إسمها ونسبها عليها السّلام
هي فاطمة بنت حزام وهو أبو المحل بن خالدّ بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، وأمها ثمامة بنت سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأمها عمرة بنت الطّفيل فارس فرزل بن مالك الاحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب، وأمها أُمّ الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
أمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب، وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت وهب بن نمير بن نصر بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت أسد بن خزيمة، وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الأعز بن قيس بن ثعلبة بن عكاسة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن زار، وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلب وأمها بنت ذي الرّأسين وهو خشيش بن أبي عصم بن سمح بن فزارة وأمها بنت عمرة بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الرّيت بن غطفان.
تأريخ ومحل ولادتها عليها السّلام
ولادتها على الأرجح في السّنة الخامسة للهجرة الشّريفة على أشهر الرّوايات.
كناها وألقابها عليها السّلام
كناها عليها السّلام:
1-أُمّ العبّاس
2 - أُمّ البنين, وكنيتها بأمّ البنين على كنية جدتها من قبل آباء الأُمّ.
ألقابها عليها السّلام:
لقّبها الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام بأُم البنين، لمّا التمست منه أن يلقّبها بلقب يناديها به، ولا يناديها باسمها، لئلا يتذكّر الحسنان عليهما السّلام أُمَّهما فاطمة عليها السّلام يوم كان يناديها في الدّار. ومما يظهر أن لفظ أُمّ البنين أصبح كنية ولقباً لها عليها السلام.
سبب تسميتها بأم البنين عليها السّلام
سبب تسميتها بأم البنين؛ لأنّها كُنّيت بـ " أُمّ البنين " تشبّهاً وتيمّناً بجدّتها ليلى بنت عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، حيث كان لها خمسة أبناء أكبرهم أبو براء مُلاعب الأسنّة، وقد قال لبيد الشّاعر للنعمان ملك الحيرة مفتخراً بنسبه ومشيراً إليها:
نـحن بنو أُمّ البنين الأربـعه
ونـحن خيرُ عامر بنِ صعصعه
الضّـاربونَ الهامَ وسطَ المجمعه
سبب غلبة كنيتها على اسمها عليها السّلام
أما في غلبة الكنية على إسمها ، فهو التّماسها أن يقتصر أميرُ المؤمنين عليه الصّلاة والسّلام في ندائِه عليها، على الكنية، لئلاّ يتذكّر الحسنانِ عليهما الصّلاة والسّلام أمَّهما فاطمة صلوات الله عليها يوم كان يناديها في الدّار، إذْ أنّ اسم أُمّ البنين هو ( فاطمة ) الكلابيّة من آل الوحيد، وأهلُها هم من سادات العرب وأشرافهم وزعمائهم وأبطالِهم المشهورين، وأبوها أبو المحلّ واسمُه حزام بن خَالدّ بن ربيعة..
فأمّ البنين عليها السّلام تنحدر من آباء وأخوال عرفهم التّاريخ وعرّفهم بأنّهم فرسان العرب في الجاهليّة، سطّروا على تلك رمال الصّحراء الأمجاد المعروفة في المغازي فتركوا النّاس يتحدثون عن بسالتّهم وسؤددهم، حتّى أذعن لهم الملوك، وهمُ الذّين عناهم عقيلُ بن أبي طالب بقوله لأخيه الإمام عليّ سلام الله عليه: ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.
اسرة أُمّ البنين عليها السّلام
مما لا يختلف اثنان في شجاعة قومها وبسالتّهم ونجدتهم وإقدامهم في ساحة الحرب والميدان فمنهم مالك بن البراء ملاعب الأسنة ومنهم عامر بن الطّفيل وهو يضمون الكرم والسّخاء إلى النّجدة والفروسية وفي قول عقيل لأخيه الإمام علي عليه السّلام لمّا أراد الزّواج فأشار عليه بأم البنين..
قال الإمام عليّ عليه السّلام مخاطبا عقيل وكان نسابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم ،"أبغني امرأة قد ولدتها الفحول من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً أسداً..فقال له عقيل: أين أنت من فاطمة بنت حزام بن خالدّ الكلابية فإنّه ليس في لعرب أشجع من آبائها ولا أفرس.. "
فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنّجدة والشّهامة، وقد اشتهر جماعة بالنّبل والبسالة منهم:
عامر بن الطّفيل
وهو أخو عمرة الجدة الأولى لأمّ البنين، وكان من ألمع فرسان العرب في شدّة بأسه، وقد ذاع اسمه في الأوساط العربية وغيرها، وبلغ من عظيم شهرته أن قيصر إذا قدم عليه وافد من العرب فإن كان بينه وبين عامر نسب عظم عنده، وبجّله وأكرمه، وإلا أعرض عنه.
