعريف اليهود للصوم : أنّه يعني التضحية بالنفس، وهو إنكار الذات بامتناع المرء عن الطعام والشراب لفترة زمنية معينة تجعله متواضعاً وقريباً من الله تعالى.

وقد فرضت التوراة الصوم على الناس والإكثار من الصلوات للتوبة ومسح ذنوبهم والتقرب من الخالق.

الهدف الأكبر للصوم الابتعاد عن الحياة الدنيوية والاهتمام بالأمور الروحية وترك الملذات والتمسك بطاعة الله والإكثار من فعل الخير والتوبة.

وفي يوم الغفران ـ وهو يوم مقدس عند بني إسرائيل ـ يصومون، وبعضهم يمضون طيلة يومهم في الكنائس يصلون ويطلبون من الله الرحمة والغفران.

وفي الكتاب المقدس العبري (قضاة ٢٦: ٢٠، صموئيل الأول ٦: ٧): عندما أخطأ بنو إسرائيل صاموا عن الطعام والشراب وتوسّلوا إلى الله تعالى أن يمحِ ذنوبهم ويقبل توبتهم.

في سفر يونس (يونا) عليه السلام، عندما طلب الله منه أن يخبرهم بأنّ نهايتهم لا بد أن تأتي قريباً لأنّهم أذنبوا كثيراً فأمر ملك نينوى عامة شعبه أن يصوموا ويلبسوا الخيش كباراً وصغاراً (يونان ٣: ٣ - ٩) .

وجاء في التلمود البابلي (مجلة أو "مغلة" ٣١أ) : أن يقرأ اليهود في صوم يوم الغفران هذا المقطع داخل كنائسهم:

((إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تَلْتَمِسُونَ مَسَرَّةَ أَنْفُسِكُمْ وَتُسَخِّرُونَ جَمِيعَ عُمَّالِكُمْ. وَهَا أَنْتُمْ تَصُومُونَ لِكَيْ تَتَخَاصَمُوا وَتَتَشَاجَرُوا فَقَطْ، وَتَتَضَارَبُوا بِكَلِمَاتٍ أَثِيمَةٍ. إِنَّ مِثْلَ صَوْمِكُمُ الْيَوْمَ لاَ يَجْعَلُ أَصْوَاتَكُمْ مَسْمُوعَةً فِي الْعَلاَءِ. أَيَكُونُ الصَّوْمُ الَّذِي أَخْتَارُهُ فِي إِذْلاَلِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ يَوْماً، أَوْ فِي إِحْنَاءِ رَأْسِهِ كَالْقَصَبَةِ، أَوِ افْتِرَاشِ الْمِسْحِ وَالرَّمَادِ؟ أَتَدْعُو هَذَا صَوْماً مَقْبُولاً لَدَى الرَّبِّ؟ أَلَيْسَ الصَّوْمُ الَّذِي أَخْتَارُهُ يَكُونُ فِي فَكِّ قُيُودِ الشَّرِّ، وَحَلِّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقِ سَرَاحِ الْمُتَضَايِقِينَ، وَتَحْطِيمِ كُلِّ نِيرٍ؟ أَلاَ يَكُونُ فِي مُشَاطَرَةِ خُبْزِكَ مَعَ الْجَائِعِ، وَإِيْوَاءِ الْفَقِيرِ الْمُتَشَرِّدِ فِي بَيْتِكَ. وَكُسْوَةِ الْعُرْيَانِ الَّذِي تَلْتَقِيهِ، وَعَدَمِ التَّغَاضِي عَنْ قَرِيبِكَ الْبَائِسِ؟...إِنْ أَزَلْتَ مِنْ وَسَطِ بَيْتِكَ النِّيرَ، وَالإِيمَاءَ بِالأُصْبُعِ احْتِقَاراً، وَالنُّطْقَ بِالشَّرِّ، إِن بَذَلْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ حَاجَةَ الذَّلِيلِ، فَإِنَّ نُورَكَ يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ، وَلَيْلَكَ الدَّامِسَ يُصْبِحُ كَالظُّهْرِ)) (أشعياء ٥٨: ٣ – ١٠ ترجمة كتاب الحياة) .

صوم يوم الغفران

إنّ صوم يوم الغفران الذي يصادف العاشر من الشهر السابع [من التقويم العبري] هو الصوم الوحيد المذكور في التوراة. تطلب التوراة من بني إسرائيل أن يصوموا في هذا اليوم بقوله تعالى ((وَتُعذبون نُفُوسَكُمْ)) (اللاويين ١٦:٣١، ٢٣:٢٧ العدد ٢٩:٧)

وجاء في المشنا بأنّ على المرء اليهودي أن يمتنع أثناء صوم يوم الغفران عن خمسة أشياء هامة وهي: (١) الطعام والشراب، (٢) الاستحمام (وغسل الأيادي)، (٣) واستعمال مرطب البشرة يعني ترطيب البشرة بالدهون، (٤) ارتداء الأحذية الجلدية، (٥) المعاشرة. (الغفران أو "كِفّوريم" ٨: ١).

