ونقطة انطلاق نهر النيل هي بحيرة فيكتوريا اكبر بحيرة في العالم من حيث قوة ينابيع المياه فيها التي تقدّر بأكثر من 150 مليار متر مكعب في الـ 24 ساعة.
لكن مشكلة بحيرة فيكتوريا انها محاطة بغابات، وان المياه تذهب هدرا منها نحو الغابات، وان اثيوبيا ليس لديها القدرة الفنية والتقنية والعلمية على استيعاب بحيرة فيكتوريا والاستفادة منها، باستثناء ان المياه تفيض منها وتصبّ في مجرى نهر النيل، وهو اكبر نهر في افريقيا، وتستفيد منه اثيوبيا للريّ ومياه الشفة للشعب الاثيوبي البالغ تعداده 140 مليوناً واستعماله للزراعة، فيما يكمل طريقه نحو السودان الذي يستفيد ايضا من المياه للزراعة بكميات كبيرة، ومع ذلك يصل بنسبة متواصلة الى مصر بقوة ضخمة حيث هنالك السد العالي في مصر الذي بناه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ويقوم السد العالي بتوزيع المياه على الزراعة، وبخاصة على الشعب المصري البالغ تعداده 110 ملايين نسمة.
قررت اثيوبيا اقامة اكبر سد في افريقيا والمنطقة وهو يأتي ثاني سد للمياه بحجمه بعد سد اتاتورك في تركيا. وستنتج اثيوبيا من سد النهضة اكبر قوة كهربائية تستطيع انتاج الكهرباء لاثيوبيا والسودان ومصر والصومال و14 دولة افريقية اخرى، لان الطاقة الكهربائية التي سيولدها سد النهضة اذا تم بناؤه بشكل كامل تصل الى اكثر من 18 مليون ميغاوات.
واذا اردنا المقارنة، فان مثلا حاجة لبنان بكامله هي 3 الاف ميغاوات، فيما طاقة انتاج سد النهضة في اثيوبيا هي 18 مليون ميغاوات، وتريد اثيوبيا ان تكون مصدرا لبيع الكهرباء لكامل افريقيا، انما المشكلة وقعت الان مع مصر، فمصر تعتبر ان نهر النيل هو حبل النجاة لها، وان الزراعة والري، اضافة الى توزيع مياه الشفة في مصر، بخاصة العاصمة القاهرة التي يسكنها حوالى 20 مليون نسمة، تأتي من السد العالي، اضافة الى ان مصر مدت انابيب مياه تحت قناة السويس في اتجاه سيناء.
لذلك ابلغت مصر اثيوبيا بأنها لا تقبل اقامة سد النهضة في اثيوبيا لانه سيؤدي الى حجب قسم كبير من المياه عن مصر ولأن نهر النيل سيكون هو مصدر تعبئة سد النهضة، وان سد النهضة ستسحب منه اثيوبيا كميات ضخمة من المياه لريّ كامل الاراضي الاثيوبية وتوزيعها في كامل دولة اثيوبيا، وكما قلنا فان عدد سكان اثيوبيا هو 140 مليون نسمة ويحتاجون الى نصف حجم المياه في سد النهضة.
مصر حاولت الاتفاق مع اثيوبيا في شأن سد النهضة لكن لم تصل الى نتيجة، اما السودان فبقي على الحياد. وهددت مصر ارسال طائرات «اف-16» وقصف سد النهضة بالقنابل، لكن الولايات المتحدة والقيادة العسكرية الاميركية طلبت من الرئيس المصري الفريق عبد الفتاح السيسي عدم القيام بعمل عسكري ضد اثيوبيا والسعي للحوار مع اثيوبيا لحل قضية المياه.
مصر تقول ان اثيوبيا من خلال شلالات بحيرة فيكتوريا تستطيع توليد طاقة كهربائية تصل الى اكبر من توليد الكهرباء عبر سد النهضة، لكن اثيوبيا لا تريد صرف الاموال في غابات حول بحيرة فيكتوريا، فاختارت اقامة سد النهضة قرب الحدود مع السودان، مما سيؤثر في جريان المياه في نهر النيل نحو مصر.
وفي المعلومات ان مصر ستشهد حالة نقص في المياه سنة 2025 ما لم يتم ترك نهر النيل بقوته الحالية، اضافة الى ان السد العالي الذي اقامه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بات سدا صغيرا نسبة الى السدود في العالم، ومصر تريد بناء سد جديد ضخم تقوم بتعبئته من مياه النيل ويكفي لحوالى 200 مليون مواطن، اي يكفي لسنة 2045.
اثيوبيا لن توقف العمل بسد النهضة
اثيوبيا ردت بأنها لن توقف العمل في سد النهضة، وان السد لن يمنع المياه عن مصر وسترسل كميات من نهر النيل الى مصر. السودان اعلن حياده في صراع اثيوبيا ومصر والقيادة المصرية امام قرار خطر، اما ان تقبل اثيوبيا عدم وقف مياه النيل كاملا من السير نحو مصر، وتعبئة سد النهضة تدريجيا وخلال سنوات فيما اثيوبيا تريد ان تملأ سد النهضة خلال سنة، وهذا سيؤدي الى قطع 50 في المئة من مياه النيل عن مصر، ولذلك قررت مصر التهديد بقصف سد النهضة بقنابل ضخمة تحملها طائرات اف -16.
لا حل في الافق، اثيوبيا مصرة على اقامة السد وجعله يمتلىء بالمياه من نهر النيل، وتعتبر ان 50 في المئة من نهر النيل تكفي مصر خلال تعبئة سد النهضة وبعده، فيما مصر لا تقبل الا أن تستعمل اثيوبيا 20 في المئة من نهر النيل ويصل الى مصر 80 في المئة من مياهه. وان مصر خلال 3 سنوات ستقيم سدا ضخما يتّسع لـ 46 مليار متر مكعب يكون قادراً على تأمين مياه الزراعة ومياه الشرب ومياه الريّ الى كامل مصر، وعلى اثيوبيا ان لا تقطع 50 في المئة من نهر النيل خلال الثلاث السنوات لاقامة السد الجديد في مصر.
اذا استمر الوضع كذلك فالحرب ستحصل بين مصر واثيوبيا، رغم عدم وجود حدود قتالية مشتركة، لكن مصر لديها القدرة الجوية على قصف سد النهضة.
لكن الولايات المتحدة لا تسمع بضرب اثيوبيا بالطائرات المصرية.. فماذا سيحصل؟
* الديار