ما الذي تخشاه "اسرائيل" يوم 30 مارس؟

الإثنين 26 مارس 2018 - 09:00 بتوقيت غرينتش
ما الذي تخشاه "اسرائيل" يوم 30 مارس؟

فلسطين - الكوثر توالت تهديدات الاحتلال للمساعي التي يقوم بها الفلسطينيون لتنظيم مسيرة نحو الحدود في ذكرى يوم الأرض, نهاية الشهر الحالي.

ويرى الكاتب و المحلل السياسي، "حسن لافي" أن الخشية الأساسية لدى الاحتلال هي أن تتم مسيرة العودة فعلياً، و أن ينهمر فيضان اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي اقتلعوا منها عام ١٩٤٨ ولكن بطريقة سلمية لا عنيفة.

و أوضح  "لافي"  أن "اسرائيل" في هذه الحالة ستكون أمام معضلة كبيرة، حيث أن التدفق البشري نحو الحدود سيشكل تهديدا يرتقي إلى التهديد الوجودي، و الذي لا تستطيع مواجهته بالقوة العسكرية لأنها ستخسر صورتها الديموقراطية والحرة الكاذبة التي تحاول بناؤها على مدار مسيرة المشروع الصهيوني منذ انطلاقه، لافتاً الى أن هذه الصورة الديموقراطية تعتبرها "اسرائيل" جزءاً من شرعية وجودها وارتباطها في الحوض الحضاري الغربي و مبررا لدعم العالم الأوروبي لها.

و أشار الكاتب الى أن مسيرة العودة تعتبر اداة جديدة في مسيرة النضال الفلسطيني، و من المؤكد أنه إن أُحسن استثمارها، فإنها ستحقق سداً منيعاً أمام طوفان "صفقة القرن"، التي تحاول تصفية فلسطين، او على الاقل القفز عن ثوابت القضية الفلسطينية.

و على الصعيد التكتيكي، وفقاً لما يرى الكاتب، فإن الأمر الآخر هو أن مسيرة العودة ستعيد النقاش على قضية حصار غزة، وستعطي المقاومة الفلسطينية في غزة رئة جديدة تكسب من خلالها الوقت وتحافظ على مقدراتها في نفس الوقت الذي ستكون شاشات الاعلام الدولي تناقش موضوع غزة بعيدا عن صوت الاف ١٦ وويلات الحرب التي أرهقت الحاضنة الجماهيرية للمقاومة.

و لفت الى أن الأهم هو ان مسيرة العودة ستجعل الكل الفلسطيني مشارك في المقاومة الشعبية ومتفقا على قضية حق العودة، ومن المحتمل ان تخلق سياقات فلسطينية جديدة تقودنا الى نواة مشروع وطني متفق عليه من هذا الكل الفلسطيني.

و حول تأثير تهديدات الاحتلال على حجم الاستجابة الجماهيرية للمسيرة، قال لافي: "إن الاحتلال يحاول توتير الاجواء ويعمل على تسخين المنطقة الحدودية بجوار السلك الفاصل, ويحاول فرض خطوط قواعد جديدة مفادها انه سيتعامل مع أي اختراق للحدود كأنه انتهاك للسيادة، وكأنه اكتشف نفقا هجوميا او تم اطلاق صاروخ، والقصف بالأمس ردا على اختراق الشبان الاربعة دليلا على ذلك."

و اعتبر أن انسداد الافق السياسي في المشهد الفلسطيني والتأكيد على سلمية المسيرة والدعوات الفصائلية للمسيرة، و وزخم التحضير الشبابي لها، كلها عوامل من المتوقع أن تعمل على انجاح المسيرة، وخاصة ان مسيرة العودة ليست فعالية موسمية تنتهي بيوم ٣٠ مارس بل هي مستمرة على الاقل ليوم ١٤/ ٥ يوم النكبة الفلسطيني.