رغم كثرة ما قيل من الشعر في مدح ورثاء آل رسول الله الطاهرين .. فإنّ قصائد السيد حيدر الحلّي لا زالت متألّقة ومتفوّقة في سماء الشعر والأدب ، فقوّة التعبير ، وجمال الوَصف ومميّزات أخرى تجعل الإنسان حائراً أمام هذا المستوى الرفيع من الشعر ، والبيان الساحر ، والصياغة الرائعة الفريدة !
ولا عَجَبَ من ذلك ، فقد كتبوا عن هذا الشاعر العظيم أنّه ـ رغم مواهبه وثقته بنفسه وشعره ـ كان يُجري على بعض قصائده لَمَسات فاحِصة ، يقوم خلالها بالتغيير والتعديل والتجميل ، ويَستمرّ على هذا المنوال مدة سنة كاملة ، ولذلك جاء التعبير عن بعض قصائده بـ « الحَوليّات » !!
أمّا شعره عن السيدة زينب الكبرى :
فالجدير بالذكر أني قرأت ( ديوان السيد حيدر الحلي ) ولم أجِد فيه التصريح باسم السيدة زينب( عليها السلام ) رغم أنّه يتحدّث عنها وعن مصائبها الأليمة في كثير من قصائده الحسينيّة الرائعة !
فكأنّ التَهيّب والحياء ورعاية الأدب في السيد ، وجلالة وعظمة مقام السيدة زينب ، وَضَعت أمامه حدوداً آلى على نفسه أن لا يتخطّاها ، ومنها التصريح باسم السيدة زينب عند ذكر مصائبها ، إذ من الصعب عليه ـ وهو الإبن البارّ لأهل البيت الطاهرين الغيور عليهم ـ أن يُصرّح بتفاصيل المأساة ، فشخصيّة السيدة زينب عظيمة فوق كلّ ما يتصوّر ، والمصائب التي انصَبّت عليها هي في شدّة الفظاعة ، فهو لا يذكر اسمها بل يُشير ويُلمّح ، ويرى أنّ التلميح خيرٌ من التصريح ، « والكناية أبلَغ مِن التصريح » ، ولعلّ الرعشة كانت تستولي على فكره وقريحته وقلمه ، فتمنعه من التصريح ، وانهمار الدموع لم يكن يسمح له أن يُبصِر ما يكتُب ! فاكتفى أن يحومَ حول الحِمى والحدود فقط.
اقرأ ايضا: زيارة السيدة زينب الكبرى (ع) مكتوبة وجاهزة للتحميل
ففي إحدى قصائده الخالدة يقول :
خُذي يا قلـوب الطالبيّين قُرحَةً تزول الليالي وهي دامية القِرفِ
فإنّ التي لم تبرح الخِدر أُبرزَت عَشِيّةَ لا كهفٌ فتأوي إلى كَهفِ
لقد رَفعَـت عنهـا يد القوم سَجفها وكان صفيـح الهنـد حاشيـ السَجف
وقد كان من فـرط الخفارة صوتها يُغَضُّ فغُضّ اليوم مِـن شـدّة الضَعفِ
وهاتفةٍ نـاحت علـى فقـد إلفِهـا كمـا هتفـت بالـدَوح فاقـِدةُ الإلـف
لقد فَزِعت من هجمـة القوم وُلَّهـاً إلى ابن أبيها وهو فوق الثـرى مُغفـي
فنـادت عليه حيـن ألفَتـه عـارياً على جسمه تسفي صبـا الريح ماتَسفي
حَملتُ الرزايا ـ قبل يومك ـ كلّها فما أنقَضَت ظهـري ولا أوهَنـَت كَتفي
ويقول ( رحمة الله تعالى عليه ) ـ في قصيدة أخرى ، يصف فيها ساعة الهجوم على مُخيّمات الامام الحسين ( عليه السلام ) بَعدَ مقتل الإمام ـ :
وحائرات أطـارَ القـوم أعينَهـا رُعباً غداة عليهـا خِدرَها هجموا
كانت بحيثُ عليهـا قومُها ضربت سُرادقاً أرضـه مِن عِزّهم حَرَمُ
