من عجائب أحكام أمير المؤمنين علي(ع)

الخميس 29 مارس 2018 - 12:53 بتوقيت غرينتش
من عجائب أحكام أمير المؤمنين علي(ع)

لا يخفى على احد الحكمة التي يتحلى بها امير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) و قد شهد على ذلك العالم كله.

لا يخفى على احد الحكمة التي يتحلى بها امير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) و قد شهد على ذلك العالم كله. من هنا أحببنا أن نضع بين يديك- قارئنا العزيز-بعضا من عجائب أحكامه التى قضى بها فأرسى العدل و العدالة بذلك .

قصة الأرغفة

جلس رجلان يتغديان مع احدهما خمسة أرغفة و مع الآخر ثلاثة أرغفة فلما وضعا الغداء بين أيديهما مر بهما رجل فسلم، فقالا اجلس للغداء فجلس و أكل معهما و استوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية فقام الرجل و طرح اليهما ثمانية دراهم و قال خذا هذا عوضا مما أكلت لكما و نلته من طعامكما فتنازعا و قال صاحب الخمسة الارغفة لي خمسة دراهم و لك ثلاثة فقال صاحب الثلاثة الأرغفة لا أرضى الا ان تكون الدراهم بيننا نصفين ،و ارتفعا الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب فقصا عليه قصتهما.

 فقال لصاحب الثلاثة الارغفة قد عرض عليك صاحبك ما عرض و خبزه اكثر من خبزك فارض بالثلاثة فقال لا و الله لا رضيت منه الا بمر الحق.

 فقال علي :ليس لك في مر الحق الا درهم واحد و له سبعة .

فقال الرجل سبحان الله يا امير المؤمنين هو يعرض علي ثلاثة فلم أرض و أشرت علي بأخذها فلم ارض و تقول لي الآن انه لا يجب لي في مر الحق الا درهم واحد ؟

فقال له علي(ع) : عرض عليك صاحبك ان تأخذ الثلاثة صلحا فقلت لم ارض الا بمر الحق و لا يجب لك بمر الحق الا واحد.

فقال الرجل :فعرفني بالوجه في مر الحق حتى اقبله .

فقال علي أليس للثمانية الارغفة اربعة و عشرون ثلثا أكلتموها و انتم ثلاثة أنفس و لا يعلم الاكثر منكم أكلا و لا الاقل فتحملون في أكلكم على السواء قال بلى قال فأكلت انت ثمانية أثلاث و انما لك تسعة اثلاث و اكل صاحبك ثمانية أثلاث و له خمسة عشر ثلثا أكل منها ثمانية و يبقى له سبعة و اكل لك واحدا من تسعة فلك واحد بواحدك و له سبعة بسبعته.

 فقال له الرجل رضيت الآن.

جواب أمير المؤمنين عليه السلام

أرسل قيصر ملك الروم سفيراً الى أبي بكر في عهد خلافته ليجيبه على بعض الأسئلة . فجاء السفير ألى أبي بكر وطرح عليه هذا السؤال : ما رأيك برجل :

1- لا يرجو الجنة ولا يخاف النار

2- لا يخاف ظلم الله

3- لا يركع ولا يسجد

4- يأكل الميتة والدم

5-يحبّ الفتنة

6-يشهد على ما لم يرى

7-يكره الحق ولا يقبله

فقال عمر : إن هذه الأمور تزيد هذا الرجل كفراً ، وسمع أمير المؤمنين علي (ع) بهذا السؤال ، فقال : إن هذا الرجل هو من أولياء الله :

1-أنه لا يرجو الجنة ولا يخاف النار بل يرجو الله ويخافه

2-أنه لا يخاف ظلم الله لأن الله ليس ظالماً بل يخاف عدله

3-أنه لا يركع ولا يسجد في صلاة الميت

4-أنه يأكل الجراد والسمك ( لأنهما لا تحتاج الى ذبح ) ويأكل الكبد ( وأصلها من

الدم

5-أنه يحب المال والبنين وهما فتنة كما جاء في القرآن الكريم : أنما أموالكم

وأولادكم فتنة

6-أنه لم ير الجنة ولا النار ولكنه يشهد على وجودهما

7-أنه يكره الموت وهو حق ( بحار الأنوار ج40ص223)

