اللقاء الذي يعد الأول من نوعه منذ استدعاء الخرطوم سفيرها من القاهرة، يبحث مطلع الشهر الماضي، طبيعة التواجد التركي في الجزيرة ذات الأهمية الاستراتيجية، وأثر ذلك على الأمن القومي المصري. في وقت تخشى فيه القاهرة من أن تتحول الجزيرة الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر، بموجب الاتفاق المبرم بين الخرطوم وأنقرة، ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى قاعدة عسكرية تركية تشكل تهديدا أمنيا لها.
وتاتي تلك المستجدات بعيد اعلان المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في بيان له يوم الاحد الماضي عن استعداد "القاهرة لاستضافة اجتماع رباعي لوزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان يوم الخميس المقبل 8 (فبراير/شباط) الجاري لبحث مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
الاجتماع الرباعي الذي سبقه اجتماع بين وزيري الخارجية واجتماع بين رئيسي جهازي المخابرات سيليه مؤتمر صحافي لوزيري الخارجية لاعلان ما ستتمخض عنه تلك المفاوضات بين الجانبين.
هذا وشهدت الفترة الماضية توترا في العلاقات بين مصر والسودان استدعت الخرطوم على أثره سفيرها في القاهرة الشهر الماضي للتشاور بسبب نزاع البلدين على مثلث حلايب وشلاتين الحدودي وخلافات بشأن استخدام مياه نهر النيل فيما يطالب السودان بمثلث حلايب وشلاتين منذ عام 1958، حيث تقول القاهرة إنه أرض مصرية، ورفضت في 2016 بدء مفاوضات لتحديد الحق في السيادة على المنطقة أو اللجوء إلى التحكيم الدولي بشأنها. الا ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتمع مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير في أديس ابابا أواخر يناير/كانون الثاني على هامش قمة الاتحاد الافريقي فيما بدا أنه تقارب جديد بين الدولتين.
جدير بالذكر إن اجتماع الخميس المقبل في القاهرة سيعقد تنفيذا لتوجيهات أصدرها السيسي والبشير عقب محادثاتهما في أديس ابابا. في الوقت الذي اتفق فيه الرئيسان المصري والسوداني في أديس ابابا على إنشاء آلية تشاورية رباعية بين وزارتي الخارجية وجهازي المخابرات العامة في البلدين.. في إطار العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بينهما.
* الخليج الجديد