سارعت هيئات سياسية ومنظمات نقابية ومدنية في مدينة جرادة، التي تعيش على وقع احتجاجات عارمة منذ شهور، إلى مباركة نتائج الحوار التي أعلنها والى جهة الشرق وعامل عمالة وجدة أنجاد، عقب الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة، رفقة وفد رفيع المستوى، إلى الجهة الشرقية.
وقالت التنظيمات السياسية المحسوبة على الأغلبية والمعارضة، وهي حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الأصالة والمعاصرة، إن مسؤوليها المحليين "بعد تقييمهم لحصيلة نتائج هذا اللقاء، فإنهم يعبرون عن ارتياحهم الكبير للتفاعل الإيجابي للسلطات العمومية مع الملف المطلبي للساكنة".
ونوه الموقعون على البلاغ بالمقاربة التي تم اعتمادها مع ساكن جرادة لمعالجة المشاكل المطروحة "عبر اتخاذ حزمة من الإجراءات للاستجابة للمطالب الآنية، لاسيما في مجال التشغيل والصحة واستكمال تنفيذ بنود الاتفاقية الاجتماعية؛ فضلا عن الإجراءات المتخذة في مجال الاستغلال المنجمي، وتدابير مهمة في ما يخص أداء فواتير الماء والكهرباء".
ودعا ممثلو الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية الحكومة إلى الإسراع في تنزيل وتنفيذ الالتزامات والتعهدات المقدمة من أجل إعطاء دفعة قوية لتنمية المنطقة وسد الفراغ الذي خلقه إغلاق المناجم.
وقال نشطاء في تصريحات مختلفة إن "قادة الحراك لم يحسموا موقفهم بعدُ من مواصلة الاحتجاج أو إعطاء مهلة للحكومة والسلطات من أجل تنزيل الوعود".
كما لفتت المصادر ذاتها إلى "وجود حالة انقسام داخل نشطاء الحراك، بين من يعتبر نتائج الحوار مكسباً تاريخياً، وطرف آخر يرى في تعليق الاحتجاجات خيانة لدماء شهداء الرغيف الأسود".
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه كانت هناك دعوات للخروج للاحتجاج يوم أمس السبت، لتخليد ذكرى إغلاق شركة مفاحم المغرب في 17 فبراير سنة 1998؛ و"لكنه لم يتم التفاعل معها، في انتظار أن تقرر الساكنة بنفسها الخطوات المرتقبة".
وتسود في مدينة جرادة حالة من الترقب لطبيعة الموقف المرتقب أن يُعلنه قادة الحراك في غضون اليومين القادمين.
من جهته، جدد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، تأكيده على أن حكومته تحملت مسؤوليتها وفتحت حوارا مباشرا مع السكان ومع المنتخبين، واتخذت كل التدابير اللازمة من أجل الاستجابة لنبض الشارع.
ونفى العثماني أن تكون الإجراءات التي أعلنها خلال زيارته إلى الجهة الشرقية قد صيغت على عجل، وشدد على أنها "خضعت للدراسة والتداول والتشاور"، وزاد: "المهم بالنسبة لنا أن تستفيد منطقة جرادة، وغيرها من المناطق، من التنمية بالشكل الكافي، ونعمل على الحد من الفوارق المجالية في مختلف المناطق المهمشة".
المصدر: هسبريس
101/23