قال أمير المؤمنين وسيد العرب علي بن أبي طالب عليه السلام : ينـبّـيء عن عقل كلّ امرءً لسانه ويدلّ على فضله بيانه:

اللهم صلِ على محمد وآل محمد

لماذا اخترت مذهب آل طه وحاربت الأقارب في ولاها

وعفت ديار أبائي واهلي وعيشا كان ممتلئا رفاها؟

لأني قد رأيت الحق نصاً ورب البيت لم يألف سواها

فمذهبي التشيع وهو فخر لمن رام الحقيقة وامتطاها

وهل ينجو بيوم الحشر فرد مشى في غير مذهب آل طه

في من تـنازعتا أن لها الابن

دفع إلى عمر منازعة جاريتين تنازعتا في ابن و بنت،فقال:أين أبو الحسن مفرج الكرب؟فدعي له به،فقص عليه القصة،فدعا بقارورتين فوزنهما،ثم أمر كل واحدة فحلبت في قارورة و وزن القارورتين فرجحت إحداهما على الأخرى،فقال:«الابن للتي لبنها أرجح،و البنت للتي لبنها أخف». فقال عمر:من أين قلت ذلك،يا أبا الحسن؟. فقال (عليه السلام) :«لأن الله جعل للذكر مثل حظ الأنثيين».

فيمن قالا لمؤتمنة: لا تدفعي الامانة لواحد منا

إن رجلين أتيا امرأة من قريش فاستودعاها مائة دينار، و قالا:لا تدفعيها إلى أحد منا دون صاحبه حتى نجتمع، فلبثا حولا،ثم جاء أحدهما إليها، و قال:إن صاحبي قد مات فادفعي إلي الدنانير،فأبت،فثقل عليها بأهلها،فلم يزالوا بها حتى دفعتها إليه، ثم لبثت حولا آخر فجاء الآخر فقال:ادفعي إلي الدنانير. فقالت:إن صاحبك جاءني، و زعم أنك قدمت فدفعتها إليه. فاختصما إلى عمر فأراد أن يقضي عليها،و قال لها: ما أراك إلا ضامنة، فقالت: أنشدك الله،أن تقضي بيننا و ارفعنا إلى علي بن أبي طالب، فرفعها إلى علي و عرف أنهما قد مكرا بها، فقال:«أليس قلتما لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه؟».قال:بلى.

قال:«فإن مالك عندنا، اذهب فجى‏ء بصاحبك حتى ندفعها إليكما» فبلغ ذلك عمر، فقال: لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب

في من انتفت من ابنها

إن غلاما و امرأة أتيا عمر،فقال الغلام: هذه و الله امي حملتني في بطنها تسعا،و أرضعتني حولين كاملين،فانتفت مني و طردتني،و زعمت أنها لا تعرفني،فأتوا بها مع أربعة إخوة لها و أربعين قسامة يشهدون لها أن هذا الغلام مدع ظلوم يريد أن يفضحها في عشيرتها و أنها بخاتم ربها لم يتزوج بها أحد، فأمر عمر بإقامة الحد عليه، فرأى عليا (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين،احكم بيني و بين امي، فجلس (عليه السلام) موضع النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) فقال:«لك ولي؟».قالت: نعم، هؤلاء الأربعة إخوتي، فقال:«حكمي عليكم جائز و على أختكم؟» قالوا:نعم.

قال:«اشهد الله و اشهد من حضر أني زوجت هذه الامرأة من هذا الغلام ‏بأربعمائة درهم و النقد من مالي،يا قنبر علي بالدراهم». فأتاه بها، فقال: خذها فصبها في حجر امرأتك و خذ بيدها إلى المنزل، فصاحت المرأة الأمان يابن عم رسول الله، هذا و الله ولدي، زوجني إخوتي هجي فولدت منه هذا، فلما بلغ و ترعرع أنفوا و أمروني أن انتفي منه و خفت منهم، فأخذت بيد الغلام فانطلقت به فنادى عمر: لو لا علي لهلك عمر

حكمه في من تنازعتا على طفل واحد

امرأتين تنازعتا على عهد عمر في طفل ادعته كل واحدة منهما ولدا لها بغير بينة،فغم عليه و فزع فيه إلى امير المؤمنين (عليه السلام) فاستدعى المرأتين و وعظهما و خوفهما،فأقامتا على التنازع،فقال (عليه السلام) :"ائتوني بمنشار."

