وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عبد المجيد في إشارة إلى قرب ساعة الصفر لإنهاء وجود تنظيم "داعش" في جنوبي العاصمة: «أزفت الساعة وانشق القمر».
ويسيطر تنظيم "داعش" الارهابي على كامل مدينة الحجر الأسود الملاصقة من الجهة الشمالية لمخيم اليرموك الذي يسيطر التنظيم على أجزاء واسعة منه جنوباً، على حين تسيطر «جبهة النصرة» الإرهابية على جيب صغير في قاطع المخيم الغربي. كما يسيطر "داعش" على أجزاء من القسم الشرقي لحي القدم المحاذي للحجر الأسود من الجهة الغربية، وعلى القسم الجنوبي من حي التضامن الملاصق لمخيم اليرموك من الجبهة الشرقية.
وفي الجهة الجنوبية للمخيم والشرقية للحجر الأسود تقع بلدات ببيلا، يلدا وبيت سحم وتسيطر عليها ميليشيات «فرقة دمشق، جيش الأبابيل، حركة أحرار الشام الإسلامية، شام الرسول»، التابعة لميليشيا «الجيش الحر» وقد أبرم الجيش العربي السوري معها منذ عام 2014 اتفاق هدنة، ومنذ فترة طويلة تسعى الحكومة إلى تحويله اتفاق مصالحة نهائي تعود بموجبه تلك البلدات إلى سيطرة الدولة إلا أن تلك المساعي وحتى الآن لم تنجح.
وفي أواخر عام 2012 اقتحم إرهابيو ميليشيا «الجيش الحر» مخيم اليرموك والجزء الجنوبي من حي التضامن بعد أن سيطروا على الحجر الأسود وبلدات ببيلا، ويلدا وبيت سحم.
وبعد ذلك عمد تنظيما "داعش" و«النصرة» إلى تصفية «الحر» في اليرموك والجزء الجنوبي من حي التضامن والحجر الأسود، ليقوم بعد ذلك داعش بالسيطرة على أغلبية المناطق التي كان يتقاسم السيطرة عليها مع «النصرة».
وقد تسبب ذلك بنزوح أكثر من مليون نسمة من منازلهم في اليرموك والجزء الجنوبي من حي التضامن والحجر الأسود إلى المناطق الآمنة في العاصمة وأطرافها.
ومع قرب انتهاء الجيش من السيطرة على جميع مساحات غوطة دمشق الشرقية وإغلاق هذا الملف، شهدت «الوطن» في اليومين الماضيين مزيداً من التحشيدات للجيش وقوات الدفاع الوطني وتحالف فصائل المقاومة الفلسطينية على أكثر من محور في الأحياء المحيطة بمناطق سيطرة "داعش"، في مؤشر إلى قرار حكومي اتخذ بإنهاء هذا الملف.
وقال عبد المجيد: «جنوبي دمشق هو التالي في قطار المصالحات أو العمل العسكري لإنهاء الوجود المسلح في كامل دمشق وريفها في قرار لا رجعة فيه».
وأشار إلى فصل ملف الحجر الأسود واليرموك والتضامن عن ملف بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، والتعامل مع كل ملف على حدة.
وترددت أنباء في اليومين الماضيين عن توصل الحكومة السورية إلى اتفاق مع الميليشيات المسلحة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم يقضي بفتح الأخيرة معركة مع تنظيمي «داعش» و«النصرة» وإنهاء التنظيمين هناك، مقابل خروجهم إلى الشمال السوري.
ولفت عبد المجيد إلى أن هناك اتصالات غير مباشرة مع تنظيم "داعش"، مشيراً إلى أن الدولة وجهت خلال هذه الاتصالات رسالة له مفادها «إما أن يخضع للاتفاق القديم بترحيل غير الراغبين في التسوية وإما أن يتم ضغط عسكري».
وأوضح، أنه من المفترض أن يرد التنظيم على رسالة الدولة «قبل نهاية الأسبوع وإلا فسيبدأ عمل عسكري».
ورجح عبد المجيد، أن يقبل التنظيم بالتسوية، وقال: «بتقديري وضعهم لا يسمح لهم بمواجهة عسكرية، لأن من هم أزعم منهم في مدينة دوما لم يستطع فعل أي شيء».
وذكر، أن الأكثرية الساحقة من مسلحي التنظيم «ترغب في تسوية أوضاعها على حين عدد قليل سيتم ترحيله إلى جنوبي البلاد».
في المقابل، اعتبرت مصادر متابعة لملف جنوبي العاصمة، أن تنظيم "داعش" لن يقبل بالتسوية بسهولة، وأن الأمر ربما يحتاج إلى البدء بعمل عسكري يجبر التنظيم في الأيام الأولى على الخضوع للتسوية على غرار ما حصل مع مسلحي ميليشيا «جيش الإسلام» في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
وتستند المصادر في رؤيتها السابقة إلى أن مسلحي التنظيم لن يتخلوا بسهولة عن مكاسبهم المادية التي كانوا يتقاضونها من دول إقليمية أبرزها قطر وتركيا وعن النفوذ الذي استحوذوا عليه خلال سيطرتهم على تلك المناطق، بعد أن كان أغلبيتهم من العاطلين من العمل ومتعاطي المخدرات.
ويقدر أهالي في منطقة جنوبي دمشق عدد مسلحي "داعش" في المناطق التي يسيطر عليها هناك بنحو ألفي مسلحي ومع أفراد عوائلهم بنحو 5000، وهم في معظمهم سوريون من أهالي المنطقة والمناطق المحيطة بها، لكن معظمهم من نازحي عشائر الجولان العربي السوري المحتل الذين كانوا يقطنون في الحجر الأسود.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن التنظيم انقسم إلى ثلاث جماعات أكبرها في الحجر الأسود وتتخذ قياداتها منه مقراً لها، والثانية في مخيم اليرموك والثالثة في الجزء الجنوبي من حي التضامن.
موفق محمد / الوطن
22/101