أين سيقيم «داعش» خلافته المزعومة مجددًا؟

الأربعاء 28 مارس 2018 - 15:13 بتوقيت غرينتش
أين سيقيم «داعش» خلافته المزعومة مجددًا؟

من الطبيعي جدًا أن يحاول قادة «داعش» بناء التنظيم من جديد بعد فرار الكثير من عناصره منه، وبعد خروجهم من سوريا والعراق، مما يدعو للسؤال أي أرض هي الأفضل من منظورهم لتجنيد عناصر جديدة ويصبح لديهم سيطرة؟

يعتني مرصد الأزهر بإجابة وتفسير كل التساؤلات الخاصة بالتنظيم الإرهابي «داعش»، مقدمًا ملفا كامل يكشف خلاله طريقة تفكيره وأعداده وإلى أين ذهبت عناصره بعد القضاء عليهم في سوريا والعراق.

وأشار «الأزهر» إلى أنه لا يوجد سوى 3 اختيارات أمام عناصر التنظيم الإرهابي، هي: "اللجوء إلى مناطق يوجد لهم فيها موطئ قدم، مثل ليبيا أو الحدود العراقية السورية أو صحراء سيناء، أو القيام بعمليات إرهابية في أوروبا، ينقلون خلالها المعركة من الشرق إلى الغرب، أو الانتقال إلى أسلوب حرب العصابات والذوبان في الصحراء، وهو أمر سبق لداعش تجربته في العراق".

 أين سيقيم «داعش» خلافته المزعومة مجددًا:

من الطبيعي جدًا أن يحاول قادة «داعش» بناء التنظيم من جديد بعد فرار الكثير من عناصره منه، وبعد خروجهم من سوريا والعراق، مما يدعو للسؤال أي أرض هي الأفضل من منظورهم لتجنيد عناصر جديدة ويصبح لديهم سيطرة؟

أجاب «الأزهر» على هذا التساؤل من خلال آراء عدد من القادة السياسيين والتي توقعت ذهابهم إلى: "أفغانستان، وغرب إفريقيا، وسيناء، وباكستان، وليبيا، وآسيا الوسطى".

أفغانستان.. اللعب على التنوع الطائفي:

تم ترجيح اختيار أفغانستان، بسبب التنوع الطائفي الذي يمكن أن تلعب عليه «داعش»،  لبناء قاعدة لهم، وبالفعل توجه عدد منهم إلى الأراضي الأفغانية عقب هزيمتهم في سوريا والعراق.

وحسب تقرير مرصد «الأزهر»، قال ممثل روسيا في أفغانستان زامير قابولوف، خلال تصريحات لصحيفة «تايم ترك»: "إن روسيا كانت من أوائل الدول التي حذرت من ارتفاع عدد الدواعش في أفغانستان، وقوتهم ازدادت في أفغانستان خلال الفترة الأخيرة، وتجاوز عددهم العشرة آلاف، والعدد في زيادة مستمرة."

عدد «الدواعش» في أفغانستان:

ومن حيث الأعداد، قال رئيس مدينة «درزاب» باز محمد، إن أعداد المقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم «داعش» في ازدياد ووصل حتى الآن إلى ألف و250 مقاتل تقريبًا،من الجنسيات «التركمانية، والشيشانية، والطاجيكية، والأوزبكية، والباكستانية، والجزائرية، والفرنسية»، معظمهم يتحدثون اللغة العربية.

"أفريقيا".. موطنهم الأصلي:

ورجح مرصد الأزهر ذهاب بعض عناصر داعش إلى أفريقيا، كونها موطنهم الأصلي، حتى أن مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي «إسماعيل شرقي» حذر من عودتهم داعيًا إلى الاستعداد للتعامل.

ولفت «شرقي» خلال تصريحات له، بأن التقارير تفيد بوجود 6 آلاف مقاتل أفريقي ضمن 30 ألف انضموا إلى داعش، وهذا ما يرى فيه مرصد الأزهر لمحاربة التطرف «خطورة بالغة» على القارة الإفريقية بشكل خاص، وعلى أمن واستقرار المواطنيين  بشكل عام.

سيناء.. لتحويل مصر إلى بؤرة صراع:

يقف الجيش على قدم وساق في مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله، ويثبت نجاحه المستمر خصوصًا مع العمليات العسكرية «سيناء 2018»، إلا أن وقوع بعض العمليات الإرهابية من حين لآخر تشير إلى وجود خطر من بعض خلايا التنظيم، نظرًا لاستهدافهم الجيش والشرطة والأقباط والجماعات الصوفية ورموز الدين الإسلامي، بشكل كبير.

ويشير مرصد الأزهر إلى أن أهداف «داعش» إلحاق الأذى والتخريب وتحويل مصر إلى بؤرة صراع وانقسام، إلا أن كل هذه المحاولات تبوء بالفشل.

ليبيا.. الانقسامات وغياب الدولة:

تشهد ليبيا العديد من الصراعات والانقسامات الداخلية التي تصل إلى الاقتتال الداخلي، في ظل «غياب الدولة» الذي تعيشه ليبيا منذ رحيل نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.

ومن الأهداف أيضًا هشاشة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لبعض دول الجوار، وموقع ليبيا «الجيوسياسي»، مما يسمح لـ «الدواعش» بالتوسع نحو غرب إفريقيا، ومحاولة التحالف مع «بوكو حرام» التي تنشر الرعب في نيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد وجنوب النيجر وشمال الكاميرون، هذا بالإضافة إلى امتلاك ليبيا لثروة نفطية هائلة توفر للتنظيم حال السيطرة عليها موارد مالية ضخمة.

وأوضح «الأزهر» أن هذا التخبط يساعد أي تنظيم إرهابي إلى استغلال الوضع والاستقرار في ليبيا دون مقاومة، حتى أن «داعش» أعلن سابقًا أن له ثلاث ولايات في الأراضي الليبية، هي: «طربلس، وبرقة، وفزان."

ونفذ داعش بالفعل عدد من العمليات الإرهابية في ليبيا ما بين عامي 2015 و2016، حيث وصل عدده فيها وقتها إلى 6 آلاف و500 مقاتل، بعد الاستيلاء على مدينة «سرت»، والتي نجح الليبيون في استعادتها من جديد.

باكستان.. إفساد "طريق الحرير الجديد"

ترغب «داعش» في الاستيلاء على باكستان، لإفساد مشروع الصين «طريق الحرير الجديد»، والذي يربط الصين بتركيا وأوروبا وجمهوريات آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان ودول أخرى.

وأوضح مرصد الأزهر أن «داعش» يرغب في تنفيذ إستراتيجية توسعية جديدة في آسيا بعد هزيمته في سوريا والعراق، وتنفيذ مشروع الصين التجاري بناء «طريق الحرير الجديد» يفسد تحقيق أهداف التنظيم الإرهابي ، نظرًا لوقوع المحطات الرئيسية للطريق ضمن الإستراتيجية التوسعية للدواعش.

المصدر: المنار الفلسطينية