في غمرة الخلافات التي يصب الزيت على نارها أعداء الأمة من كل حدب وصوب وبرغم الظلام الذي يبدو حالكاً في كثير من أقطارنا العربية ، أتوجه برسالة حب من شيعي إلى كل سني حول العالم مهما كانت جنسيته ولونه وعرقه وبلده. لقد أراد الأعداء لنا أن نتقاتل ونتحارب حتى لا تبقى لنا باقية ولا تقوم لنا قيامة من يومنا هذا وإلى يوم الدين، وفي خضم معاركنا السخيفة ينهار إقتصادنا وتندثر قيمنا وتتفكك مجتمعاتنا وتتشوه الرؤية لدينا ونعتمد التكفير عوضاً عن التفكير ونعتنق الكراهية بديلا عن الحب، وننسى أننا شعب واحد ومعتقد واحد ولو كثرت الخلافات التاريخية.
الارتقاء فوق حاجز التعصب والكراهية هو عملية شاقة تستصعبها النفوس الضعيفة التي أبت إلا أن تقبع في حفر التخلف والتقوقع والانعزال، وهو نزاع داخلي بين خوف الإنسان من جهله وسماعه لصوت عقله. ولكن القفزة الى جانب المحبة والعشق لكل الناس هي ايضاً عملية مشوقة وتستحق التجربة. كيف يخشى الله ويحبه من يكره عباده؟ وكيف يبكي من خشية الله من لا يرأف بعباد الله؟
يا إخوتي وأخواتي الذين ما زال في قلوبهم بقية من محبة وعشق ، وبقية من رحمة وعقل ، أدعوكم الى هدم جدار الكراهية والتعصب وها أنا أطلق الرصاصة الأولى على ذلك الجدار وأمد يدي لكل شيعي وسني لكي نزيله معاً، لأنني أحب السني كما أحب الشيعي وكذلك أحب المسيحي وكل الناس ولم تكن لي مشكلة مع إنسان قط على أساس إنتمائه بل على أساس سلوكه.
نعم لدي مشكلة مع الكذبة والقتلة والإنتهازيين والمستكبرين لأي جهة إنتموا سواء كانوا شيعة أم سنة أم غيرهم من طوائف وملل الأرض.
صحيح أن أبواق الفتنة صاخبة جداً ولكنني قررت أن اعزف لحن المحبة منفرداً عسى أن يسمعه السامعون ويحبه العاشقون ويطغى صوتنا جميعاً على صوت التعصب ، وينهدم جدار عزلتنا وتعصبنا وننطلق إلى آفاق إنسانيتنا لكي نبرهن للعالم أننا أمة محترمة تحترم عقلها وتحترم أبناءها وتحترم تاريخها وأمجادها.
وأنا أعرف أن طريق المحبة موحشة في أيامنا هذه لقلة سالكيها ، ولكنني أيضاً أعرف أن عين الله ترعى المحبين وذكره يؤنس العاشقين وخدمة عباده تشف صدور العاملين.
رسالة حب من شيعي وعائلته الى كل سني وعائلته
عباس بدران/مدير مركز دراسات الحكومة الالكتروني
المصدر : موقع نصوص معاصرة و موقع التوحيد