السيد علي الصدر
أصحاب الامام المهدي(ع)ثُلّة طيّبة ، وصفوة مهذبّة ، من خيرة الخلق ذوى الكفاءة التامّة ، واللياقة الكاملة ، لصحبة الامام ، وتدبير المهام ، وإدارة الكرة الأرضيّة ، والدولة العالميّة. وقد وردت أحاديث متضافرة من الفريقين في بيان مدحهم وعظيم مقامهم. وتفيد أنهم تُطوى لهم الأرض ، ويُذلّل لهم كلُّ صعب ، وأنّهم جيش الغضب لله تعالى، وأنهم خيار الأمّة مع أبرار العترة ، والفقهاء القضاة ، وأنهم أفضل من أصحاب الأنبياء،وأنهم أولوا البأس الشديد الذين وعد الله تعالى أن يسلّطهم على اليهود في قوله تعالى : { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } (سورة الإسراء ، الاية ٥.). وأنهم الأمة المعدودة الموعودة في قوله تعالى : ﴿ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ ﴾ (سورة هود ، الاية ٨)( عصر الظهور ، ص ٢١۰). وفي الحديث :
" ينهض (ع)في خمسة آلاف من الملائكة، جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرّق الجنود في البلاد ." (الارشاد ، ج ١ ، ص ٣٨۰)
وقد سمّاهم رسول الله ( ص ) بإخوانه مصابيح الدجى (بصائر الدرجات ، ١۰٤.)
وفي حديث الامام الصادق (ع):
"ويكون قيامه مع عمامة رسول الله( ص) ودرعه ، وسيف ذي الفقار ، مع أصحابه الذين هم رجال كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله أشدُّ من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها ،لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ خرَّبوها ،كأنَّ على خيولهم العقبان، يتمسّحون بسرج الامام( عليه السلام) يطلبون بذلك البركة، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب ، ويكفونه ما يريد فيهم.رجال لا ينامون الليل، لهم دويُّ في صلاتهم كدويِّ النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم ، ويصبحون على خيولهم ،رهبان بالليل، ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيّدها، كالمصابيح كأنَّ قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم:" يا لثارات الحسين."( البحار ، ج٥٢ ، ص٣۰٨)
وفي حديث أميرالمؤمنين (ع)في جيش الغضب :
"اُولئك قوم يأتون في آخر الزمان، فزع كقزع الخريف، والرجل والرجلان والثلاثة من كلِّ قبيلة حتى يبلغ تسعة،أما والله إنّي لأعرف أميرهم وإسمه ، ومناخ ركابهم ."(الغيبة للشيخ النعماني،ص٣١٢)
وفي حديث الامام الصادق (ع):
« إِذَا أُذِنَ الاِْمَامُ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْعِبْرَانِيِّ ، فَأُتِيحَتْ لَهُ صَحَابَتُهُ الثَّلاَثُمِائَةِ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ ، قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِيفِ ، فَهُمْ أَصْحَابُ الاُْلْوِيَةِ. مِنْهُمْ مَنْ يُفْقَدُ عَنْ فِرَاشِهِ لَيْلاً فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَى يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً يُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَحِلْيَتِهِ وَنَسَبِهِ. قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَيُّهُمْ أَعْظَمُ إِيمَاناً ؟قَالَ : الَّذِي يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً،وَهُمُ الْمَفْقُودُونَ،وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:﴿ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا﴾."(سورة البقرة ،الآية١٤٨)( الغيبة الشيخ النعماني، ص٣١٣)
وقد جاء مدحهم وذكر عددهم وأسمائهم في خطبة البيان الشريفة التي ورد فيها :
"ألا وإنّ المهدي أحسن الناس خُلقاً وخلقةً، ثم إذا قام يجتمع إليه أصحابه على عدّة أهل بدر وأصحاب طالوت، وهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً.كلّهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم، مثل زُبُر الحديد، لو أنّهم همّوا بازالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها.فهم الذين وحّدوا الله تعالى حقّ توحيده ، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزناً من خشية الله تعالى. قُوّام الليل ، صُوّام النهار ، كأنما ربّاهم أبٌ واحد وأمّ واحدة ، قلوبهم مجتمعة بالمحبّة والنصيحة.ألا وانّي لأعرف أسمائهم وأمصارهم.فقام إليه جماعة من الأصحاب ، وقالوا : نسألك بالله وبابن عمّك رسول الله (ص) أن تسمّيهم بأسمائهم وأمصارهم ، فلقد ذابت قلوبنا من كلامك ؟فقال (ع): اسمعوا أُبيّن لكم أسماء أنصار القائم ، إنّ أولهم من أهل البصرة ، وآخرهم من الأبدال ." ثمّ عدّهم ، وذكر بلادهم ثمّ قال (ع):"هؤلاء يجتمعون كلّهم من مطلع الشمس ومغربها ، وسهلها وجبلها. يجمعهم الله تعالى في أقلّ من نصف ليلة، فيأتون إلى مكّة."
