قُمْ وجَدِّدْ رِوايةَ الحُزْنِ عَهْدَا *** واندُبِ المَرأَةَ التَّليدَةَ مَجْدَا
ناعيَ الطفِّ في المدينةِ قَبْلَاً *** عاوِدِ النَّعْيَ في زمانٍ تردَّى
وَانشِدِ الشٍّعرَ بالأنينِ بُكاءً *** في التي ناصَرَتْ حُسينَ المُفَدّى
قدَّمتْ صَفوةَ الكِرامِ فِداءً *** يومَ عاشورَ حينَ واسَتْهُ وُلْدا
همْ بَنو زوجِها العظيمِ وصيّاً *** كانَ للدِّينِ بعدَ أحمدَ غِمْدَا
هي اُمُّ البنينَ طابَتْ عطاءً *** ولِبنْتِ النبيِّ كانتْ مَوَدّا
ناصَرَتْ ثورةَ الحسينِ إماماً *** وفَدَتْ دُونَهُ البواسلَ اُسْدَا
يومَ عبَّاسِها أعَزَّ البَرايا *** رابِطُ الجأشِ للجُيوشِ تَحدّى
في الوغى بدَّدَ الجُموعَ ذئاباً *** وازاحَ العِدى عن الماءِ وِردا
واشتهى الشِرْبَ ظامئاً وجَفَاهُ *** كيف يَروي الحَشا ويُبْرِدُ كِبْدا؟
والحسينُ الحبيبُ يرجُو مَجيئاً *** لأخٍ ذابَ في الفَضائلِ عَبْدا
نعُمَتْ عينُ مَنْ حَبَتْهُ وَفاءً *** ورضِاعاً بكلٍّ نُبْلٍ تَبدَّى
فَلمِثلِ العباسِ تَدنُو رِقابٌ *** وإليهِ خيرُ الأزاهيرِ تُهْدَى
ولاُمِّ العباسِ زَوجِ عَليٍّ *** أجمَلُ الشُكرِ وارِفاً لن يُعَدَّا
هي جادتْ بأربعٍ هم بَنُوها *** ثلةُ الطُّهرِ والمُضحُّونَ وَجْدا
أمَةُ اللهِ يا عُلاها مَكاناً *** مَعَ طه وفاطمٍ هيَ سُعْدَى
في جِنانٍ عباسُ فيها عظيمٌ *** حازَ فيها المُنى وخَيرَاً مَرَدّا
.......................
بقلم : حميد حلمي زادة
11 جمادى الثانية 1439
28 شباط/فبراير 2018