ويعتقد أنها تطورت لتصبح أحد ممالك اليوروبا التي تنتمي إليها جماعة عرقية بذات الاسم في نيجيريا حالياً. وتشير التماثيل الحجرية والطينية المكتشفة من هذا الدور التاريخي إلى تطور هذه المجتمعات، واستخدامهم للحديد قبل عام 550 قبل الميلاد. وظهرت ممالك الهوسا وامبراطورية كانم والبورنو.
وفي القرن العاشر الميلادي ظهرت مملكة نري ذات عرقية الأيغبو وحكمت نيجيريا إلى أن قدم الاستعمار البريطاني عام 1911.
وحكمت ممالك أخرى في مناطق من نيجيريا منها مملكة يوربا بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر للميلاد.
وتعد امبراطورية كانم بورنو من أعظم الامبراطوريات التي حكمت شمال نيجيريا وأجزاء واسعة من وسط أفريقيا بدءاً من القرن التاسع الميلادي وحتى عام 1900 عندما كانت تحت حكم ممكلة بورنو.
تاريخ الديانات في نيجيريا
دخول الإسلام إلى نيجيريا
تتحدث معظم المصادر التاريخية عن أن الإسلام دخل إلى نيجيريا لأول مرة في القرن التاسع الميلادي أي في نهاية القرن الثاني الهجري عبر التجار العرب، وذلك خلال حكم امبراطورية كانم برنو في نيجيريا، وتشير المصادر إلى أن الإسلام أصبح دين الأغلبية في البلاد رغم بقاء بعض الوثنيين.
وتؤكد مصادر أخرى أن الدين الإسلامي انتشر في وقت أبكر عام 46هـ – 666م على يد عقبة بن نافع عندما وصل إلى حوض بحيرة تشاد واصلاً من إقليم فزان الذي دخله خلال الفتوحات في شمال افريقيا.
وبعد ذلك أخذ الإسلام بالانتشار حتى بداية القرن التاسع الميلادي وأواخر القرن الثاني الهجري. وأصبح الإسلام الدين الرسمي لامبراطورية كانم برنو بعد إسلام ملكها "أومي جلمي" وذلك في فترة القرن الحادي عشر الميلادي (1085م)، وتعد هذه الفترة الذهبية التي ازدهر فيها الإسلام وانتشر في السودان الأوسط.
كانت أجزاء كبيرة من نيجيريا تتبع لمملكة كانم برنو التي اتخذت من الإسلام الديانة الرسمية لها، وانتشرت اللغة العربية بشكل سريع.
وقد توسعت مملكة كانم برنو الإسلامية لتشمل جنوب ليبيا وتشاد والنيجر وغرب السودان وشمال نيجيريا (برنو) وإمارات الهوسا وشمال الكامرون وأفريقيا الوسطى، أي أنها كانت تشمل المنطقة التي يطلق عليها جغرافياً وسط القارة الإفريقية.
ويقسم المؤرخون العصر الذي حكمت فيه ممكلة كانم برنو إلى قسمين الأول العصر الكانمي الذي يبدأ من القرن الثامن الميلادي إلى الرابع عشر. والعصر البرنوي الذي يبدأ من أواخر القرن الرابع عشر وحتى نهاية سقوط إمبراطورية البرنو على يدي الاحتلال الفرنسي والإنجليزي وتوزيع أراضي الامبراطورية ما بين تشاد والكاميرون وليبيا والنيجر ونيجيريا.
ويدين اليوم المسلمون النيجيريون بالمذهب المالكي إضافة إلى نسبة كبيرة من أتباع المذهب الشيعي والطرق الصوفية القادرية والتيجانية.
ظهور المسيحية في نيجيريا
انتشر الدين المسيحي في برنو (نيجيريا) على أيدي البريطانيين، وقد سبقهم إلى هذه البلاد البرتغاليون الذين كانوا أول من احتل نيجيريا من الأوروبيين في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وأنشأوا مركزاً تجارياً قرب مدينة بنين، ثم بدأوا تجارة الرقيق بالاشتراك مع زعماء محليين قاموا بتنصيبهم وتقوية نفوذهم، وجاء بعد ذلك البريطانيون والهولنديون وتجار آخرين من أوروبا للتنافس في تجارة الرقيق وبيع العبيد من السكان المحليين في نيجيريا.
وفي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي أصبح البريطانيون أكبر تجار للعبيد والرقيق في الساحل النيجيري، وفي العام 1808 فرضت الحكومة البريطانية حظراً على تجارة الرقيق، فأرسلت السفن التي كانت تحرر العبيد من أيدي التجار البريطانيين، واستغل المبشرون المسيحيون من بريطانيا هذه السفن وقاموا بتعميد وتلقين العبيد الدين المسيحي بأعداد كبيرة قبل تحريرهم، وساعد العبيد المحررون فيما بعد البريطانيين في نشر المسيحية في المناطق الساحلية والجنوبية الغربية من نيجيريا.
حقبة الاستعمار
الاحتلال البريطاني لنيجيريا
وبحجة مكافحة تجارة الرقيق أرسلت بريطانيا سفناً حربية إلى السواحل الجنوبية لنيجيريا وبدأت باستكشاف الموارد الطبيعية للبلاد، وفي العام 1851م استولت بريطانيا على ميناء لاغوس لتكريس نفوذها في المنطقة، واستخدمته كقاعدة واصل منها البريطانيون التوسع. وفي عام 1861م أصبحت لاغوس مستعمرة بريطانية.
وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي أنشأت بريطانيا محميات في أجزاء من جنوب نيجيريا، وحكمت شركة تجارية بريطانية تسمى شركة النيجر الملكية معظم أجزاء شمالي نيجريا حتى عام 1900م. وفي تلك السنة حولت بريطانيا تلك المنطقة إلى محمية تسمى محمية شمال نيجريا. وفي عام 1906م أصبح الجنوب النيجيري بما فيه لاغوس مستعمرة ومحمية جنوب نيجيريا. وفي عام 1914م ضمت بريطانيا كلاً من شمالي نيجيريا وجنوبه في محمية واحدة سميت بمحمية اتحاد نيجيريا.
وبذلك تمكنت بريطانيا من تشكيل مستعمرة غنية بالموارد الطبيعية والثروات، وبدأت السفن البريطانية بنقل خيرات هذه البلاد للتجارة إلى بريطانيا والعالم.