عند حصول الطالب على شهادة الباكالوريا أو الثانوية العامة، فإنه يكون أمام خيار مؤثر في حياته فالدراسة المناسبة ستكون بابا لمهنته المستقبلية، الاختيار غالبا ما يكون صعبا، ما بين مؤهلات الطالب وأحلام المستقبل.
"ماذا سأدرس؟" سؤال يطرحه الكثير من الطلبة، خاصة وأن ظروفا كثيرة منها ما هو اقتصادي أو اجتماعي أو تعليمي تلعب دورا في هذا الاختيار. فمع حصول بعض الطلبة على نقط متدنية في شهادة الثانوية العامة، تنغلق أمامهم أبواب بعض التخصصات الدراسية التي كانوا يودون دراستها في الجامعة، إضافة إلى العامل الاقتصادي الذي يدفع الطلبة إلى عدم دراسة تخصصات معينة تكون مدة دراستها طويلة ومكلفة.
فكيف يمكن أولا تحديد الخيار الدراسي؟ أولا ينبغي أن يسأل الطالب نفسه عن الأشياء التي يشعر فيها بالمتعة عندما يقوم بها، فالدراسة ستقود إلى مهنة سترافقك طوال حياتك، وبالتالي ينبغي أن تكون سعيدا عند القيام بها. فمثلا إذا كنت تستمتع بالتواصل مع الناس، فإنه سيكون من الجيد أن اختيار تخصص دراسي يقود إلى مهنة تواصلية.
السؤال الثاني الذي ينبغي طرحه " ما هي اهتماماتي؟"، فإذا كان للطالب عدة اهتمامات، فينبغي الجمع بينها، مثلا إذا كان الطالب يهتم بالثقافات الأجنبية والجغرافيا والسياسة، فسيكون مفيدا له أن يختار دراسة التعاون الإنمائي بين الدول أو العلاقات الدولية.
خطوة أخرى مهمة تكمن في تعرف الطالب على مواهبه، فإذا أراد طالب مثلا أن يختار دراسة الهندسة لكنه غير موفق في الرسم، فإنه من الأفضل أن يتجنب هذا التخصص. أو إن أراد مثلا طالب دراسة الطب بينما لا يحب مواد العلوم الطبيعية، فمن الأفضل له عدم الإقدام على هذا الاختيار.
ينبغي للطالب أيضا ألا يقتصر تفكيره على اتجاه دراسي واحد، وإنما أن يضع نصب عينيه عدة خيارات من الممكن له أن ينجح فيها. كما لا ينبغي أن ينحصر تفكيره في الاختيارات الدراسية، بل يبقى مهما أيضا أن يعرف أين يمكن أن يدرس التخصص المناسب، و ماهي الجامعة المناسبة ذات السمعة الجيدة في ذلك التخصص.
في آخر المطاف إذا لم يستطع الطالب أن يتوصل إلى خيار مناسب له، فينبغي له التوجه إلى الجامعة للحصول على مساعدة توجيهية، حيث توجد في الجامعات مكاتب خاصة بتوجيه الطلبة. كما توفر الجامعات قاعدة بيانات لتخصصاتها بشكل تفصيلي .
كما ينصح الموجهون الطلبة بحضور محاضرات تجريبية، للدراسات التي يودون دراستها حتى يأخذوا فكرة عن قرب حول تلك التخصصات. أما بالنسبة للطلبة الذين يريدون دراسة تخصص معين ولم تمكنهم النقط التي حصلوا عليها من دراسته، فإن البحث عن جامعات في نفس التخصص في دول أخرى، تمكنهم من ذلك. إذ يختلف المعدل المطلوب لدخول تخصص معين كالطب من دولة إلى أخرى.
104