يكاد من هيبـةٍ أن لا يطـوف به حتـى الملائك لـولا أنّهم خَدَمُ
فغودِرَت بين أيـدي القوم حاسرةً تُسبى وليس ترى مَن فيه تَعتَصِمُ
نَعـم لَـوَت جيـدها بالعَتبِ هاتفةً بقومهـا وحشاهـا مِلـؤُهُ ضَرَمُ
عَجّت بهم مُذ على أبرادِها اختَلَفت أيدي العَـدوّ ، ولكن مَن له بِهِمُ
وله قصيدة أخرى يقوله فيها :
وأمضُّ ما جرعت من الغصص التي قدحت بجانحة الهدى ايراءها
هتك الطغاة على بنات محمدٍ حُجب النبوة خِدرها وخباءها
فتنازعت احشاءها حرق الجوى وتجاذبت أيدي العدوِّ رِداءَها
عجباً لحلم الله ، وهي بعينه برزت تطيل عويلها وبكاءها
إنّ الإنسان المُنصِف إذا وقف موقف الحياد ، ونظر نظرة فاحصة إلى ملف رجالات الشيعة ، وتتبع أحوالهم في أي مجالٍ من مجالات العلوم والفنون ، يجد أمامه الكفاءات العظيمة ، والقابليات الفريدة الّتي تناطح السحاب علواً وسمواً ، في كلّ مجالٍ من المجالات ، وفي مختلف العلوم والفنون.
أجل ..
إنّ الكفاءات عند المسلمين الشيعة كثيرة جداً وجداً وجداً ، ولكن ينقصها شيئان :
1 ـ التشجيع الكافي من القيادات الشيعية العُليا !!
2 ـ الحريّات الكافية والمناخ المناسب ، الذي يُساعد على نموّ الطاقات ، وبروز المواهب ، وظهور القابليات ، وتبلور العبقريات.
بعد هذا التمهيد .. أقول :
لا نجدُ في تاريخ العرب والإسلام شاعراً نظم ملحمة شعرية والتزم فيها بقافية واحدة ، وكان طويل النفس إلى أقصى حد .. سوى العلامة الأديب الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ( رحمة الله تعالى عليه ) فإنّ ملحمته الشعرية ـ رغم بساطتها وسلاسة التعبير فيها ـ فريدة .. ولا مثيل لها في التأريخ ، حيث إنّ أبياتها تُناهزُ الخمسين ألف بيتاً !!
وقد اخترنا من ملحمته الفريدة بعض الأبيات حول سيدتنا زينب الكبرى ( سلام الله عليها ) :
هي أزكى صديقةٍ قد تربّت بين حجر الصديقة الزهراء
وتغذت من فيض علم علي وعلوم النبيّ خير غذاء
وارتوت بالمعين نهلاً وعلاً من علوم السبطين خير ارتواء
وتبنت نهج البلاغة نهجاً وهو فيض من سيد البلغاء
وهي كانت تُفضي بعهد عليّ بعلوم الأحكام بين النساء
ورآها الوصي تروي ظماءً من علوم القرآن خير رواء
قال : هذي الحروف رمز خفيّ لمصاب الحسين في كربلاء
وبعهد السجاد للناس تفتي بدلاً عنه وهو رهن البلاء
وعليّ السجاد أثنى عليها وعليّ من أفضل الأمناء
كان يروي ( الثبت ابن عباس ) عنها وهو حَبرٌ من أفضل العلماء
حيث كانت في الفقه مرجع صدقٍ لرواة الحديث و الفقهاء
هي قُدسٌ به العفاف تزكّى وهي أزكى قدساً من العذراء
هي قلبُ الحسين صبراً وبأساً عند دَفع الخطوب و الأرزا
وهي أختُ الحسين عيناً وقلباً ويداً في تحمل الأعباء
شاركته بنهضة الحقّ بِدءاً وختاماً وفي عظيم البلاء
