نبذة عن حياته:
الشيخ حسن علي الأصفهاني النخودكي هو من عجائب الدهر و معروف بأنه من بُعد كان يطلب أن تأكل العاقر فتنجب! و حالاته الغريبة و كراماته تفوق الحصر. نجله الكريم جمع قصص حياته و كراماته الكثيرة، فصارت مجلدين بالفارسية اسمه ( نشان از بي نشان ها)
يعرف بـ (نَخُودَكي) نسبة إلى قرية نَخُود في أطراف مشهد، وكان مولده في إصفهان. ومنذ صباه دأب والده ملاّ علي اكبر على إيقاظه في وقت السحر للصلاة والدعاء، حتّى إذا بلغ سنّ الخامسة عشرة كان يُحيي أغلب الليل إلى الصباح، والتزم من حينها إلى آخر عمره المبارك بصيام شهر رجب وشعبان ورمضان وأيام البيض من كل شهر وإحياء الليل كله.
تعلم القراءة والكتابة ومبادئ العلوم في اصفهان، ثم درس فيها على فحول علماء وقته في الفقه والأصول والمنطق والفلسفة والتفسير. قصد مدينة مشهد عام 1303هـ فأقام بها سنة واحدة، ثم توجّه تلقاء مدينة النجف الأشرف لاستكمال معارفه الإلهية حيث درس على عدد من الأعلام من أمثال السيّد مرتضى الكشميري.
وفي سنة 1311هـ عاد إلى مشهد وأقام بها إلى سنة 1314هـ. وفيها سكن في مدرسة فاضل خان، واتخذ غرفة له في الصحن العتيق للارتياض الروحي، فكان يقضي ليله -مدةً تربو على سنة- في قراءة القرآن وختمه، ويفيد في النهار من محضر العلماء.
وكان يرى ضرورة في تحصيل علوم أخرى -بعد علم التوحيد والولاية وأحكام الشريعة التي هي فرض- لأنّ جهل أيّ علم من العلوم أمر غير مَرْضيّ، وأنّ المراد من حرمة بعض العلوم والفنون استخدامها العملي لا تعلّمها. وكان يلقي على طلبته دروساً في الفقه والتفسير والفلك والرياضيات، وكان يدرّس الفلسفة أيضاً لكن بشرط أن يمهّد ذلك للطلبة بتعريفهم بأحاديث النبيّ وأهل بيته عليهم السّلام، ويوجّههم إلى السعي في تزكية النفس وتهذيبها.
في سنة 1315هـ عاد الشيخ إلى أصفهان، وبعد إقامة قصيرة فيها سافر إلى النجف وظلّ فيها إلى سنة 1318هـ، فكان يواظب على العبادة والزيارة في مسجد الكوفة ومسجد السهلة ومقبرة كميل بن زياد وميثم التمّار.
وفي عام 1319هـ رجع إلى أصفهان، ثم قصد شيراز فدرس (القانون في الطب) لابن سينا على ميرزا جعفر الطبيب، وسافر في رمضان هذه السنة إلى بُوشِهْر، حيث توجّه منها إلى زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرّمة، وما ان ترجّل من السفينة التي أقلّته بحراً إلى الحجاز حتّى قطع الطريق إلى المدينة مشياً على قدميه، ثمّ أحرم من المدينة واتّخذ طريقه ماشياً على قدميه أيضاً إلى مكة. وكان رفيقه في هذه السفرة التي كانت سنة 1319 كلّ من الشيخ فضل الله النوري والشيخ محمد جواد البِيدآبادي.
سافر مرّات عديدة إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، ثم أقام بمدينة مشهد المقدسة حتّى أدركته الوفاة.
كرامات الشيخ النخودكي:
وقد أمضى الشيخ نخودكي سنوات مديدة من عمره في خدمة الخلق، لا يفتر عنها في ليل أو نهار، وعُرف عنه كراماته بمعالجة الأمراض والأدواء المتنوعة ببركة يده.
معروف أنّه كان يقف عند مدخل الحرم في مشهد الرضا و أنه كان الواسطة بين الإمام و وبين الزوّار في بعض الحالات. فالزائر يخرج من الحرم فيواجهه دون أن يعلم بذلك، فيقول له الشيخ بأمر أو اتصال من الإمام عليه السلام كيت و كيت أو يدفع له شيئاً . هذا مؤكّد لا غبار عليه أبداً. ايضاً قبره في أحد مداخل الحرم أوصى أن يُدفن في معبر الزوار ليطأ قبره من يزور الإمام الرضا عليه السلام.
وهناك قصة يرويها السيد الشهيد مصطفي الخميني و آية الله العظمى السيد موسى الشبيري الزنجاني و العارف الشهير الشيخ محمد تقي بهجت و آخرون ما يعني أنها قصة صارت بالفعل، ولا غبار عليه و هو ما جرى بين الإمام الخميني في عمر لا يتجاوز ال35 عاماً و العرفاني المعروف الشيخ حسن علي الإصفهاني المعروف بنخودكي.
وأما القصة فهي كالتالي: كان الإمام الخميني في إحدى الزيارات للإمام الرضا و بالصدفة يرى الشيخ النخودكي في مكانه المعروف عند مدخل المقام. يقترب و يريد أن يسأله عن أمر. يقول له الشيخ أنا سآتيك إلى المكان الفلاني انتظرني هناك.
بعد دقائق يلتقي الرجلان.
قال له الإمام: أقسمك بهذا الإمام أن تقول لي هل لك علم الكيمياء؟
أجابَ الشيخ الاصفهاني النخودكي: هل لو أعطيت هذا العلم و استطعت أن تحوّل الجبال ذهباً تعدني صادقاً أن لا تستعمل إلا في سبيل الله و لمرضاته؟
أطرق الإمام مليّاً متأمّلاً ثم رفع رأسه و بكلّ صدق قال : لا أعدك.
ثم قال له الشيخ: ما دمت لا تعدني بذلك فإني أعلّمك ما هو أفضل من الكيمياء و أثمن.
ثمّ قال له الشيخ:
بعد الصلوات الواجبة، تقرأ آية الكرسي حتى( وهو العليّ العظيم)
ثم تذكر تسبيحات الزهراء عليها السلام
ثم تتلو سورة التوحيد ثلاث مرات
بعدها تصلي على محمد و آله ثلاث مرات
بعدها تقرأ ثلاث مرات الآية المباركة:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ؛
إنها أفضل لك من علم الكيمياء.
يُقال أن من طبّق هذا البرنامج الروحي فإنّ الله سوف يُغنيه من فضله و يرزقه من حيث لا يحتسب. جرّبوها بإخلاص و ارضو بما يُقدّر الله لكم
وفاته:
توفي عام 1361هـ، ودفن في الصحن العتيق من الحضرة الرضوية المقدسة قرب الإيوان العباسي، وما يزال مرقده مزاراً لعارفي فضله ولعامة الناس.
المصدر : بتصرف