هكذا تحدثت الروايات الشريفة عن ابي الفضل العباس(ع)

السبت 21 إبريل 2018 - 07:49 بتوقيت غرينتش
هكذا تحدثت الروايات الشريفة عن ابي الفضل العباس(ع)

رحم الله العباس، فلقد آثر، وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قُطعت يداه، فأبدله الله عزّ وجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة...

 

بطاقة شخصية:

*الاسم: عباس، والعباس من أسماء الأسد.

* الأب: علي بن أبي طالب عليه السلام.

* الأم: فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة العامريّة المكناة بأم البنين.

* اللقب: قمر بني هاشم، لوسامته وجماله.

* الولادة: 4 /  شعبان / 26 هـ.ق.

* العمر الشريف: 34 سنة.

ذريته

عُبيد الله بن العباس بن علي ــ وهو من العلماء ــ. وقد ذُكر في مجموعة من كتب النسب والمقاتل فبنوته لأبي الفضل محل اتفاق، ولم يحصل هذا لغيره وإن ذُكر أن لأبي الفضل عليه السلام غيره حتى أن مجموع ما ذكروه له: ثلاثة ذكور وبنتان.

الزوجة

كان أبو الفضل عليه السلام متزوجاً من لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.

بعض ألقابه وكناه

1- أسد الأسود

قيل: إن العباس ــ كاسم ــ من العبوس، وإن والده الإمام الوصي إنما سماه بهذا الاسم لأنه استشف من وراء الغيب أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل.

لكن هنا وجه آخر، لعله أولى وأقرب، بل لعله المتعين. فإن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه إنما سمى وليده الحبيب بالعباس تسمية له بأحد أسماء الأسد. فإن للأسد أسماء كثيرة متداولة بين العرب المتقدمين، وقد نص اللغويون على وضع هذه الألفاظ للأسد أو على استعمالها فيه. وهي كثيرة: الأسد، الليث، حيدرة، الضيغم، الحارث.

ومنها: العباس. ففي المنجد: العباس… من أسماء الأسد. بل في المعجم الوسيط: العباس: الأسد الذي تهرب منه الأسود [المعجم الوسيط: ص580].

والملاحظ استعمال الأسماء المترادفة التي يراد منها الأسد في هذه الأسرة العظيمة. فجدّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه ــ من طرف أمه ــ: أسد. وأمير المؤمنين نفسه له اسم آخر وهو الاسم الأول له، سمته به أمه بعد ولادته وهو: حيدرة والحيدرة من أسماء الأسد.

والعباس، من أسماء الأسد بل هو ــ كما يصح التعبير به ــ أسد الأسود، وهو الأسد الذي تهرب منه الأسود، أو الأسد الذي صفات الأسديّة فيه قوية جداً يعلو بها على أمثاله. وهذا المطلب يجرنا إلى مطلب آخر أوسع وهو:

والعباس من الأسماء الحسنة جداً في المجتمع يومذاك بل إلى يومنا هذا ــ خصوصاً مع ملاحظة أن سبب التسمية هو كونه من أسماء الأسد أو لأنه بمعنى أسد الأسود لا أن صاحبه كثير العبوس والتجهم ــ وازداد هذا الاسم شرفاً وعلواً لاقترانه بشخص أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فهو من الأسماء المحببة جداً عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية والذين يدور حبهم وبغضهم مدار ما يحبه محمد وآل محمد ويبغضونه.

نعم ورد في النصوص النهي عن الأسماء القبيحة وعن التسمية بأسماء معينة ومنها أسماء أعداء النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم. (إنّ الشيطان إذا سمع منادياً ينادي: يا محمد أو يا علي عليه السلام ذاب كما يذوب الرصاص، حتى إذا سمع منادياً ينادي باسم عدو من أعدائنا اهتز واختال) [وسائل الشيعة: ج21، ص393، ح3]

2-قمر بني هاشم

اشتهر العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بكنيةٍ ولقب. فالكنية: أبو الفضل. واللقب: قمر بني هاشم. قالوا: كان العباس رجلاً وسيماً جميلاً… وكان يقال له: قمر بني هاشم [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج45، ص39].

3-باب الحوائج

اشتهر أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عند عامة الشيعة، وعند شيعة العراق بالخصوص بأنه باب من أبواب الله سبحانه لقضاء الحوائج ولرفع الكروب ولدفعها.

أبو الفضل العباس في روايات المعصومين عليهم السلام

عن علي بن الحسين عليه السلام إنه نظر يوماً إلى عبيد الله بن العباس بن علي عليه السلام، فاستعبر، ثم قال: «ما من يوم، أشد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يوم أحد، قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله. وبعده يوم مؤتة، قتل فيه ابن عمه جعفر بن أبي طالب. ولا يوم كيوم الحسين عليه السلام، إزدلف إليه ثلاثون ألف رجل، يزعمون أنهم من هذه الأمة، كل يتقرب إلى الله عزّ وجل بدمه، وهو يذكّرهم بالله فلا يتعظون، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً".

ثم قال عليه السلام: «رحم الله العباس، فلقد آثر، وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قُطعت يداه، فأبدله الله عزّ وجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب عليه السلام، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة» [الخصال للصدوق: ص67].

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله عليه السلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً» [إبصار العين: ص57].

وفي زيارة الناحية، عن مولانا الإمام المهدي إمام زماننا وسيد عصرنا: «السلام على العباس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه، لعن الله قاتليه، يزيد بن رقاد، وحكيم بن طفيل الطائي» [البحار: ج45، ص66].

الإمام واسطة الفيض، وهو الذي لولاه لساخت الأرض بأهلها.

الإمام هو الشاهد على الناس يوم القيامة، وهو الفيصل في دخول أحد إلى الجنة أو النار، وهو في صف الأنبياء عليهم السلام في الدنيا والآخرة بل الأدلة أكدت أفضليته عليهم باستثناء النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف نتواهب الحياة ويحرم الإمام منها: فبئست الحياة التي تنال وتعاش بموافقة ابن زياد وشمر ويقف ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممنوعاً منها. رفضها أبو الفضل غير مانٍّ برفضه بل لو استطاع لوهب كل وجوده ليحيا أخوه الحسين خليفة الله في الأرض وإمام الأمة ووارث مقام رسول الله بنص الكتاب والسنة.

كان أبو الفضل للحسين كعلي بن أبي طالب لرسول الله. كان وزيره، ومستشاره، وقائد جيشه. كان يمثل السلطة التي تأتي بعده إذ لا يتقدم عليه أحد غير وصي الحسين عليه السلام: أي: علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام، والذي كان في مرض بحيث خشي عليه الموت وتوقعه له اليزيديّون، ولذلك نجا من القتل المحتم مرات في مراحل عدة.

وكما كان أمير المؤمنين يفدي الحسنين بمحمد ولده، كان الحسين يفدي السجاد بأبي الفضل العباس لمقام خلافة السجاد لله سبحانه في الأرض، مع الفارق العظيم بين العباس وابن الحنفية.

لكن العباس لم يتعامل مع أخيه الحسين من منطلق الوزارة أو قيادة الجيش أو نحوها من المناصب والعناوين بما يتعارف التعامل به ضمن مناصب اليوم. لقد كان جندياً بتمام معنى الكلمة وفدائياً ذاهلاً عن ذاته بالتمام في طاعة الحسين عليه السلام.

المصدر: العتبة الحسينية المقدسة