وجهاد الحسين اصبح حيّاً بجهاد الحوراء للأعداء
وعظيم الإيمان منها تجلّى حين قالت والسبطُ رَهنَ العراء :
ربّ هذا قرباننا لك يهدى فتقبل منا عظيم الفداء
وعباداتُه وناهيك فيها وهي أسمى عبادة ودعاء
حين تأتي بور دها من جلوسٍ وهي نضوٌ من شدة الإعياء
وللشاعر البارع العلامة الجليل السيّد رضا الموسوي الهِندي هذه القصيدة الشَهيرة :
إنْ كانَ عندكَ عبرة تجريها فانزل بأرض الطفّ كي نسقيها
فعسى نبُلّ بها مضاجع صفوةٍ ما بلّت الأكباد من جاريها
ولقد مررت على منازل عصمةٍ ثِقلُ النوة كان ألقي فيها
فبكيت حتى خِلتُها سستجيبُني ببُكائها حزناً على أهليها
وذكرتُ إذ وقفت عقيلة حيدرٍ مذهولة تصغي لصوت أخيها
بأبي التي وَرِثَتْ مصائب أمّها فغدت تقابلها بصبر أبيها
لم تله عن جمع العيال وحفظهم بفراق إخوتها وفقد بنيها
لم أنسَ إذ هتكوا حِماها فانثَنَتْ تَشكو لَواعجها إلى حاميها
تدعو فتحترق القلوب كأنَّها يرمي حشاها جمره من فيها
هذي نساؤك مَن يكونُ إذا سَرَتْ في الأسر سائقها ومن حاديها
أيسوقها « زجر » بضربمتونها و « الشمر » يحدوها بسبّ أبيها
عجباً لها بالأمس أنتَ تصونُها واليومَ آلُ أميةٍ تُبديها
وسَروابرأسِِك في القَنا وقلوبها تسمو إليه ، ووجدها يضنيها
إن أخّروه شجاه رويةُ حالها أو قدموه فحاله يشجيها
وللسيّد رضا الموسوي الهندي قصيدة رائعة أخرى ، في رثاء الإمام الحسين عليه السلام ، وفيها يصف حال السيدة زينب حينما حضرت عند جسد أخيها العزيز
اقرأ ايضا: رسائل ومسجات تعزية بمناسبة وفاة السيدة زينب عليها السلام
وإليك هذه الأبيات المختارة :
حرّ قلبي لزينب إذ رأته ترب الجسم مثخناً بالجراح
أخرس الخطب نطقها فدعته بدموع بما تُجن فصاح
يا منار الضلال والليل داجٍ وظلال الرميض واليوم ضاحي
كنتَ لي ـ يومَ كُنت ـ كهفاً منيعاً سجسج الظل خافق الأرواحِ
أترى القوم إذ عليك مررنا منعونا من البكا و النياح
إن يكن هيناً عليك هواني واعترابي مع العدى و انتزاحي
ومسيري أسيرة للأعادي وركوبي على النياق الطلاح
فبرغمي أنّي أراك مقيماً بين سُمر القنا وبيض الصفاح
لكَ جسم على الرمال ، ورأسٌ رفعوه على رؤوس الرماح
وله قصيدة أخرى يقول فيها :
هذا ابن هندٍ ـ وهو شرّ أمية ـ من آل أحمد يستذل رقابا
ويصون نسوته ويبدي زينباً من خدرها و سكينة وربابا
لهفي عليها حين تاسرها العدى ذُلّاً وتركبها النياق صعابا
وتبيح نهب رحالها و تنيبها عنها رحال النيب و الأقتابا
سلبت مقانعها وما أبقت لها حاشا المهابة والجلال حجابا
وهناك قصيدة أخرى منسوبة إلى السيّد رضا الموسوي ، قد عُثر على خمسة أبيات منها ، فأعجب بها الخطيب الجليل الشيخ محمد سعيد المنصوري ، فانشَدَ أبياتاً شعرية على نفس الوزن والقافية وأضافها إليها ، وإليك الأبيات الخمسة ثم الأبيات المضافة إليها :
« سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهر وما سطعت شمسٌ وما أشرق البدر
سلام على القلب الكبير وصبره بيومٍ جرت حزناً له الأدمعُ الحُمرُ
جحافل جاءت كربلاء بأثرها جحافل لا يقوى على عدها حصر
جرى ما جرى في كربلاء وعينها ترى ما جرى ممّا يذوب له الصخر
لقد أبصرت جسم الحسين مبضّعاً فجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبر »
رأته ونادت يابن أمي و والدي لك القتل مكتوبٌ ولي كتب الأسرُ
أخي إنّ في قلبي أسىً لا أطيقُه وقد ضاق ذرعاً عن تحمله الصدر
أيدري حسامٌ حزّ نحرك حده به حزّ من خير الورى المصطفى نحر
عليّ عزيزٌ أن أسير مع ا لعدى وتبقى بوادي الطفّ يصهرك الحرُّ
أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا مقيمٌ إلى أن ينتهي منّي العُمرُ
أخي كلُّ رُزءٍ غير رزئك هيّنٌ وما بسواه اشتدّ واعصوصب الأمرُ
أ اُنعم في جسمٍ سليمٍ من الأذى وجسمك منه تنهلُ البيض والسُمرُ
أخي بعدك الأيّامُ عادت ليالياً عليّ فلا صبح هناك و لا عصر
لقد حاربت عيني الرقاد فلم تنم ولي يا أخي إن لم تنم عيني العذر
أخي أنت تدري ما لأختك راحةٌ وذلك من يومٍ به راعها الشمر
فلا سلوةٌ تُرجى لها بعد ما جرى وحتّى الزلال العذب في فمها مُرُه
ايمنعك القوم الفرات وورده وذاك إلى الزهراء من ربّها مَهْرُ
أخي أنت عن جدّي وأمّي وعن أبي وعن حسنٍ لي سلوةٌ وبك اليسر
متى شاهدت عيناي وجهك شاهدت وجوههم الغراء وانكشف الضر
ومذ غبت عنّي غاب عني جميعهم ففقدك كسر ليس يرجى له جبر
وللشاعر الأديب ، الموالي المخلص الحاج هاشم الكعبي قصيدة غراء تعتبر من أقوى وأشهر ما قيل من الشعر في رثاء سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهي تتجاوز 136 بيتاً ، وفيها يصف حال حفيدات الرسالة وبنات الإمامة بعد مقتل سيّد الشهداء ، وخاصّة سيّدتنا الحوراء العقيلة زينب الكبري ( عليها السلام ) فيقول :
وثواكلٌ في النوح تسعد مثلها أرأيتَ ذا ثكلٍ يكونُ سعيدا
حنت فلم تر مثلهن نوائحاً إذ ليس مثلُ فقيدهن فقيدا
عبراتها تحيي الثرى لو لَم تكن زفراتها تدع الرياض همودا
وغدت اسيرة خدرها أبنة فاطمٍ لم تلق غير أسيرها المصفودا
تدعو بلهفة ثاكلٍ لعب الأسى بفؤاده حتّى انطوى مفؤدا
تخفي الشجا جلداً فإن غلب الأسى ضعفت فأبدت شجوها المكمودا
نادت فقطّعت القلوب بصوتها لكنّما انتظم البيان فريدا
إنسان عيني يا حسين أخي يا أملي وعقد جماني المنضودا
ما لي دعوت فلا تجيب ولم تكن عودتني من قبل ذاك صدودا
ألمحنةٍ شغلتك عنّي أم قلىً حاشاك إنّك ما برحت ودودا
وللعالم الجليل الأديب النبيل الشيخ علي بن الحسين الحلّي الشفهيني قصيدة رائعة نختار منها هذه الأبيات :
وعليك خزيٌ يا أميةُ دائماً يبقى ، كما في النار دامَ بقاكِ
