هذا هو الشاعر العراقي الذي أيدته الزهراء(ع) في الرؤيا!

الخميس 15 مارس 2018 - 14:37 بتوقيت غرينتش
هذا هو الشاعر العراقي الذي أيدته الزهراء(ع) في الرؤيا!

يصادف اليوم ذكرى وفاة الشاعر العراقي البغدادي المعروف بإبن الحجاج . عرف بتصلبه للتشيع و بولائه الخالص و حبه الكبير لأهل البيت(ع)، لذا تراه كتب الكثير من الأشعار في مدح أهل البيت(ع).

اسمه وكنيته ونسبه:

أبو عبد الله، الحسين بن أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحجّاج النيلي البغدادي، والنيل بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة.

ولادته:

لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته، إلاّ أنّه ولد في القرن الثالث الهجري.

شعره:

كان من نوابغ شعراء الشيعة، والمقدّم بين كتّابها، وله ديوان شعر في عشر مجلّدات، والغالب عليه العذوبة والانسجام، ويوجد في ديوانه شعر كثير مدحًا ورثاءً وهجاءً في رجالات عصره من الخلفاء والوزراء والأمراء، وأكثر من مدائح أهل البيت (عليهم السلام)، والنيل من أعدائهم.

خلفاء عصره وملوكه

أدرك ابن الحجاج جمعا من خلفاء بني العباس وهم:

1- المعتمد على الله ابن المتوكل المتوفى 279.

2-المعتضد بالله أبو العباس المتوفى 289.

3-المكتفي بالله المتوفى 295.

4-المقتدر بالله المتوفى 320.

5- الراضي بالله المتوفى 329.

6-المستكفي بالله المتوفى 338.

7- القاهر بالله المتوفى 339.

8-المتقي لله المتوفى 358.

9- المطيع لله المتوفى 364.

10-الطايع لله المتوفى 393.

وعاصر من ملوك آل بويه من الذين ملكوا العراق:

1-معز الدولة فاتح العراق المتوفى سنة 356.

2-عز الدولة أبا منصور بختيار بن معز الدولة المقتول 367.

3-عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة المتوفى 372.

4- شرف الدولة ابن عضد الدولة المتوفى 379.

5-صمصام الدولة ابن عضد الدولة المقتول 388.

6-بهاء الدولة أبا نصر ابن عضد الدولة المتوفى 403.

أقوال العلماء فيه:

قال الشيخ البهائي: "في توضيح المقاصد في 27 من شهر جمادي الثانية توفي الفاضل الأديب الحسين بن أحمد المشهور بابن الحجاج وكان من أعاظم الشعراء الفضلاء وكان رحمه الله إمامي المذهب متصلبا في التشيع."

في أمل الآمل: "الحسين بن أحمد بن الحجاج الكاتب المحتسب البغدادي كان فاضلا شاعرا أديبا."

نماذج من شعره:

1- قال في مدح الإمام الرضا (عليه السلام):

يا ابن من تؤثر المكارم عنه  ** ومعاني الآداب تمتاز منه

من سمّي الرضا علي بن موسى ** رضي الله عن أبيه وعنه

2- قال في مدح الإمام علي (عليه السلام):

أنا مولى محمّد وعلي         **      والإمامين شبّر وشبير

أنا مولى وزير أحمد يا من   **      يد حبا ملكه بخير وزير

أنا مولى الكرّار يوم حنين    **      والظبا قد تحكّمت في النحور

3- و قال أيضا :

