شبهات و ردود : هل صحيح أن أجساد الشهداء لا تبلى؟

الخميس 29 مارس 2018 - 07:44 بتوقيت غرينتش
شبهات و ردود : هل صحيح أن أجساد الشهداء لا تبلى؟

هل صحيح أن الذي يموت شهيداً يبقى جسمه كما هو بعد دفنه ولا تأكله الأرض ولو بعد مرور سنين على ذلك

الشيخ محمد صنقور

عرض نص الشبهة:

هل صحيح أن الذي يموت شهيداً يبقى جسمه كما هو بعد دفنه ولا تأكله الأرض ولو بعد مرور سنين على ذلك؟ وإذا كان ذلك صحيحا فهل أن ذلك خاص فقط بالمعصومين (ع) أم أنه يشمل غيرهم أيضا؟

الرد على الشبهة:

لم يثبت أنَّ أجساد الشهداء تبقى دون أن تتلاشى بتمادي الزمن فإنّ حياتهم عند ربهم كما ورد في القرآن ليست بمعنى حياة الأجساد بل هي الحياة البرزخية، نعم قد يُكرم الله تعالى بعض الشهداء وبعض الأخيار من عباده فتظلُّ أجسادهم أمداً طويلاً دون أن تبلى إلا أنَّه لم يثبت أنَّ ذلك أمر مطَّرد في جميع الشهداء.

وأما المعصومون من أهل البيت (ع) فقد ورد في روايات عديدة أنَّ أجسادهم لا تبلى.

فمن ذلك ما رواه في بصائر الدرجات بسنده عن أبي عبدالله (ع) قال: "قال رسول الله (ص) حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، فأما حياتي فإنَّ الله هداكم بي من الضلالة وأنقذكم من شفا حفرةٍ من النار، وأما مماتي فإنَّ أعمالكم تُعرَض عليَّ فما كان من حسن استزدتُ الله لكم، وما كان من قبيح استغفرتُ الله لكم، فقال له رجل من المنافقين: وكيف ذلك يا رسول الله (ص) وقد رممت؟ يعنى صرت رميماً فقال له رسول الله (ص): كلا إنَّ الله حرَّم لحومنا على الأرض فلا تطعم منها شيئا" (1).

وورد قريباً من هذا المضمون بسندٍ آخر عن أبي عبدالله عن الرسول الكريم (ص).

ومنها: ما رواه الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه عن الصادق (ع) قال: "إنَّ الله عزَّوجل حرَّم عظامنا على الأرض وحرَّم لحومنا على الدود أن تُطعم منها شيئاً" (2).

ومنها: ما رواه الشيخ في التهذيب وابن قولويه في كامل الزيارات بسندٍ عن أبي عبدالله (ع)، قال (ع): "... إذا زرتَ أمير المؤمنين (ع) فاعلم أنَّك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم عليَّ بن أبي طالب (ع)، فقلت: إن آدم هبك بسرانديب في مطلع الشمس وزعموا أنَّ عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة؟ فقال (ع): إن الله عزوجل أوحى إلى نوح وهو بالسفينة أن يطوف بالبيت أسبوعاً فطاف بالبيت كما أوحى إليه ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتاً فيه عظام آدم فحمله في جوف السفينة... فأخذ نوح التابوت فدفنه في الغري... فإذا زرتَ جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسمَ عليَّ بن أبي طالب (ع)..."(3).

الهوامش:

1-بصائر الدرجات -محمد بن الحسن الصفار- ص464.

2-من لا يحضره الفقيه -الشيخ الصدوق- ج1 ص191.

3-تهذيب الأحكام -الشيخ الطوسي- ج6 ص23.