ويبدأ الصوم مع غروب الشمس إلى ظهور الكواكب في اليوم التالي (خمسة وعشرين ساعة تقريباً).

وفرض الحاخامات زمن الأنبياء على اليهود أن يصوموا في التاسع أو العاشر من الشهر الخامس [العبري] (آب) في ذكرى تدمير بيت المقدس.

وأُطلق على هذا الصوم الاسم «صوم الخامس» أو «التاسع من شهر آب» وهو يعد يوم حزن وألم على فقدان بيت المقدس (إرميا ٥٢ :١٢ - ١٣). ويستمر خمسة وعشرين ساعة من الغروب إلى ظهور الكواكب في اليوم التالي. وتطبق في هذا الصوم المحرمات الخمسة المذكورة في صوم يوم الغفران.

إلى جانب هذين اليومين، نجد ثلاثة أيام صومٍ منذ بيت المقدس الثاني. ويبدأ الصوم في هذه الأيام منذ بزوغ فجر اليوم حتى غروب الشمس من اليوم نفسه.

١. السابع عشر من الشهر الرابع (تموز)، في ذكرى نهاية حصار البابليين لسور مدينة أورشليم القدس وتضييق الخناق على السكان اليهود قبل تدمير بيت المقدس الأول عام ٥٨٦ ق.م. (إرميا ٣٩: ٢). وأطلق على هذا الصوم اسم «صوم الرابع».

٢. العاشر من الشهر العاشر (طبت) في ذكرى ابتداء حصار البابليين لأورشليم (القدس) وأسوارها الذي قاده نبوخذ نصّر ملك بابل (الملوك الثاني ٢٥: ١-٢، إرميا ٥٢: ٤، حزقيال ٢٤ : ١- ٢). وأطلق على هذا الصوم اسم «صوم العاشر».

٣. الثالث أو الرابع من الشهر السابع (تشري)، صوم ذكرى اغتيال جدليا ورفاقه على يد إسماعيل بن نتانيا الذي كان يهوديا من ذرية داود الملك عليه السلام. وكان جدليا آخر قواد اليهود في الأراضي المقدسة بعد تهجير كثير من اليهود إلى بابل وتدمير البيت المقدس (إرميا ٤١ : ١-٢؛ الملوك الثاني ٢٥ : ٢٥). وأطلق على هذا الصوم اسم «صوم السابع».

الصوم عند الصابئة المندائيين

الصابئة يحفظون عن يوحنا المعمدان قوله لهم: "وآمركم بالصيام؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صُرة من مسك في عصابة، كلهم يجد ريحاً، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"[7].

ويؤكد ابن النديم فرض الصيام على الصابئة فيقول: "والمفترض عليهم الصيام ثلاثون يوماً، أولها لثمانٍ مضين من اجتماع آذار، وتسعة أخر، أولها لتسع بقين من اجتماع كانون الأول، وسبعة أيام أخر، أولهما لثمان مضين من شباط"

كان الصوم عند الصابئة على نوعين:

الصوم الكبير: وهو رمزي (صوماربا) وهو الامتناع عن الفواحش والرذائل والمحرمات وكل مايسيء إلى الإنسان وعلاقته بربه. ويدوم طيلة حياة المندائي على الأرض فهو صوم العقل والقلب والضمير.

والصوم الصغير: هو الامتناع عن تناول اللحوم وذبح الحيوانات لمدة 32 يوماً مقسمة على أيام السنة المندائية 360 يوماً.

أما (صابئة اليوم) فيحرِّمون الصوم؛ لأنه من باب تحريم ما أحلَّ الله على حد زعمهم.

الصوم في الإسلام

تاريخ تشريع الصوم

متى فُرض الصوم على المسلمين؟

كان العهد المكي عهد تأسيس العقائد، وترسيخ أصول التوحيد ودعائم القيم الإيمانية، والأخلاقية، في العقول والقلوب، وتطهيرها من رواسب الجاهلية في العقيدة والفكر والخلق والسلوك.

أما بعد الهجرة، فقد أصبح للمسلمين كيان وجماعة متميزة، تُنَادى بـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فشرعت عندئذ الفرائض، وحُدت الحدود، وفصّلت الأحكام، ومنها: الصوم. وكان ذلك في شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة[10].

وهناك من يذهب إلى أنّ الصوم كان قد شُرّع في مكة مستدلاً بما ذكره جعفر بن أبي طالب أمام ملك الحبشة حيث ورد في كلامه(رضي الله عنه) أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) أمرهم بالصلاة والزكاة والصيام...[11].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «أول ما فرض الله الصوم لم يفرضه في شهر رمضان إلاّ على الأنبياء, ولم يفرضه على الأمم, فلما بعث الله نبيه (صلى الله عليه وآله) خصّه بفضل شهر رمضان هو وأمته, وكان الصوم قبل أن ينزل شهر رمضان يصوم الناس أياماً, ثم نزل: {شَهرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ} ...»