عامر بن مالك
وهو الجدّ الثّاني للسيّدة أُمّ البنين، وكان من فرسان العرب وشجعانهم ولقّب بملاعب الأسنّة لشجاعته الفائقة، وفيه يقول الشّاعر:
يـلاعب أطـراف الأسـنة عامر * فـراح له حظّ الكتائب أجمع
وبالإضافة إلى شجاعته فقد كان من أباة الضّيم، وحفظة الذّمام ومراعاة العهد، ونقل المؤرّخون عنه بوادر كثيرة تدلّل على ذلك.
الطّفيل
وهو والدّ عمرة الجدّة الأولى لأمّ البنين كان من أشهر شجعان العرب، وله أشقّاء من خيرة فرسان العرب، منهم ربيعة، وعبيدة، ومعاوية، ويقال لأمّهم (أمّ البنين) وقد وفدوا على النّعمان بن المنذر فرأوا عنده الرّبيع بن زياد العبسي، وكان عدوّاً وخصماً لهم، فاندفع لبيد وقد تميّز من الغيظ فخاطب النّعمان:
يـا واهب الخير الجزيل من سعة * نحـن بـنو أُمّ البنين الأربعة
ونحن خير عـامر بن صعصعة * المطعمون الجـفنة المدعدعة
الضّاربون الهام وسط الحيصعة * إليـك جـاوزنا بلاداً مسبعة
تخبر عـن هـذا خبيراً فاسمعه * مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
فـتأثّر النّعمان للربيع، وأقصاه عن مسامرته، وقال له:
شـرّد برحلك عنّي حيث شئت * ولا تكثر عليّ ودع عـنك الأباطيلا
قد قيـل ذلك إن حقاً وان كذبا * فـما اعـتذارك في شيء إذا قيلا
ودلّ ذلك على عظيم مكانتهم، وسموّ منزلتهم الاجتماعية عند النّعمان فقد بادر إلى إقصاء سميره الرّبيع عن مسامرته.
عروة بن عتبة
وهو والدّ كبشة الجدّة الثّانية لأم البنين، وكان من الشّخصيات البارزة في العالم العربي، وكان يفد على ملوك عصره، فيكرّمونه، ويجزلون له العطاء، ويحسنون له الوفادة.
هؤلاء بعض الأعلام من أجداد السّيّدة الكريمة أُمّ البنين، وقد عرفوا بالنّزعات الكريمة، والصّفات الرّفيعة، وبحكم قانون الوراثة فقد انتقلت صفاتهم الشّريفة إلى السّيّدة أُمّ البنين ثمّ منها إلى أبنائها الممجدين.
مولدها ونشأتها عليها السّلام
كان حزام بن خالدّ بن ربيعة في سفر له مع جماعة من بني كلاب، نائم في ليلة من الليالي فرأى فيما يرى النّائم كأنه جالسّ في أرض خصبة وقد انعزل في ناحية عن جماعته وبيده درة يقلبها وهو متعجب من حسنها ورونقها وإذا يرى رجلاً قد أقبل إليه من صدر البرية على فرس له، فلمّا وصل إليه سلم فرد عليه السّلام، ثمّ قال له الرّجل: بكم تبيع هذه الدّرة ؟ وقد رآها في يده, فقال له حزام: اني لم أعرف قيمتها حتى أقول لك, ولكن أنت بكم تشتريها ؟ فقال له الرّجل: وأنا كذلك لا أعرف لها قيمة, ولكن إهدها إلى أحد الأمراء وأنا الضّامن لك بشيء هو أغلى من الدّراهم والدّنانير. قال: ما هو ؟ قال: اضمن لك بالحظوة عنده والزّلفى والشّرف والسّؤدد أبد الآبدين. قال حزام: أتضمن لي بذلك ؟! قال: نعم. قال: وتكون أنت الواسطة في ذلك ؟ قال: وأكون أنا الواسطة, أعطني إياها. فأعطاه إياها.
فلما انتبه حزام من نومه قص رؤياه على جماعته وطلب تأويلها فقال له أحدهم: ان صدقت رؤياك فانك ترزق بنتا ويخطبها منك أحد العظماء وتنال عنده بسببها القربى والشّرف والسّؤدد.