فقالتا:ما تصنع به؟

قال:«أقده بنصفين،لكل واحدة منكما نصفه»فسكتت إحداهما،و قالت الأخرى:الله الله يا أبا الحسنـان كان لابد من ذلك فقد سمحت له بها.

فقال «الله أكبر هذا ابنك دونها،و لو كان ابنها لرقت عليه و أشفقت» فاعترفت الاخرى بأن الولد ليس ولدها.

في من قُتِلَ أبوه واخذوا ماله

لقد قضى امير المؤمنين(ع) بقضية ما سمعت ‏بأعجب منها ولا مثلها قبل ولا بعد. قيل: وما ذاك؟ قال: دخلت المسجد ومعي امير المؤمنين(ع)، فاستقبله شاب حدث يبكي، وحوله قوم يسكنونه، فلما رأى ‏الشاب أمير المؤمنين(ع) قال: يا أمير المؤمنين، إن شريحا قضى‏ علي بقضية، وما ادري ما هي. فقال أمير المؤمنين(ع): وما ذاك؟

قال الشاب: إن هؤلاء النفر خرجوا مع أبى في السفر، فرجعوا ولم يرجع أبي، فسألتهم عنه، فقالوا: مات، فسألتهم عن ماله، فقالوا: ما ترك مالا، فقدمتهم إلى شريح، فاستحلفهم، وقد علمت يا أمير المؤمنين أن أبي خرج ومعه مال كثير.

فقال لهم: ارجعوا، فرجعوا وعلي يقول: أوردها سعد وسعد مشتمل يا سعد ما تروى بها ذاك الابل يعني قضاء شريح فيهم. فقال: واللّه لأحكمن فيهم بحكم ما حكمه أحد قبلي إلا داود النبي(ع)، يا قنبر، ادع لي شرطة الخميس، فوكل بكل رجل رجلين من الشرطة، ثم دعاهم ونظر في وجوههم، ثم ‏قال لهم: تقولون ماذا كأني لا اعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى إني إذا لجاهل، ثم أمر بهم ففرق بينهم، و أقيم كل واحد منهم الى اسطوانة من أساطين المسجد، ثم دعا كاتبه عبيد اللّه بن أبي رافع، فقال: اكتب، ثم قال للناس: إذا كبرت فكبروا ، ثم دعا بأحدهم،

فقال: في‏ اي يوم خرجتم من منازلكم وأبو هذا الفتى معكم؟ فقال: في يوم كذا وكذا. فقال: ففي اي سنة؟

قال: في سنة كذا وكذا.

قال: ففي اي شهر؟

قال: في شهر كذا وكذا.

قال: في منزل من مات أبو هذا الفتى؟

قال: في منزل فلان بن فلان

قال: وما كان مرضه؟

قال: كذا وكذا.

قال: كم مرض؟

قال: كذا وكذا.

قال: فمن كان ممرضه؟

قال: فلان.

قال: فاي يوم مات؟ ومن غسله؟ ومن كفنه؟ وفيما كفنتموه؟ ومن ‏صلى عليه؟ ومن ادخله القبر؟ قال: فلان

فلما سأله عن جميع ما يريد كبر وكبر الناس كلهم أجمعون، فارتاب اولئك الباقون ولم يشكوا إلا، أن صاحبهم قد اقر عليهم وعلى نفسه، و أمر أمير المؤمنين (ع) بالرجل إلى الحبس، ثم دعا بآخر،

فقال له: زعمت أني لا اعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى إني إذا لجاهل.

فقال: يا أمير المؤمنين، ما أنا إلا كواحد منهم، ولقد كنت كارها لقتله فلما اقر جعل يدعو بواحد واحد، وكان يقر بالقتل والمال، ثم دعا بالذي أمر به إلى السجن فاقر أيضاً معهم، فالزمهم المال والدم.

المصدر: مكتبة الموسى الثقافية