بعد الثورة
التبعيد إلى إيرانشهر
في خِضمِّ هذه النشاطات وبلوغ الثورة الإسلاميّة ذروتها عام (1977م)، أُعتقل سماحة الإمام الخامنئيّ وبعد احتجازه أيّامًا، حُكم عليه بالنفي إلى إيرانشهر لمدّة ثلاثة سنوات، فنُفي إلى هناك، لكنَّ ظروف التبعيد والمناخ الحارّ لهذه المدينة لم يحطّان من عزيمة رمز الجهاد، بل إنّه استغلّ هذه الفرصة المتاحة له، وسعى إلى توحيد صفوف المجاهدين هناك وكذا توحيد صفوف الشيعة والسنّة، فحقّق نجاحات باهرة في هذا المجال.
وكان له دور بارز في إلتفاف الناس حول الإمام والعلماء والثورة. وقد حدث في تلك السنة سيل في المدينة -إيرانشهر- أدّى إلى تدمير البيوت وإلحاق أضرار جسيمة بالأهالي، وبالإستعانة بتجاربه السابقة في فردوس وكناباد. جنّد سماحة الإمام الخامنئيّ جمعًا من طلبة العلوم الدينية وشكّل لجنة العلماء للإغاثة.
فكانت نجاحات هذه اللجنة في مجال الإغاثة والتبليغ وتشجيع الناس قد بلغت درجة أرعبت النظام، فما كان من السافاك إلاّ أن إستدعى سماحته، فإلتفت إليه رئيس السافاك وقال: لقد خاطبتُ البارحة في جلسة لجنة الأمن، الحضور بالقول: كم أنتم غير كفوئين بحيث لم تستطيعوا عمل شيئ، أنظروا إلى هذا المنفي إلى هنا ماذا فعل بالأوضاع؟
وطالت فترة النفي حتّى سنة (1978م)، وبلغت الثورة ذروتها هذا العام فخرجت الأوضاع من سيطرة النظام، لهذا عاد سماحة آية الله الخامنئيّ إلى مشهد وزاول نشاطه مستمرًّا في جهاده أكثر من ذي قبل.
مجلس قيادة الثورة
من المسلّم به أنَّ مجلس قيادة الثورة يعتبر من أهمِّ الأركان التي كان لها دور رئيسيّ في انتصار الثورة وإدارتها بعد منصب القيادة، يقول الشهيد بهشتي حول هذا الأمر: "لقد كانت النواة الأولى لمجلس القيادة الذي صادق عليه الإمام متكوّنة من الشيخ الهاشمي الرفسنجاني والشيخ المطهّري وأنا والسيّد الموسويّ الأردبيلي والدكتور باهنر، فكانت تتكوّن منّا نحن الخمسة".
ويقول الشيخ الرفسنجاني:
"لقد عيّن الإمام وهو في باريس ستّة أشخاص ليجتمعوا ويديروا الحكومة القادمة... فكنت أحدهم، والشهيد المطهّري الّذي كان يحمل تلك الرسالة، والشهيد البهشتي، والسيّد الموسويّ الأردبيلي وباهنر، ثمّ التحق بنا السيّد علي الخامنئيّ الّذي كان في مشهد آنذاك".
ويقول سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ حول هذا الموضوع:
"كنت في مشهد منهمكًا بإدارة شؤون هذه المدينة مع الإخوة الّذين كان لهم دور في أحداث مشهد العظيمة، فاتّصل الشهيد المطهّري بي عدّة مرات تلفونيًّا سواء بصورة مباشرة أو بالواسطة لأذهب إلى طهران. وكنت أتصوّر أنَّه لأجل الأعمال العاديّة الّتي نقوم بها، حيث كانت لدينا نشاطات مشتركة سواء علميَّة أو عقائديَّة أو سياسيَّة، يطلب منّي الذهاب إلى طهران، ولم أكن أتصوّر أنّه لأجل مجلس قيادة الثورة، فكنت أقول: سوف آتي، لكن لكثرة أعمالي في مشهد وثقل مسؤوليّتي كُنت أؤجل سفري في كلّ مرة، إلى أن أخبروني من باريس أنَّ الإمام يأمرني بالذهاب إلى طهران، فشعرت أنّ هناك أمرًا يجب الذهاب من أجله إلى طهران، خصوصًا بعد أن اتّصل بي المطهّري وأبلغني الرسالة بغضب وقال: لماذا لا تذهب إلى طهران وماذا تنتظر؟ وفي طهران قيل لي إنَّه يجب أن أشارك في جلسة تعقد بمنزل الشهيد المطهّري، وإجتمع أعضاء مجلس الثورة، حيث لم أكن أعلم بذلك حتّى ذلك الوقت".
