أخبروني ... الوهابية في خدمة من ؟

الإثنين 19 فبراير 2018 - 19:27 بتوقيت غرينتش
أخبروني ... الوهابية في خدمة من ؟

لو تتبعت تراث محمد بن عبد الوهاب و قادة الوهابية الأوائل من بعده فلا تجد فيه أثرا لعمارة الأرض ، و إقامة العدل ، و إنصاف المظلوم ، و مكافحه الفقر و الجهل . .

صائب عبد الحميد

هل فكر الوهابية يوما ما بمصالح المسلمين الكبرى ؟ هل فكروا يوما في التصدي للمطامع الاستعمارية في بلادنا الإسلامية ؟هل شغلهم الغزو الغربي لبلاد المسلمين ؟ ماذا قدموا في مواجهة النفوذ الصليبي و الصهيوني في بلاد الإسلام ؟ ما هو موقفهم من الولاء للغرب و فتح الأبواب أمامه ليبسط يديه على ثروات المسلمين و على سيادتهم و كرامتهم ؟

لم يعد شي‏ء من ذلك خفيا على أحد ، فما ان يفتح المسلم عينيه إلا و يدرك أن الوهابية هم أول خدام الاستعمار الغربي في بلاد المسلمين . .
و ليس هذا فقط ، بل إنك لو تتبعت تراث محمد بن عبد الوهاب و قادة الوهابية الأوائل من بعده فلا تجد فيه أثرا لعمارة الأرض ، و إقامة العدل ، و إنصاف المظلوم ، و مكافحه الفقر و الجهل . .

و لا تجد فيه أثرا لتحسين وجه الحياة ، و تحقيق التقدم العلمي و الاقتصادي و الاجتماعي . .و لا أثرا للسلم و الرخاء . .بل لا تجد فيه سوى تكفير المسلمين و رميهم بالشرك ، و إيجاب قتالهم و إستباحة دمائهم و أموالهم !!

إن كل الذي يشغلهم هو وجود قبر هنا ، و مسجد هناك ، و رجل يقول : يا نبي الرحمة إشفع لي عند اللّه !!هذا هو شغلهم لا غير ، و هذا هو همهم الوحيد الذي إنطلقوا تحت غطائه يسفكون دماء المسلمين و يستبيحون المحرمات و يثيرون الفتن واحدة بعد الأخرى ، و لا يهمهم بعد ذلك أن تكون بلاد المسلمين غرضا للأعداء من مشركين و كفار و صليبيين و صهاينة .

هل هز مشاعر شيوخ الوهابية و امرائهم ما جرى لبيت المقدس ، و لمسلمي البوسنة و الهرسك و لبنان ، كما هزهم قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب الذي كان الصحابة يزورونه و يصلون عنده ؟

أم أثارهم التسلط الأمريكي على منابع النفط في بلادنا الإسلامية ، كما أثارهم قبر ريحانة الرسول الحسين بن علي الذي كان الصحابة و التابعون يشدون الرحال لزيارته و حتى في زمن الإمام احمد بن حنبل كما تقدم نقله عن إبن تيميه ؟
و هل سيثيرهم الحصار المفروض على الشعب الليبي المسلم بلا حجة و بلا أدنى ذريعة يمكن قبولها ، كما أثارهم ما وجدوه من هدايا علقت عند قبر الرسول الأكرم ؟
ليتنا نجد منهم ذلك أو بعضا من ذلك . .
إنها لمن دواعي الأسى أن تنفق كل هذه الأوقات و الجهود و الأموال و الطاقات الفكرية في الخوض في سفاسف الأمور و توافه الكلام التي لا ينشد لها إلا الجهلة و الغوغاء و العاطلون من الناس .إن الذي جعل الوهابية يجدون شغلهم الشاغل في هذه المواضع عدة أمور كلها تصدق عليهم :
منها : الضحالة الفكرية وضيق الأفق . . فهم لا يحسنون شيئا إلا هذا النوع من الكلام ، و لا تستوعب أذهانهم سوى هذا المدى من التفكير .

و منها : العجز عن فهم الحياة و عن مواكبة العصر . . فهم عاجزون تماما عن التقدم في البحوث الدينية و العلمية و الاجتماعية تقدما مقبولا في هذا العصر الحديث ، فينكبون على الكلام البالي و المتهرئ فيبالغون في تعظيمه و تقديسه لكي يجدوا لأنفسهم منفذا يطلون منه على هذا العالم المتقدم .

و منها : ضيق صدورهم و امتلا قلوبهم بالحقد و كراهية الخير و حب الشر لهذه الأمة . . فمن تتبع لهجاتهم و نبراتهم المتشنجة و المتوترة و إنشدادهم إنشدادا في غير محله و تهورهم في الخطاب ، لمس فيهم الضحالة و ضيق الأفق و الحقد و البغض و الهمجية و التخلف بكل معانيها .

و منها : موالاتهم الصريحة و العلنية لأعداء الإسلام . . و هذا موضوع لا يحتاج إلى بيان و ليس هو بخاف على أحد ، فليس بين فئات المسلمين من يدين بالولاء للغرب كما يدين له الوهابية ، يخضعون له و يتقربون إليه و يدافعون عن عملائه الخونة ، و ما يزال هذا هو دينهم الذي لا يرتضون له بدلا .

إن وجودهم في بلاد الإسلام فتح و لا يزال يفتح الأبواب أمام الصهيونية و الصليبية المعتدية لتنفذ كيف تشاء في الكيان الإسلامي ، فتمزق و تنهب و تدمر و تحاصر و تبسط نفوذها ، و هؤلاء يمهدون لها كل شيئ و يساندون إخوانهم الخونة في كل مكان . .

إنهم الجرثومة الخبيثة التي مهدت للغرب سابقا أن يزرع إسرائيل اللقيطة في قلب هذه الأمة . . و هم الذين ساندوا على الدوام جميع الأنظمه العميلة للغرب و وقفوا معها بوجه حركات التحرر الأبية . .

و هم الجرثومة الخبيثة التي تمهد اليوم لتثبيت أقدام المعسكر الغربي في قلب العالم الإسلامي. . و لتثبيت إسرائيل اللقيطة حتى لا يفكر أحد في إزالتها . .

و هم الأيادي اللعينة التي يحركها الغرب لمواجهه الصحوة الإسلامية المتصاعدة اليوم و مساندة الأنظمة العملية و المنافقة التي تتولى قمع الصحوة الإسلامية بالنار و الحديد . هذه هي حقيقة ما أنجزه الوهابية و ما ينجزونه اليوم و ما يدينون به لمستقبلهم !!

إنهم يخشون الصحوة الإسلامية كما تخشاها إسرائيل ، لان مصيرهم أصبح رهينا بمصير إسرائيل .

المصدر: مركز الإشعاع الإسلامي