في سابقة جديدة من نوعها خالف عدد من المسؤولين السعوديين، بحسب تقارير لصحف أمريكية تصريحات ولي العهد السعودي عن مستقبل “النفط” في المملكة والذي يعتمد عليه الاقتصاد السعودي بصورة كبيرة.
وكان “ابن سلمان” قد صرح خلال مقابلة أجراها مع مجلة “التايم” الأمريكية اول أمس الجمعة، أن “قطاع النفط في المملكة سيكون آمنا لفترة طويلة، فالطلب متزايد، نحن لن نتوقف عند إنتاج 10 مليون برميل نفط يوميا، سننتج ما هو أكثر بكثير في المستقبل”.
لكن المجلة الأمريكية نفسها قالت في تقرير ثان إن مسؤولين سعوديين وأمريكيين يرون وجهة نظر مخالفة لما قاله ابن سلمان.
وأشارت إلى أن المسؤولين السعوديين والأمريكيين حذروا في أكثر من مناسبة عامة من استمرار اعتماد المملكة على النفط، كمصدر رئيسي للاقتصاد، حتى أن ولي العهد نفسه أطلق “رؤية 2030 وأشارت إلى أن المسؤولين السعوديين والأمريكيين حذروا في أكثر من مناسبة عامة من استمرار اعتماد المملكة على النفط، كمصدر رئيسي للاقتصاد، حتى أن ولي العهد نفسه أطلق “رؤية 2030″، لتطوير الاقتصاد السعودي بعيدا عن عائدات النفط.
ونقلت المجلة عن أحد المسؤولين الأمريكيين الحاليين، الذي لم يكشف عن هويته، قوله: “إذا كان الاقتصاد السعودي حاليا يقف على قدميه، لكن الأمور قد تخرج عن السيطرة مستقبلا، بدون عائدات النفط، فببساطة الحكومة السعودية لا تستطيع تحمل تكاليف الاقتصاد المدعم بشدة، خاصة وأن المملكة عززت شبكة الأمان الاجتماعي الداخلية”.
وأوضح المسؤول الذي حضر اجتماعات رفيعة المستوى مع السعودية، بأن المسؤولين السعوديين يدركون بصورة كبيرة حجم الخطر الذي ينتظرهم من الاعتماد على عائدات النفط، مضيفا بشكل قاطع: “الكثير من الآراء سيظهر خطؤها”.
وقال المسؤول الأمريكي: “قال لي أكثر من مسؤول سعودي، أحدهم يحتل موقع رفيع، إن هناك مخاوف كبيرة من تأثر الاعتماد على عائدات النفط خلال السنوات المقبلة، وهذا سببا رئيسيا في تعجيل الخطط المستقبلية المتعلقة برؤية 2030”.
ونقلت بدورها مجلة “أويل برايس” الأمريكية المعنية بأخبار النفط، عن مسؤولين سعوديين قولهم: “لا يزال هناك اعتماد مفرط على عائدات النفط الخام، وهو ما يجعل المملكة كأنها تقف على برميل من البارود يمكن أن ينفجر في الشرق الأوسط كله”.
وتابعوا: “في ظل ارتفاع أسعار النفط، والمملكة تواجه مشكلات في تلبية احتياجاتها، فما بالك إذا ما انخفضت أسعار النفط بصورة كبيرة خلال السنوات المقبلة، وإلا سيترتب على هذا حالة من الفوضى”.
ومضوا قائلين “ما يطمأن هو أن جميع خطط الإصلاحات تسير بسلاسة كبيرة، ولا يوجد أي تهديد حقيقي لخطط الإصلاح الطموحة التي طرحها محمد بن سلمان، والمملكة تسعى حاليا لتذليل أي عقبات يمكن أن تواجه تلك الخطط”.
وتحدثت إيمي جافي، مديرة برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية: “استمرار حديث السعوديين عن ثقتهم في أن البلاد لن تتأثر في المرحلة الانتقالية للتحول من الاعتماد على عائدات النفط إلى الطاقة النظيفة، هو دليل واضح على قلقهم من التحول”.