عرب 2018 ...وسقوط أوهامهم الكبرى!!

الجمعة 13 إبريل 2018 - 18:35 بتوقيت غرينتش
عرب 2018 ...وسقوط أوهامهم الكبرى!!

منذ أكثر من عشرة أعوام ونحن نسمع تارة عن الضربة التي تنوي أمريكا(وتارة إسرائيل) توجيهها لإيران على غرار الضربة التي تلقاها سيء الذكر صدام حسين ...

د. أحمد راسم النفيس

كم هو مثير للرثاء أن تجد أعمدة الصحافة العربية خالية من أي تحليل متوازن للأزمة الكبرى التي تعيشها المنطقة منذ عدة عقود وليس منذ عدة سنوات حيث يبدو واضحا فشل محور الشر العربي(محور الاعتدال سابقا) في تحقيق أي من أهدافه وغاياته بل العكس هو الصحيح!!.

منذ أكثر من عشرة أعوام ونحن نسمع تارة عن الضربة التي تنوي أمريكا(وتارة إسرائيل) توجيهها لإيران على غرار الضربة التي تلقاها سيء الذكر صدام حسين حيث تدخل أمريكا أو إسرائيل (أيهما) إلى إيران وتعزل الولي الفقيه وتعين حاكما عسكريا وتضع دستورا علمانيا ديموقراطيا على غرار الدستور السعودي (؟!) ويتفرغ الخليج لمهمته المفضلة (يخلف صبيان وبنات ... ويعيش في تبات ونبات)!!. وعذرا على إعادة ترتيب الأولويات وفقا للظروف والملابسات!!.

هل تذكرون الفيلم الذي أنتجه آل سعود عن غزو إيران بقيادة (الفاتح) محمد ابن سلمان؟!.

تلك أمانيهم!! والتاريخ لا تصنعه الأماني والأوهام.

منذ أعوام ونحن نسمع ونقرأ عن محاولات الملك السعودي الحالي كما الراحل إقناع أمريكا ب(قطع رأس الأفعى الإيرانية) والآن نسمع عن تحريض ابن سلمان لأمريكا على تدمير سوريا.

شيئا من هذه الأوهام لم ولن يحدث والسبب ألا أحد يضاهي صدام حسين في جهله وغبائه واستخفافه بشعبه وهو الشعب ذاته الذي أجبر الأمريكي على الانسحاب من العراق عام 2011.

لم تعد الشعوب قابلة للهزيمة خاصة عندما يتضامن الشعب مع القيادة فيصبح غير قابل للتركيع حتى ولو دامت الحرب مائة عام.

لم ييأس الأمريكي وحليفه الصهيوني وتابعه الخليجي رغم كل الهزائم والانكسارات التي مني بها خلال تلك الأعوام وقد بدا هذا واضحا في الدعم السياسي والمالي والتسليحي الهائل الذي تلقته جماعات الإرهاب الوهابي حيث أعلنت إسرائيل عن أكثر من مائة غارة جوية دعما للقاعدة وداعش (وأخفت ألف غارة) ولا نشك أن كل هذا بدعم مالي ويكفي أن تقوم مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة بدور الممثل السياسي لجيش (الإسلام) السعودي في محاولة مستميتة لمنع إلحاق الهزيمة به وإخراجه من غوطة دمشق لنعرف من هم أعضاء التحالف وحجم التنسيق بينهم.

يراد إبقاء الهيمنة الغربية على العرب والمسلمين كما كانت منذ بدأ الاختراق الغربي في العصر العثماني كمقدمة للاحتلال العسكري ليحتفظ الغرب بحق النقض (الفيتو) على بقاء هذا النظام السياسي أو ذاك ويمنع دول المنطقة من عقد ما تراه ضروريا من تحالفات سواء فيما بينها أو مع بقية دول العالم.

ليس فقط صحوة الشعوب وأخذها زمام المبادرة هو الذي أجهض مشروع الغرب لاستعادة كامل هيمنته على العالم والمنطقة حيث يضاف إلى ذلك تغير المعادلات الدولية بصعود روسيا والصين وتململ كثير من شعوب العالم التي تطمح لاستعادة حقوقها وثرواتها المنهوبة.

تغير العالم بأسره بينما بقيت مشيخات الخليج الوراثية مصرة على جر قرص الشمس لحجرها ويبدو الآن بوضوح أن هذا هو المستحيل بعينه.

خلف كل قيصر يهلك ويزول ملكه، لا بد أن يولد عالم جديد!!.