زمان و اليوم ... قصيدة رائعة جدا تحكي غياب الانسانية في وقتنا الحاضر

السبت 14 إبريل 2018 - 06:43 بتوقيت غرينتش
زمان و اليوم ... قصيدة رائعة جدا  تحكي غياب الانسانية في وقتنا الحاضر

زمان كنا نسأل عن بعض و نزور بعض و نتلاقا بالأحضان .....و اليوم من العيد للعيد لنزور بعض و غصبا عنا كمان

زمان كانت السبورة حيط والطالب ذكي
و اليوم صارت السبورة شاشة ذكيه والطالب حيط
زمان كان بيتنا غرفة صغيرة وصالة بيتجمع فيها القرايب والجيران

و اليوم بيتنا كبير وغرف كثيرة ما فيها غير الارض و الجدران
هذا مسافر و هذا مهاجر وهذا زعلان و هذا من الدنيا طفشان
زمان كان غدانا رز و برغل و باذنجان

نفرش الأرض وناكل من صحن واحد و ضحكتنا يسمعها الجيران

و لك اليوم السفرة مليانه لحوم و دواجن و الصحون أشكال و ألوان
بس يا حسرة يا حسرة اﻷماكن فاضية بتتمنى يتجمعوا الاهل و الخلّان
زمان بالدار سهرتنا و اﻷب يحكيلنا قصة و حكاية كان يا ما كان
و من ضحكتنا تبين اﻷسنان
واليوم سهرتنا علموبايل و واتس و نت  وفيس بوك حتى صرنا بخبر كان
زمان كنا نسأل عن بعض و نزور بعض و نتلاقا بالأحضان
و اليوم من العيد للعيد لنزور بعض و غصبا عنا كمان

 ..حتي السلام حتى السلام عالناشف كمان و القعده ع قلوبنا نيران
زمان لو مرض الواحد فينا تجمعت حواليه القرايب و الجيران
واليوم الأخ ما بيقدر يقول لاخوه الحقني ، و لك إلحقني أنا تعبان

زمان كانت الالف ليرة مع البركة تكفي العائلة شهر و زيادة كمال
و اليوم 500 و 600 الف ليرة ما بتكفي للعيلة شهر  و بيتدين(يصبح مديون) كمان

زمان كان  في جامع  واحد بكل حي و بعيد كمان

 و كل الناس بتروح بتصلي و ما بيبقى مكان

و اليوم بكل حارة مسجد و صف واحد ما بكمل كمان

زمان كنت تعرف مين ساكن بآخر الحارة و تعرف قرايبو كمان

و اليوم ما بتعرف مين جارك و بابو جنب بابك

يسافر ويمرض ويروح ويرجع وأنت ما تعرف عنه أي شىء حتى ما في سلام
زمان كان في تلفزيون واحد في البيت وكم قناة

وفترة للأطفال وفترة للكبار و الكل مبسوطين كمان
و اليوم بكل غرفة في تلفزيون و رسيفر وألف قناة
و شو عمبصير ما حدا دريان
إيييييييي ، زمان كان في تلفون واحد بالبيت وما يرد عليه إلا الأب أو الأم مع كل احترام
و اليوم  مع كل واحد في البيت عنده موبايلين ومن الاكل مانو شبعان

للأسف واقعنا تعيس يا إخوان  

ويقولون ليش المجتمع تغير
يكفي تلومـوا الزّمــــان وعقْـــــرب الســــاعه يدور
نفْس الشّهر .نفْس السنه ..نفْــس الفصول الاربعه
اللي تغيّــــر واختـــلف ..صــدْق المبادي والشعور

كانت بيوتنا صغيره بس.. صدورنا وسيعه
واليوم نسْكن فـــي السـْعه ..بصدور مافيها سعه