"ولقد أجاد في ترتيب ذكر هؤلاء الأصحاب الطيّبين مع ذكر بلادهم وقبائلهم وتوضيح ذلك في كتاب الامام المهدي من المهد إلى الظهور ، بيّن فيه عدد الأفراد من كلّ بلد أو قبيلة، أسماء البلاد أو القبائل ، أسماء اولئك الأصحاب، بشرح وتوضيح ننقله نصّاً بكمّه وكيفه، أسماء البلاد ، أسماء الأصحاب و القبائل:
أرمينية (إسم منطقة واسعة جداً ، تشمل مُدن كثيرة ، قسمٌ منها في ايران ، وقسم منها في تركيا) أحمد وحسين؛الإسكندريةحسن ومحسن وشبيل وشيبان؛ اصفهان يونس ؛ الإفرنج (هم الفرنسيون بصورة خاصَّة ، أو الأوروبيون بصورة عامة)علي وأحمد؛ألومة (بلد في دِيار هذيل ، كما في(معجم البلدان) معشر ؛ الأنبار(بلدة في العراق ، تقع بالقرب من الحدود العراقية ـ السورية) علوان؛ أنطاكية (مدينة في سوريا) عبدالرحمن ؛ أوال(هو الاسم السابق للبحرين) عامر وجعفر ونصير وبكير وليث؛ أوس(إسم قبيلة عربيَّة مِن الأزد ، يَمانيّة) محمد؛ بالس(قرية في سوريا) نصير؛ بدو اعقيلمنبه وضابط وغربان(عريان ، أو عزبان) ؛ بدو اغيرعمرو(وفي نسخة : عمر) بدو شيباننهراش ؛ بدو قسينجابر؛ بدو كلابمطر؛ بدو مصرعجلان ودراج ؛ برعة(قرية في ضواحي الطائف) يوسف و داود وعبدالله؛ البصرة علي ومحارب؛ بَلخ (مدينة في أفغانستان )حسن؛ بلست (قرية من قرى الاسكندرية )عبدالوارث؛ البلقاء (مدينة في الأردن) صادق؛ بيت المقدس بشر وداود وعمران ؛ البيضاء (اسم لعدة مدن وقرى ، منها : مدينة في ايران ، ومدينة في بلاد المغرب الأقصى ، ومدينة في ليبيا ، ومدينة في جنوب اليمن، والله العالم بالمقصود) سعد وسعيد؛ تُستَر (معرّب شوشتر) أحمد وهلال؛ تفليس(وتُعرب أيضاً بـ ( تبيليسي ) وهي اليوم عاصمة جمهورية جورجيا): محمد؛ تميم (تميم : قبيلة عربية) ريان؛الثقب(قرية من قرى اليمامة في منطقة نجد) هارون؛ جَبَل اللُكام (هو الجبل المشرف على أنطاكيّة) عبدالله وعبيدالله وقادم ويحيى وطالوت؛ جدّة: ابراهيم؛ جعارة(هي بلدة في ضواحي مدينة النجف الأشرف): يحيى وأحمد؛ الحبشة(إثيوبيا ) ابراهيم وعيسى ومحمد وحمدان ؛ الحبش: كثير؛ حلب صبيح ومحمد؛ الحلّة: محمد وعلي ؛ حمص : جعفر؛ حِمَير (قبيلة كانت تسكن بلاد اليمن) مالك وناصر؛ خرش انتكيّة ومسنون؛ الخَط (منطقة ساحليّة في شبه الجزيرة العربية ، تشمل عدة مدن ، منها : مدينة القطيف في المنطقة) عزيز ومبارك ؛ الخلاط(مدينة كبيرة في منطقة أرمنية ـ شمال ايران) محمد وجعفر و .... وعد غيرهم مع أسامي بلدانهم و أسماءهم حتى بلغ المجموع ٢٩٨ وستة رجال من الأبدال (الأبدال : قوم من الصالحين .. لا تخلو الدنيا منهم ، اذا مات واحدٌ ابدل الله مكانه آخر كما في مجمع البحرين للطريحي) كلُّهم أسماؤهم عبدالله، وثلاثة من موالي أهل البيت عبدالله ومخنف وبراك ، وأربعة رجال من موالي الأنبياء صباح وصياح وميمون وهود ، ورجلان مملوكان : عبدالله وناصح و المجموع المجموع : ٣١٣ رجلاً (كتاب الزام الناصب للشيخ علي الحائري ج٢ /٢۰١).
هذا .. وهناك سوى هؤلاء الأصحاب الطيبين أنصار صالحون للامام المهدي ، يلتحقون به في مكّة وغيرها ، ويكونون من المجاهدين بين يديه ، وهم عدّة كثيرة ممن يتبعون الامام(ع)ويكونون من أعوانه والذابّين عنه. وقد ورد في الأدعية الشريفة والزيارات المأثورة أن يجعلنا الله من أنصاره وأعوانه.
من ذلك دعاء العهد الشريف الذي ورد عن الامام الصادق (ع)أنه : "من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا." فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره، وأعطاه بكلّ كلمة ألف حسنة ، ومحى عنه ألف سيّئة ."
وقد ورد أن جيشه (ع)الذي يخرج به من مكة عشرة آلاف ، والذي يدخل فيه العراق قد يبلغ مئات الألوف.
فعدّة الأنصار عدّة كثيرة جداً، هي من القوّة المعينة، والأصحاب٣١٣ خاصّة، هم أصحاب الألوية، وصفوة الصفوة.
المصدر: موقع المؤمل