فلما رجع من سفره، وكانت زوجته ثمامة بنت سهيل حاملة بفاطمة أُمّ البنين ، وصادف عند قدوم زوجها من سفره كانت واضعة بها ، فبشروه بذلك فتهلل وجهه فرحاً وسر بذلك، وقال في نفسه قد صدقت الرّؤيا، فقيل له ما نسميها فقال لهم سموها: (فاطمة) وكنوها: (أم البنين) وهذه كانت عادة العرب يكنون المولود ويلقبونه في الوقت الذّي يسمونه فيه وهو يوم الولادة.
وقد أقر الإسلام هذه العادة وأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله بها، كما لقب وكنى الحسن والحُسين رضي الله عنهما فكنية الحسن (أبو محمد) ولقبه (المجتبى) وكنية الحُسين (أبو عبد الله) ولقبه (السّبط) وجعلها صلّى الله عليه وآله سنة في أمته وذلك لئلا يكنى المولود بكنية غير طيبة ويلقب بلقب غير حسن، بحيث لو خوطب المكنى أو المقلب به تشمئز نفسه ويغضب بذلك . ومن هنا أشار الله عزّ وجلّ في محكم كتابه المجيد بقوله: {ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق}
فنشأت أُمّ البنين في حضانة والدّين شفيقين حنونين هما حزام بن خالدّ بن ربيعة، وثمامة بنت صهيل بن عامر، وكانت ثمامة أديبة كاملة عاقلة، فأدبت ابنتها بآداب العرب وعلمتها بما ينبغي أن تعلمها من آداب المنزل وتأدية الحقوق الزّوجية وغير ذلك مما تحتاجه في حياتها العامة. وقد قال شاعر النّيل حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعـددتـها أعـددت شـعباً طيـب الأعراق
كما وكانت أُمّ البنين لها قابلية للتعليم، فقد وهبها الله عزّ وجلّ نفساً حرة عفيفة طاهرة وقلباً سليماً زكياً طيباً ورزقها فطنة وذكاء، وعقلاً رشيداً أهلها لمستقبل سعيد.
فلما كبرت وبلغت مبالغ النّساء كانت مضرب المثل، لا في الحسن والجمال والعفاف فحسب، بل وفي العلم والآداب والأخلاق، بحيث اختارها عقيل بن أبي طالب لأخيه أمير المؤمنين عليه السّلام ، وما ذلك إلا أنها كانت موصوفة بهذه الصّفات بين نساء قومها بالآداب الحسنة والأخلاق الكاملة، علاوة على ما هي فيه من النّسب الشّريف والحسب المنيف مما جعل عقيل بن أبي طالب يرى فيها الكفاءة بأن تكون قرينة أخيه أمير المؤمنين عليه السّلام وشريكة حياته.
أولادها عليهم السّلام
رزقت من عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام بأربعة من البنين :
1-العبّاس بن علي بن أبي طالب المولود 4 شعبان 26هـ حيث كان أول مولود لها وهو سيدنا المعظم أبو الفضل, وحينما بشر الأمام "ع" بهذا المولود المبارك سارع الى الدّار ,وأوسعه تقبيلا,وأجرى عليه مراسيم الولادة الشّرعية فأذن في أذنه اليمنى ,وأقام في أذنه اليسرى, لقد كان أول صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد الايمان والتّقوى في الارض. وقد سماه امير المؤمنين "ع" عباس تفاؤلا بشجاعته وصولته في الحروب, فأن العبّاس من أسماء الأسد الغضبان. وألقابه كثيره منها ما كان يلقب به قبل واقعة الطّف "قمر بني هاشم" ومنها ماعرف به يوم الطّف " السّقاء -ساقي العطاشى- بطل العلقمي - حامل اللواء - كبش الكتيبه... واستشهد وله أربع وثلاثون سنة.
2-عبد الله بن علي بن أبي طالب, عاش مع أبيه ست سنين, ومع أخيه الحسن"ع"ستة عشرة سنه,ومع أخيه الحُسين"ع" خمسة وعشرون سنة, وتلك مدة عمره يوم الطّف, ولا عقب له.
3-عثمان بن علي بن أبي طالب ولد بعد أخيه عبدالله بأربع سنين فعمره يوم الطّف إحدى وعشرون سنة, وقيل كان يوم الطّف ابن ثلاث وعشرين سنة, وقد قتل ولا عقب له.
4-جعفر بن علي بن أبي طالب وهو أصغرهم يوم الطّف, ولد بعد أخيه عثمان بنحو سنتين, فعمره يوم الطّف تسع عشرة سنة, وقتل ولا عقب له.
المصدر: موقع القائم(عج)