يا صاحب القبّة البيضا في النجف     **   من زار قبرك واستشفى لديك شفي

زوروا أبا الحسن الهادي لعلّكم         **    تحظون بالأجر والإقبال والزلف

زوروا الذي تسمع النجوى لديه فمن **    يزره بالقبر ملهوفًا لديه كفي

إذا وصلت فأحرم قبل تدخله          **     ملبيا واسع سعيا حوله وطف
5 حتى إذا طفت سبعا حول قبته     **     تأمل الباب تلقا وجهه فقف
وقل: سلام من الله السلام على        **     أهل السلام وأهل العلم والشرف
إني أتيتك يا مولاي من بلدي          **     مستمسكا من حبال الحق بالطرف
راج بأنك يا مولاي تشفع لي            **     وتسقني من رحيق شاني اللهف
لأنك العروة الوثقى فمن علقت      **     بها يداه فلن يشقى ولم يخف
وإن أسماءك الحسنى إذا تليت       **    على مريض شفي من سقمه الدنف
لأن شأنك شأن غير منتقص          **     وإن نورك نور غير منكسف
وإنك الآية الكبرى التي ظهرت        **     للعارفين بأنواع من الطرف

تأييد الزهراء له في الرؤيا

حدث (1) سيدنا الأجل زين الدين علي بن عبد الحميد النيلي النجفي في كتابه [الدر النضيد في تغازي الإمام الشهيد] إنه كان في زمان ابن الحجاج رجلان صالحان يزدريان بشعره كثيرا وهما: محمد بن قارون السيبي، وعلي بن زرزور السورائي، فرأى الأول منهما ليلة في الواقعة كأنه أتى إلى روضة الحسين عليه السلام و كانت فاطمة الزهراء سلام الله عليها حاضرة هناك مستندة ظهرها إلى ركن الباب الذي هو على يسار الداخل وسائر الأئمة إلى مولانا الصادق عليه السلام أيضا جلوس في مقابلها في الزاوية بين ضريحي الحسين عليه السلام وولده علي الأكبر الشهيد متحدثين بما لا يفهم، ومحمد بن قارون المقدم قائم بين أيديهم ، قال السورائي: وكنت أنا أيضا غير بعيد عنهم فرأيت ابن الحجاج مارا في الحضرة المقدسة فقلت لمحمد بن قارون: ألا تنظر إلى الرجل كيف يمر في الحضرة؟ فقال: أنا لا أحبه حتى أنظر إليه: قال: فسمعت الزهراء بذلك، فقالت له مثل المغضبة: أما تحب (أبا عبد الله)؟ أحبوه فإنه من لا يحبه ليس من شيعتنا. ثم خرج الكلام من بين الأئمة عليهم السلام، بأن من لا يحب أبا عبد الله فليس بمؤمن. قال الشيخ محمد بن قارون: ولم أدر من قاله منهم، ثم انتبهت فزعا مرعوبا مما فرطت في حق أبي عبد الله من قبل ذلك قال: ثم نسيت المنام ولم أذكره إلى أن أتيح لي بزيارة السبط الشهيد سلام الله عليه فإذا بجماعة في الطريق من أصحابنا يروون شعر ابن الحجاج فلحقتهم فإذا فيهم علي بن الزرزور وسلمت عليه، وقلت: كنت تنكر رواية شعر ابن الحجاج وتكرهها، فما بالك الآن تسمعه وتصغي إلى إنشاده؟ فقال: أحدثك بما رأيت فيما يراه النائم فقص علي بمثل ما رأيته في الطيف حرفيا وحكيته بما رأيت، ثم اتفقا على مدح الرجل وإيراد أشعاره و بث مآثره ونشر مناقبه.

وفاته:

توفّي ابن الحجّاج البغدادي (رحمه الله) في السابع والعشرين من جمادى الثانية 391 هـ بمنطقة النيل، ودفن عند رجلي الإمام الكاظم (عليه السلام) بمدينة الكاظمية، وكتب على قبره (وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيد).

الهوامش:

(1) نقله عنه بحاثة الطايفة ميرزا عبد الله الاصبهاني في (رياض العلماء)، وسيدنا (روضات الجنات) ص 239، وشيخنا العلامة الحجة النوري في (دار السلام) ج 1 ص 148، ونحن نلخص ما في (رياض العلماء).

المصدر : مركز الهدى للدراسات الإسلامية و مركز الأبحاث العقائدية