النمل و الحشد و تماسيح السفارة..!

السبت 5 مايو 2018 - 08:19 بتوقيت غرينتش
النمل و الحشد و تماسيح السفارة..!

هذا هو الهدف النهائي؛ من منشورات العهر الفيسبوكي، التي ما فتئت تضرب في إتجاهات عدة، متنقلة من مثابة الى مثابة بتخطيط شيطاني، صادر عن عقول متمرسة...

قاسم العجرش

ينخرط عدد غفير من نشطاء الفيسبوك، وبضمنهم أعداد كبيرة من أتباع الأصنام السياسية الشيعية، في حملة محمومة تزامنت مع الحملات الإنتخابية، حتى باتت جزؤها الرئيس، هدف هذه الحملة؛ إضعاف مكانة الحشد الشعبي، في أوساط الجماهير العرقية، وصولا الى فصل الحشد عن حاضنته المجتمعية كهدف أول، تمهيدا لتفتيته ثم حله.
هذا هو الهدف النهائي؛ من منشورات العهر الفيسبوكي، التي ما فتئت تضرب في إتجاهات عدة، متنقلة من مثابة الى مثابة بتخطيط شيطاني، صادر عن عقول متمرسة، لها باع طويل في ضرب البنى المجتمعية، التي أنتجت الحشد الشعبي، ومكنت العراقيين من الوقوف بوجه داعش، ثم الإجهاز عليه بكفاءة وإقتدار، وبوقت لا يمثل إلا 10% من الوقت، الذي قدره قادة الكاوبوي الأمريكي.
مسارات هذه الهجمة هي نفسها أهدافها، إذ لا وقت لدى «تماسيح السفارة»، للفصل بين الأهداف والمسارات!
مع أن المرجعية الدينية العليا؛ هي التي أوجدت الحشد الشعبي، إلا أن هذه الهجمات تحاول وبشتى الأطاريح، الفصل بين المرجعية والحشد الشعبي، بتصوير أن فتوى المرجعية الدينية بالجهاد الكفائي، لم تكن تبغي تشكيل «الحشد الشعبي»، وأنها كانت تريد إلحاق «المتطوعين»، الى القوات الأمنية الحكومية.
لكن هذا الطرح تم نقضه من أساسه بطريقين، الأول هو تشكيل العتبات المقدسة، التي تشرف عليها المرجعية الدينية، فرقا وألوية قتالية، ألحقتها بهيأة الحشد الشعبي، والثاني بسيل لم ينقطع، من قوافل الدعم اللوجستي الى جبهات القتال، عماده الهيآت والروابط والمواكب، التي تعمل برعاية المرجعية الدينية!
إستمر «أولاد السفارة» بمحاولاتهم الممنهجة، وحاولوا تصوير الحشد الشعبي، على أنه ميليشيات شيعية منفلتة، تقتل بلا حساب وتسرق الثلاجات، لكن أرض الواقع كذبتهم، فقد كان مجاهدو الحشد الشعبي، مثالا رائعا للإنسانية والتقوى والورع، مع أن أي «زور» لا يخلو من «واوية».
إنتقل"الشباب" الى محاولة إحداث شرخ، بين المرجعية الدينية والقوى السياسية الشيعية، التي قدمت رجالها الى سوح القتال، مصورة إياهم بأنهم يدينون بالولاء لإيران فقط، وكذبت المرجعية فأل «الشباب»، بأن دعمت المرجعية سوح القتال، بعدد كبير جدا من طلبة الحوزات العلمية، مشاركين «إخوانهم» المجاهدين، في ألوية «أبناء» القوى السياسية الشيعية، فضلا عن الزيارات المتكررة، لممثلي المرجعية الدينية الى السواتر المتقدمة، بصحبة قادة الحركات السياسية الشيعية، الذين كانوا رأس النفيضة في معارك العز والكرامة.
«الجماعة»؛ ولآنهم يتقنون اللعبة المدفوعة الثمن، بحثوا عن سم خياط جديد، محاولين تمرير بعيرهم من خلاله، فتحدثوا عن لا شرعية تشكيل مؤسسة الحشد الشعبي، وجاء الرد من الشعب العراقي، بأن أصدر برلمانه قانون الحشد الشعبي، ليتحول الى مؤسسة عسكرية أمنية رسمية، تعمل تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء وتأتمر بأوامره.
قالوا مشككين؛ أنه لا يجوز مشاركة الحشد الشعبي بالإنتخابات، وأن القوى السياسية الشيعية، تروج لنفسها مستغلة الحشد الشعبي، لكن الحال فندهم تماما، حيث أنه لا يوجد رجل واحد من الحشد الشعبي، مشارك كمرشح بصفته الحشدية، إّذ كشفت الفصائل السياسية الشيعية اللعبة، فبادرت الى فك الإرتباط السياسي، بينها وبين الحشد بوقت مبكر، ساحبة البساط من تحت أقدام المشككين.
اللعبة مستمرة؛ والتسقيط المنظم منهجيا مستمر، لسبب بسيط جدا، وهو أن الحشد الشعبي يمثل إرادة العراقيين، ومع أن عديد الحشد الشعبي؛ لا يمثل إلا 150 الفا فقط، لكنه كان محصلة 3 ملايين عراقي، لبوا في ساعة واحدة فتوى الجهاد الكفائي.
كلام قبل السلام: ما يخيف من يقف وراء هذه الهجمات؛ التي لا ننتظر ان تتوقف، هو الـمليونان و850 الف المتبقون، وما يرعبهم أكثر؛ هو الإجابة عن سؤال لا يطرحونه بالعلن، مؤداه ماذا إذا كانت الفتوى بالجهاد العيني وليس الكفائي، ونحو فلسطين؟!.. عندها سيجدون أنه حتى»نمل» العراق سيقاتلهم..!
سلام

المصدر: أخبار العراق