علي دجن
بعد الإحداث التي جرت على العراق، كان الجيش العراقي بحاجة الى عقول عسكرية وميدانية، لأن الذي جعل العراق ينحدر الى منحدر الإنهيارات الأمنية، إنما هو الفشل في إختيار القيادات.
إنهيارت المحافظات العراقية واحدة تلو الأخرى، بدءا بالموصل و انتهاء في صلاح الدين، مصاحبة معها الجريمة الكبرى “سبايكر” التي قادتها العشائر المتطرفة وقوى الضلالة، والقيادات التي نصبت ببيع القضية الوطنية، حتى جعلت في صدر كل أم أنينا وصراخا في حناجرهن.
دقت ساعة الصفر لإختيار القائد الميداني الذي يجسد فتوة المرجعية، وإن كان من غير البلاد، فكان سلمان المحمدي يقاتل بين يدي رسول الرحمة “صلوات ربي عليه” وهو من بلاد فارس، و حظي بالمنزلة الرفيعة، وأصبح سلمان منا أهل البيت، لذا ليس بالغريب أن نجد من يقود العمليات القتالية في العراق من كان من إيران، أو من اليمن، فوجدنا في شخصية قاسم سليماني القائد الذي بذل دمه إبتغاء الشهادة من جانب، وإبتغاء مصالح بلده من جانب آخر؛ لكي نكون منصفين في أمرين الشهادة والمصالح.
فتلك منطقة "جرف النصر"تحررت بخططه وبيد البواسل من الحشد الشعبي، وتكريت اليوم تنظر الى سليماني بأنه المنقذ لها، وكابوس الدواعش، يرتدي القلب على الدرع، يجسد رسالة ويرسم خريطة، ويدون تاريخا على ارض العراق، وكان بين العراقيين يقود قلوبهم بتواضعه.
بعيدا عن العطف والمدح، اليوم اليمن أيضاً بحاجة الى مثل هذا القائد لكي يتصدى الى الوضع هناك، اليوم عصابات السعودية تمنع الحقوق، بعد أن إجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، لكي يأخذوا فدك من الحوثيين، واليوم يكرر التاريخ نفسه في ظلم الحقوق وبخس الناس حاجتهم.
لذلك نجد أن إيران تلعب الدور الكبير في دفع الضرر عن نفسها أولا، وعن المذهب ثانياً، لذا نجد لها خريطة تريد من خلالها أن تحافظ على مدرسة اهل البيت(ع) في أرض العرب، لكي يكون لها تمركزاً دينيا ومذهبياً ونصرا للذين أستضعفوا في الأرض، لذا سوف يكون للمرجعية دور في إسترسال قول رسول الرحمة "صلوات ربي عليه".
المصدر: موقع المراقب العراقي