د.أحمد راسم النفيس
ما إن انتهت الضربة الاستعراضية الصاروخية الأمريكية ضد سوريا فجر الرابع عشر من أبريل حتى أدرك فريق الطبالين العرب بقيادة انشراح الشهيرة ب(زغرطي يا انشراح) والذي كان حتى لحظة انكشاف الحقيقة في أقصى درجات الانشكاح والانبراح... أن كل شيء راح راح راح!!.
فرقة انشراح للرقص والزغاريط كان تمني نفسها ودائما وفقا لحساباتها المالية وليس السياسية أو الاستراتيجية ومن باب أولى العقائدية أن الأموال التي استلمها دونالد ترامب تكفي كي يضع العالم في صندوق ويهديه لابن سلمان وليس فقط رأس سوريا وحزب الله وإيران إن أمكنا!!.
كان ابن سلمان واثقا بل في أعلى درجات الثقة أن الضربة التي دفع ثمنها مقدما لترامب ستحقق ما يحلم به ويتمناه حتى أنه أعلن وتفاخر بمشاركته في العدوان بينما لم تعلن إسرائيل عن مسئوليتها عن الغارة على مطار التي فور!!.
اكتشف الفريق السعودي الوهابي أن ترامب هو النسخة الهوجاء من أوباما وأن المؤسسات الأمريكية التي أشرفت وخططت وأدارت الحرب على سوريا طيلة الأعوام السبعة الماضية تعرف حدود قدراتها وأنها ليست في وارد المشاركة الطويلة الممتدة في حرب مجنونة لا هدف لها ولا غاية سوى تنصيب ابن سلمان ملكا على المنطقة!!.
المؤسسات الأمريكية تعرف هذا جيدا وهو ما أشار إليه سيد المقاومة حسن نصر الله قائلا: أن (محدودية الضربة الثلاثية ضد سوريا تعود إلى أن المؤسسة العسكرية في أمريكا تدرك أن عدوانا شاملا ضد سوريا سيفجّر المنطقة بكاملها، وهو اعتراف عسكري أمريكي بقوة محور المقاومة).
عشية الضربة الصاروخية والعهدة على موقع ال CNN نصح قادة الجيش الأمريكي ترامب بعدم الدخول في مواجهة واسعة مع سوريا المدعومة من روسيا وإيران وحزب الله!!
الأمريكي الغارق في سوريا يعرف حدود قدراته وإمكاناته أما ابن سلمان فيريد العالم في صندوق.
انعكس هذا بوضوح في قمة (الانكسار) التي تمناها البعض قمة (انتصار) وفرض مزيد من الشروط التي تجافي المنطق والواقع المزري الذي يعيشه محور الشر العربي والآن أصبح محور الهزيمة الذي أصدر بيانا(أكد فيه الحرص على بناء علاقات طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الايجابي مع دول الجوار العربي بما يكفل ارساء دعائم الأمن والسلام والاستقرار ودفع عجلة التنمية).
هل كانت عجلة أو بيسكليتة التنمية تحتاج لشن حرب في سوريا كلفتهم أكثر من 200 مليار دولار وخسائر في الاقتصاد السوري تجاوزت 400 مليار دولار؟!.
صحيح أن البيان السعودي الصادر عن اجتماع الظهران لا يشكل رجوعا إلى الحق أو تحكيما لصوت العقل الغائب عن قمة (الأوز) صاحب الصوت العالي والعاجز عن الطيران لكنه لا يمثل إصرارا واضحا على مواصلة نفس المسار بل تلويحا بالبحث عن (حسن للختام).!!
أما الطريف في الأمر فهو حملة التقطيع التي تعرضت لها مخرجات قمة الأوز وخاصة من المذيع (أبو باروكة) وفي رواية (أبو بارومة) الذي لم يجد لهم وصفا إلا في شعر مظفر النواب (أبناء ال. لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم ....) وهذا يشكل هجوما فجا وصريحا على مستضيفي القمة ومعدي بيانها مما يعني أن ثمة خطب جلل أزعج أبو بارومة ومن يعطيه التعليمات.
الطمي يا انشراح على اللي راح وضاع وعلى ما ينتظر ذات المصير نحو الضياع.....