هلا صفحتِ عن الحسين ورهطه صفح الوصيّ أبيه عن آباك
وعففت يوم الطفّ عفة جدّه الـ ـمبعوث يوم الفتح عن طلقاكِ
أفهل يدٌ سَلَبت إماءك مثلما سَلَبَتْ كريماتِ الحسين يداكِ
أم هل برزن بفتح مكة حُسّراً ـ كنسائه يوم الطفوف ـ نساك
بئسَ الجزاء لأحمدٍ في آله وبنيه يوم الطفّ كان جزاكِ
لهفي لآلك يا رسول الله في أيدي الطغاة نوائحاً وبواكي
ما بين نادبةٍ وبين مروعةٍ في أسرِ كلِّ معاندٍ أفّاكِ
تالله لا أنساكِ زينب ، والعدى قسراً تجاذب عنك فضل رداكِ
لم أنس ـ لا والله ـ وجهك إذ هوت بالردن ساترةً له يمناك
حتّى إذا همُّوا بسلبك صحت باسـ ـم أبيك ،واستصرخت ثم أخاكِ
تستصرخيه أسىً وعزّ عليه أن تستصرخيه ولا يجيب نداك
وللسيّد محمّد بن السيّد مال الله القَطيفي قصيدة غرّاء ، جاءَ فيها :
قتل الحسين فيما سما ابكي دماً حزناً عليه ويا جبالُ تصدعي
منعوه شرب الماء ، لا شربوا غداً من كفّ والده البطين الأنزع
ولزينب ندب لفقد شقيقها تدعوه يابن الزاكيات الرُكّعِ
اليوم أصبغُ في عزاك ملابسي سوداً وأسكُبُ هاطلات الأدمع
اليوم شبُّوا نارهم في منزلي وتناهبوا ما فيه حتّى برقعي
اليوم ساقوني بظلم يا أخي والضرب ألَّمَني وأطفالي معي
لا راحِمٌ أشكو إليه مصيبتي لم ألف إلا ظالماً لم يخشع
حال الردى بيني وبينك يا أخي لو كنت في الأحياء هالَك موضعي
أنعم جواباً يا حسين أما ترى شِمرَ الخنا بالسوط ألَّمَ أضلعي
فأجابها من فوق شاهقة القنا قضي القضاء بما جرى فاسترجعي
وتكفلي حال اليتامى وانظري ما كنتُ أصنعُ في حماهم فاصنعي
وللشاعر الأديب الشيخ عبد الحسين بن أحمد شكر ( رحمة الله عليه ) قصيدة يستنهض فيها الإمام المهدي المنتظر ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) ويطلب منه أن يعجّل بالظهور ، لكي يطلب بثار جدّه الشهيد الإمام الحسين عليه السلام ، يقول فيها :
أتنسى ـ وهل يُنسى ـ وقوف نسائكم لدى ابن زيادٍ إذ أماطَ حجابها
وعمتك الحوراء أنّى توجهت رأتْ نائبات الدهر تقرع بابها
فما زينبٌ ذات الحجال و مجلساً به أسمَعَ الطاغي عداها خطابها
لها الله من مسلوبةٍ ثوب عزّها كستها سياط المارق ثيابها
تعاتب آساداً فنوا دون خدرها تخوض المنايا لو يعون خطابها
بني هاشمٍ هتكن منكم حرائرٌ حميتُم ، ببيض المرهفات قبابها
وله قصيدة اخرى يقول فيها :
وترى مخدرة البتولة زينباً والخطبُ يصفق بالأكفّ جبينها
من حولها أيتام آل محمّدٍ يتفيؤون شمالها يمينها
لا تبزغي يا شمس من أفُقٍ حياً من زينبٍ فلقد أطلت أنينها
ذوبي فانّك قد أذبت فؤاد من كانت تظللها الأسود عرينها
وتقشعي يا سحب من خجلٍ ول تسقي الظماة مدى الزمان معينها
فبنات أحمدَ في الهجير صوادياً أودى بها ظمأ يشيب جنينها
حرمٌ لهاشم ما هَتَفْنَ بهاشمٍ إلا وسودت السياط متونها
المصدر: مؤسسة السبطين العالمية