إحذروا المخطط البعثي الداعشي لتسقيط الرموز الوطنية

الثلاثاء 3 إبريل 2018 - 11:03 بتوقيت غرينتش
إحذروا المخطط البعثي الداعشي لتسقيط الرموز الوطنية

العراق-الكوثر: كلما اقترب المشهد السياسي العراقي من يوم 12 ايار مايو ، موعد الانتخابات التشريعية ، كلما ارتفعت درجة حرارة مرجل الانتخابات ، في ظاهرة تؤكد اهمية الاستحقاق الانتخابي لدى الشعب العراقي ، على الرغم من الاصوات الشاذة التي حاولت يائسة التقليل من شان الانتخابات او التحريض على عدم المشاركة فيها.

حرارة الطقس الانتخابي العراقي لا تعود في مجملها الى اهتمام الشعب العراقي بمصيرهم ، فان جزءا مهما من هذا الطقس الحار يعود الى قضية في غاية الخطورة غفل عنها قطاع واسع من اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام ، تتمثل في الفخ الذي نُصب لهم باحكام من قبل الثنائي “البعثي الداعشي”.

المراقب للمشهد الانتخابي العراقي يشهد ظاهرة ملفتة وهي ظاهرة “التسقيط السياسي” ،  التي تستهدف حصرا الرموز السياسية الشيعية والرموز السياسية السنية الوطنية الرافضة للمخطط الطائفي البعثي الداعشي ، والمؤسف ان هذه الظاهرة اتسعت بفضل غفلة وسذاجة بعض اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام.

يمكن تلمس حجم هذه الظاهرة عبر تصفح سريع لمواقع التواصل الاجتماعي ، حيث تم تجنيد جيوشا الكترونية تعمل بامكانيات ضخمة في الفضاء المجازي ، لبث ونشر الاخبار والافلام الكاذبة والملفقة عن الشخصيات السياسية الشيعية والسنية الرافضة للمخطط الطائفي ولعودة البعث الصدامي ، بهدف خلق حالة من الياس والاحباط بين انصار وجماهير هذه الشخصيات السياسية.

في تقرير منسوب “للحشد الالكتروني ” تم تسليط الضوء فيه على هذه الظاهرة الخطيرة التي تقف وراءها جهات بعثية صدامية بدرجة اساسية مع خلايا اعلامية “داعشية” ، تستهدف المرجعية الدينية والرموز الشيعية والسنية الوطنية ، كما تتضمن الحملة التسقيطية حقدا هائلا على المرجعية الدينية وعلماء الدين وايران ، بينما لا تمس هذه الحملة التسقيطية لا من قريب ولا من بعيد امريكا والدول الجارة للعراق.

يذكر التقرير ان الهدف من الحملة اسقاط الرموز الشيعية باختلاف توجهاتها ، ونزع الثقة بالعملية السياسية برمتها ، والتحريض على العزوف عن المشاركة بالانتخابات ، وصناعة راي عام مناويء  يائس ومحبط ، يسهل التاثير في توجيهه نحو الفوضى ، وكذلك تحطيم قيم الاحترام للمرجعية وعلماء الدين ، بعدما كان لهم دورا رئيسيا في انقاذ العراق ، لخلق نفور من الدين ورجاله.

الاخبار والافلام التي تنتشر كالنار في الهشيم هذه الايام على مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي تتحدث عن “فساد” الرموز الشيعية والسنية الوطنية حصرا ، والتي يتناقلها للاسف الشديد بعض اتباع اهل البيت عليهم السلام ، بطريقة ساذجة ودون النظر في حقيقة هذه المواد الفيلمية ، تؤكد حقيقة ما ذهب اليه تقرير الحشد الالكتروني من وجود ارادة لزرع اليأس والاحباط في نفوس الشيعة برموزهم الوطنية وبالعملية السياسية برمتها.

ليس هناك من ينكر وجود فساد او اخطاء في العملية السياسية في العراق ، ولكن ان يُجيّر هذا الفساد وهذه الاخطاء في حساب الشيعة فقط ، فهو امرلا يتفق مع الواقع بالمرة ، فالشيعة يتحملون اقل نسبة من مسؤولية هذه الاخطاء ، والسبب هو  نظام المحاصصة الطائفية ،  الذي فرضه الامريكي المحتل على العراقيين ، فقد تم دس مجاميع من البعثيين الصداميين في هذه العملية السياسية ، فوجهوا ضربات موجعة اليها من الداخل فشلوها.

المؤسف ان النظام السياسي العراقي في الظاهر يهيمن عليه الشيعة ، ولكن في الباطن يهيمن عليه الموتورون من البعثيين الصداميين والدواعش ، وهذه الحقيقة تكشفت وبشكل لا لبس فيه ، قبل احتلال الموصل وبعده ،  حيث نزعت ، ساحات الاعتصام في المحافظات الغربية وما جرى من احداث بعد احتلال الموصل عام 2014 ، اللثام عن الوجوه البعثية الصدامية ، التي كانت تحتل مواقعه هامه في المشهد السياسي العراقي.

الافلام التي نشاهدها هذه الايام على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك في تطبيقات الواتساب والتلغرام وغيرها ، والتي يتناقلها وللاسف الشديد بعض الشيعة السذج دون ادني تفكير بتاثيرها المخرب ، هدفها الوحيد هو اثبات “الكذبة” الكبرى للعقل الجمعي الشيعي ، وهي كذبة ان الشيعة لم يُخلقوا للحكم بل ل”اللطم” ، وعليهم ان يتركوا الحكم للصداميين والداعشيين ، وان ايران هي “عدو” العراق ، وان كل شيعي عراقي لا يعادي ايران هو “مجوسي” و “صفوي” و “فارسي”!! ، وكل سني لا يعادي الشيعة او ايران هو “طابور خامس ” و”عميل لايران” ، وكل شيعي يطبل للصداميين والداعشيين ولدول الجوار وسياساتها الطائفية التدميرية في العراق هو ” عروبي يؤمن بالقومية العربية ويسعى لاعادة العراق الى حضنه العربي”!!.

على الشعب العراقي ، شيعة وسنة ، ان يقبروا المخطط الصدامي الداعشي ، عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية ، وعبر وقف تداول الافلام والاخبار الكاذبة الملفقة فيما بينهم ، والتي تستهدفهم قبل ان تستهدف رموزهم الدينية والوطنية والسياسية.

المصدر: شفقنا

27/104