مراحل تشريع الصيام

شرع صيام رمضان على مرحلتين:

المرحلة الأولى: مرحلة التخيير: في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٤)}.

والمرحلة الثانية: مرحلة الإلزام والتحتيم: وهي أيضاً في مرحلتين:

من بعد وقت العشاء حتى الغروب من اليوم التالي: وهو قوله تعالى في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥)}. وفي هذا الوقت كان البعض يشعر بالمشقة عليه جرّاء فصله عن مقاربة أهله.

بعد أن شق على المسلمين ذلك، وشكوا للنبي صلى الله عليه وآله، أنزل الله تعالى بيان الأمر النهائي والذي استقر عليه أمر الصيام، وهو قوله تعالى في سورةالبقرة: { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٨٧)}.

 تشريع الصوم

سأل هشام بن الحكم أبي عبد الله عن علّة الصيام فقال: «إنّما فرض الله (عز وجل) الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أنّ الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير لأن الغني كلّما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله (عز وجل) أن يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والألم ليرق على الضعيف فيرحم الجائع».

وكتب أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: «علة الصوم: لعرفان مس الجوع والعطش ليكون ذليلا مستكيناً مأجوراً محتسباً صابراً، ويكون ذلك دليلاً له على شدائد الآخرة، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظاً له في العاجل، دليلاً على الآجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة».

وروي عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) أنّه قال: «جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أنّه قال له: لأي شيء فرض الله (عز وجل) الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوماً، وفرض الله على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه

ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله (عز وجل) عليهم وكذلك كان على آدم عليه السلام، ففرض الله ذلك على أمتي، ثم تلا هذه الآية [من سورة البقرة]: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ} " قال اليهودي: صدقت يا محمد، فما جزاء من صامها؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلا أوجب الله (تبارك وتعالى) له سبع خصال: أولها يذوب الحرام في جسده، والثانية يقرب من رحمة الله (عز وجل) ، والثالثة يكون قد كفّر خطيئة آدم أبيه (عليه السلام) ، والرابعة يهوّن الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة يعطيه الله براءة من النار، والسابعة يطعمه الله (عز وجل) من طيّبات الجنة، قال: صدقت يا محمد».

شروط الصوم

وهي قسمان:

الأول: ما باعتباره يجب الصوم، وهو :

البلوغ .

وكمال العقل: فلا يجب على الصبي، ولا على المجنون.

الإسلام، وقال بعضهم: الإيمان، وطهارة المولد، 

عدم الإغماء.

والصحة من المرض .

والإقامة أو ما بحكمها ككثرة السفر.

والخلو من الحيض والنفاس.

الثاني: ما باعتباره يجب القضاء، وهو ثلاثة شروط:

البلوغ.

وكمال العقل.

والإسلام.

مبطلات الصوم

يجب الإمساك عن المفطرات التي توجب بطلان الصوم إذا وقعت على وجه العمد والاختيار وهي عشرة  :

الأكل والشرب، المعتاد وغيره.

والجماع وإن لم ينزل، للذكر والأُنثى، قبلاً أو دبراً، صغيراً كان أو كبيراً حيّاً أو ميّتاً، واطئاً كان أو موطوءً، وكذا لو كان الموطوء بهيمة.

وتعمّد البقاء على الجنابة حتى يطلع الفجر الصادق في صوم شهر رمضان، أو قضائه.

وكذا لو نام غير ناوٍ للغسل حتى طلع الفجر .

والاستمناء، وهو إنزال المني متعمّداً بملامسة أو قبلة أو تفخيذ أو نظر، أو تصوير صورة المواقعة، أو تخيّل صورة امرأة، أو نحو ذلك.

وإيصال الغبار الغليظ إلى الحلق، سواء كان من الحلال كغبار الدقيق ، أو الحرام كغبار التراب ونحوه.

تعمّد الكذب على الله تعالى أو رسوله أو الأئمّة (صلوات الله عليهم) سواء كان متعلَّقاً بأُمور الدين أو الدنيا.

الارتماس في الماء، ويكفي فيه رمس الرأس فيه عند بعض الفقهاء.

تعمّد القيء ، وإن كان للضرورة من رفع مرض أو نحوه.

الحقنة بالمائع، ولو مع الاضطرار إليها لرفع المرض، ولا بأس بالجامد.

هذا عند المتقدمين، وأما المتأخرين فهم يفرّقون بين الإبرة وبين المصل (المغذي) ، أما الإبرة فلا إشكال عندهم فيها وأما المغذّي فاحتاط مثل الامام الخامنئي بأنّه يوجب القضاء، ويرى آية الله السيستاني أنّ المصل أيضاً لا إشكال فيه.