فمنذ تولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شهدت المملكة العديد من التغييرات في سياستها الداخلية والخارجية، أصبحت بعدها عرضه للتهديدات بشكل أكبر من جماعة الحوثي إثر مشاركتها بالحرب اليمنية، ومن موجة الغضب المحتملة من أطراف في الداخل ترفض سياسة الانفتاح غير المسبوق.
وأصبح السعوديون يتلقون صدمة التغيير المتسارع وعواقبه محاولين التأقلم مع المرحلة الجديدة، وسط تأهب كبير.
ما يحدث بالسعودية بات كفيلم “هوليدي”، كما وصفه أحد النشطاء، ذاكراً سلسلة مما مرّ على المملكة مؤخراً. في ظل استغراب من عدم قدرة بن سلمان على ضبط الأوضاع.
أسطورة طائرة “درون”
الحادثة الأخيرة التي حصلت، مساء السبت (21 أبريل)، أصابت السعوديين بالذعر بعد سماع صوت إطلاق نار في حي الخزامي بمدينة الرياض، قرب أحد القصور الملكية، وتساءل الكثيرون عن أسبابه، وسرعان ما تصدر وسم (هاشتاغ) #اطلاق_نار_في_حي_الخزامي موقع “تويتر” في السعودية خلال فترة قصيرة، كما تصدر عالمياً.
لتأتي الرواية السعودية، بعكس ما كان متوقعاً، وسط تشكيك كبير من صحتها، ومدى واقعيتها في ظل الإطلاق الكثيف للنار.
وفي بداية الحادثة، مساء السبت، تداول نشطاء على مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر أصوات إطلاق نار، وتفاعلوا معه من عدة دول محاولين تخمين سببه، لتأتي الرواية السعودية بعدها.
وأعلن المتحدث باسم شرطة الرياض عن صحة حصول إطلاق النار في حي الخزامي، مشيراً إلى أنه استهدف طائرة صغيرة بدون طيار تحلق بالمكان.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث قوله: “إنه عند الساعه 19:50 من مساء السبت لاحظت إحدى نقاط الفرز الأمني بحي الخزامي بالرياض تحليق طائرة لاسلكية ترفيهية صغيرة ذات تحكم عن بعد من نوع (درون)، دون أن يكون مصرحاً بذلك لها، مما اقتضي قيام رجال الأمن في النقطة الأمنية بالتعامل معها وفق ما لديهم من أوامر وتعليمات بهذا الخصوص”.
ولم تعلن السلطات تحديد صاحب الطائرة التي لا يمكن أن تتحرك دون توجيه غير بعيد عن موقعها.
وبعد هذه التصريحات، ظهر حساب “مجتهد” الشهير مجدداً على “تويتر”، وهو صاحب التسريبات المهمة والحساسة، والذي ينشط على الموقع كاشفاً- مثلما جرت العادة- أسراراً محصورة داخل الغرف السعودية المغلقة التي تصدر منها القرارات المهمة، ومحللاً الأحداث، ومعطياً قراءاته التي تثير الاهتمام، لا سيما أنه قد تحقق جزء منها.
وقال “مجتهد”، إن رواية الطائرة المسيرة “أسطورة”، وبين أن “المعلومات المتوفرة حتى الآن حول إطلاق نار في حي الخزامي.. الهجوم من سيارات تحمل مدفع 50 ملم والرد كان عشوائياً، لم تتوفر تفاصيل حتى الآن عن هوية المهاجمين (الذين اختفوا) ولا الهدف من الهجوم ولا عن عدد الإصابات.. حكاية الدرون أسطورة جرى تأليفها لدفع الحرج”.
وتابع في تغريدة أخرى: “قد تكون هناك طائرة درون بشكل عرضي أو جزء من تصوير المنطقة لمساعدة المهاجمين لكن إطلاق النار ليس له علاقة بها بل كان تبادل نيران من طرفين استغرق ساعة كاملة تقريبا”.
وأكد أنه “بلغني من مصدر مطلع أن عدد القتلى 7 من الطرفين واختفى بقية المهاجمين والجهة الرسمية تعتبر أن هدف الهجوم هو محمد بن سلمان وييقی خلف الهجوم جناح من الأسرة”.
وعقب ناشطون على تصريحات السعودية حول الحادثة، بأن الطائرات من دون طيار لا يتم إسقاطها بهذا الشكل.
وأوضح محمد الكواري بأنه وفقاً للمتعارف عليه دولياً، فإنه “يتم اعتراضها وإسقاطها عبر أجهزة اعتراض موجات الـISM والـGPS المستخدمة بغالب طائرات الدرون (المرخصة دولياً).. يتم من خلالها تشويش موجات الطائرة وإنزالها”.
كما أرفق مقطع فيديو يبين كيف تسقط الطائرات المُسيّرة.
وذهب سيناريو آخر، بمنحى أن هذه الحادثة هدفت للتضييق على الطائرات المسيرة، وخصوصاً بعد أن أعلنت وزارة الداخلية السعودية، بأن الجهات المعنية تستعد لإقرار تنظيم استخدام الطائرات ذات التحكم عن بعد “الدورن”.
ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية “واس”، الأحد (22 أبريل)، أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن تنظيم استخدام الطائرات ذات التحكم عن بعد في مراحله النهائية.
المصدر: يمن برس