الى اللهِ أرفَعُ ما أشعرُ ***** من الوجدِ بل كلَّ ما اَزفِرُ
عجبتُ لصبركِ اُمَّ البنين ***** وفي صبركِ العجبُ المُبهِرُ
تقولُ فداً للامامِ الحسين ***** نفسي ورهطيَ والمَنحرُ
وكلُّ نفيسِ لنهضتهِ ***** وِقاءٌ ووُلْدِي هم المَظهرُ
ابو الفضلِ رائدُهم للحُتُوف ***** يشقُّ الصفوفَ ولايُقهَرُ
ورايَتُهُ تستحِثُّ الاُباة ***** لكي يستقيموا لكي ينصُرُوا
فذلك شأنُ الذين سعَوا ***** الى المكرُماتِ ولم يَخسَروا
سلُوا كربلاء ستُنبئْكُمُ ***** ببأسِ السُّراةِ وما سطَّروا
ملاحمَ تبقى طوالَ السنين ***** شموعاً تنيرُ هدىً تنشُرُ
وامُّ البنينِ مُربِّيةٌ ***** أَعدّتْ كُماةً هم الأقمُرُ
تربَّوا بحجرٍ كريمٍ طَهور ***** من امٍّ فَدَتْ وأبٍ يُكْبَرُ
أبوهم عليٌّ زعيمُ التقى ***** ونفسُ محمدَ والمَفخَرُ
لهذا بَنُوهُ نجومٌ زهَتْ ***** واَكبرُهُم قمَرٌ أزهَرُ
سلامٌ على زوجةِ المرتضى ***** تزفُّ بنيها ولا تُخْسِرُ
الى الخلدِ مع دمعةٍ طُهْرةٍ ***** تواسي بها فاطماً تَنذُرُ
كأَنّي بفاطمةٍ تستحي ***** من امِّ البنينِ فلا تنظُرُ
وتذرفُ أدمُعَها لوعةً ***** تعزّي بها اُختَها تشكُرُ
سلامٌ عليها بقلبٍ حزين ***** يَرى قبرَها حاسِراً يُنحَرُ
كأنَّ بني الجهلِ في يومِنا ***** يوَدُّون لو أنّهُ يُضمَرُ
فلا اُمةُ الخيرِ يعرِفْنها ***** ولا مجدُها في الورى يُذكَرُ
وإنّا وإنْ لامَ باغٍ هناك ***** وأرضُ النبوّةِ تستنفِرُ
نحُجُّ إليها بأدمُعِنا ***** ونندبُها حيثما تُذكَرُ
ونندبُ عبّاسَها والسُّراة ***** بَنيها وهم قممٌ تُؤسِرُ
سلامٌ على امّهاتِ العراق ***** يواسينَها بفِداً يُظفِرُ
ببذلِ البنينِ كأُمِّ البنين ***** لحفظِ مراقدَ مَنْ طُهِّرُوا
وتكرارِ تضحيةِ الصابرين ***** وإنَّ العراقَ لَمُستَنْفَرُ
أحاطَ به كلُّ باغٍ عنيد ***** يقوِّضُ سِلماً ويستهتِرُ
ولكنَّ أبناءَ ساقي الفُرات ***** فِداً زاحفون ولم يُدبِروا
فهم للحسينِ العظيمِ وِقاً ***** وأرواحُهُم دُونَهُ تُصْهَرُ
................
بقلم : حميد حلمي زادة
10 جمادى الثانية 1439
27 فبراير 2018