لا تدعوني ويكِ أم البنين!

الجمعة 2 مارس 2018 - 11:27 بتوقيت غرينتش
لا تدعوني ويكِ أم البنين!

ويستفاد من إيمانها وتشيعها من أن بشر بن جلذم بعد وروده المدينة نعى إليها الأربعة من أولادها قالت: قطعت نياط قلبي, أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام.

من المعروف أن أم البنين(عليها السلام) كانت في المدينة أثناء واقعة الطف وبعدها،فلمّا نادى بشير بن حذلم في المدينة وأخبر النّاس بقتل الإمام الحسين (عليه السلام)،لم تبق في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلّا برزن من خدورهنّ،ضاربات خدودهنّ،وضجّت المدينة ضجّة واحدة..يقول الراوي: ومن جملة من خرجن من المخدّرات أمّ البنين زوجة أمير المؤمنين عليه السلام ،وعلى كتفها طفل العبّاس عليه السلام ، حتّى دنت من بشير تسأله عن الحسين عليه السلام ، يقول بشير: رأيت امرأة كبيرة تحمل على عاتقها طفلاً وهي تشقّ الصفوف نحوي استقبلتني قائلة: يا بشير أعندك خبر عن الحسين عليه السلام ؟! قلت: نعم، ولكن أخبريني أنت أوّلاً من أنت لكي تسأليني عن الحسين عليه السلام ؟ قالت: يا بشير أنا أمّ البنين أنا أمّ أبي الفضل العبّاس، فعلمت أنّها ذاهلة، فأشفقت عليها، وخفت أن أخبرها بأولادها مرّة واحدة، فقلت: يا أمّ البنين- على الخبير سقطت- أمة الله عظّم الله لكِ الأجر بولدك جعفر، قالت: يا بن حذلم وهل سمعتني سألتك عن جعفر؟ أخبرني عن الحسين، قلت لها: يا أمّ البنين عظّم الله لك الأجر بولدك عثمان، قالت: يا بن حذلم أخبرني عن الحسين، قلت: يا أمّ البنين عظّم الله لك الأجر بولدك عبد الله، قالت: يا بن حذلم قلت لك أخبرني عن الحسين، فقلت لها: يا أمّ البنين عظّم الله لك الأجر بولدك أبي الفضل العبّاس،لمّا سمعت بذكر العبّاس وضعت يدها على قلبها ثمّ قالت: يا بن حذلم لقد قطّعت نياط قلبي أخبرتني بقتل أربعة من أولادي ولكن إعلم أنّ جميع أولادي ومن تحت السماء فداء لأبي عبد الله الحسين، يا بشر أخبرني عن الحسين، عند ذلك قال لها: يا أمّ البنين عظّم الله لكِ الأجر بالحسين، فلقد خلّفناه بأرض كربلاء جثّة بلا رأس، عند ذلك صاحت: وا ولداه وا حسيناه..”،ولمّا دخلت على زينب (عليها السلام) صاحت زينب (عليها السلام) بوجهها وا عبّاساه، فصاحت أمّ البنين: وا حسيناه..ولما رجعت نساء أهل البيت (عليهم السلام) من كربلاء إلى المدينة أقمن العزاء في بيتها,لأنها لم تحضر كربلاء وحزنها لم ينقطع على الحسين وإخوته (عليهم السلام) وكانت تذهب كل يوم إلى البقيع ترثيهم بتفجّع حتى ان مروان على قساوة قلبه كان يبكي لرثائها,وكانت تخاطب النساء اللائي ينادينها أم البنين:”لا تدعونّي ويكِ أم البنين …” ولم يخبأ أنينها حتى فارقت الدنيا بلوعة.

عن أبي جعفر (عليه السلام):”..وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها, فيجتمع الناس إليها يسمعون منها, فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك,فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي”.

ويستفاد من إيمانها وتشيعها من أن بشر بن جلذم بعد وروده المدينة نعى إليها الأربعة من أولادها قالت: قطعت نياط قلبي, أولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام.

وفاتها (عليها السلام)

توفيت أم البنين(عليها السلام)في الثالث عشر من جمادى الآخرة كما أسلفنا،ولكن السؤال المتبادر هنا أ قتلت ام لا؟ وبخاصة وان مؤامرات الاعداء الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر من الحزب الأموي نالت الكثير من المخلصين..ومن هنا لا نعلم شيئاً عن سبب وفاة السيدة أم البنين،مع العلم بأنها كانت تفضح بني أمية الذين قتلوا الحسين (عليه السلام)…وقد اسس معاوية جند العسل كما هو معروف وقد قتلوا مالك الأشتر (رضوان الله عليه) وكثيراً من الأبرياء بالسم حتى صار عادة.

المصدر : المراقب العراقي