وبمقتضى المصلحة، فقد انضمّ إلى المجلس في ما بعد أعضاء جدد، كان بعضهم ذا ميول واتّجاهات سياسيَّة أخرى. وقد كُشِفَ النقاب عن وجوههم بالتدريج. لكنَّ هؤلاء الإخوة كانوا الأساس والأركان للثورة والحرّاس لمبادئها وأهدافها، وقد تحمّلوا لأجل الثورة ومصالح الأمّة الإسلاميّة مصاعب العمل مع الليبراليِّين ومع شخص كبني صدر، وإستطاعوا بجهودهم ومقاومتهم ومساعيهم المشتركة من تنظيم الأمور وحراسة مبادئ وقيم الثورة.
لجنة إستقبال الإمام
لقد كانت الجماعات الّتي تعمل تحت إشراف الشهيد المظلوم آية الله بهشتي والشهيد آية الله المطهّري والشهيد باهنر وأمثالهم هي النواة لجميع المسيرات والمظاهرات في العامين (1977- 1978م) بطهران، أمّا في المدن الأخرى فكان العلماء أمثال الشهيد آية الله الصدوقي، والشهيد آية الله دستغيب وأمثالهما، النوى الرئيسيَّة لهذه المسيرات وعلى ارتباط دائم بالنواة المركزيَّة في العاصمة.
وأمّا في محافظة خراسان، فكان سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ الأكثر ظهورًا في مركز المظاهرات والمسيرات بين سائر العلماء. فكانت نتيجة هذه المظاهرات والمسيرات هي فرار الشاه وعودة الإمام الخمينيّ الراحل قدس سره إلى أرض الوطن وإقامة أوّل حكومة إسلاميَّة بعد الحكومة النبويَّة والعلويَّة.
مع عودة الإمام قدس سره المظفَّرة إلى أرض الوطن، شُكلّت لجان مختلفة في مدرستي رفاه وعلوي، أو نُظّمت تلك الّتي كانت موجودة من قبل بصورة أفضل. وشُكّلت لجنة لإستقبال الإمام قدس سره كان مركزها (مدرسة رفاه).
وتحمّل سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ مسؤوليَّة الإعلام في مكتب الإمام قدس سره وإستطاع بسعة صدره من القيام بالمهام الموكلة إليه على أحسن وجه، رغم كلّ المشاقّ والصعاب الّتي كانت تعترض طريقه،شملتّ هذه المهام سدّ حاجة المناطق إلى المبلّغين والدعم التبليغيّ والإعلامي بالإضافة إلى استقبال الذين جاؤوا لزيارة الإمام قدس سره وبرمجة اللقاءات وتنظيم أخبارها وتقديمها إلى وسائل الإعلام لبثّها ونشرها، ومواجهة المؤامرات الإعلاميَّة سواء من العناصر الموالية للاستكبار أو من العناصر الوطنيّة المنافقة وخصوصًا مواجهة المجموعات الانتهازيّة الّتي أرادت فرض نفسها على الشعب تحت غطاء أصحاب الثورة الحقيقييِّن.
بثّ أوّل مقال من الإذاعة الإسلاميّة
إنَّ من الأعمال الحسنة الّتي أقدمت عليها وحدة الإعلام في مكتب الإمام هي إصدار نشرة باسم (الإمام) وذلك بمناسبة ذكرى إقامة الإمام قدس سره بطهران، وقد كتب سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ عدّة مقالات في هذه النشرة، والشيئ الجميل هو أنّه بعد سقوط الإذاعة بأيدي الشعب في 22 بهمن، كان المقال الّذي كتبه سماحته بقلمه تحت عنوان (بعد الانتصار الأوّل) هو أوّل مقال إسلاميّ يُقرأ في الإذاعة.
حادثة الإغتيال
تعرض سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله بتاريخ 27/6/1981م لمحاولة اغتيال نفّذها المنافقون، وذلك أثناء إلقائه خطابًا في مسجد "أبو ذرٍّ" جنوبيَّ طهران.
فأصيب سماحته نتيجة المحاولة عدّة إصابات نقل على إثرها إلى المستشفى، ولكن أبى الله إلاّ أن يُتمّ نوره، وحفظ وجوده المبارك لخدمة الإسلام والمسلمين. فعاد سريعًا لمزاولة نشاطه والقيام بوظيفته بعد أن تماثل للشفاء.
يقول سماحته حول هذه الحادثة:
"أنا من تلك اللحظة (لحظة إصابته) أحسست أنّ الله يريدني لمهمَّة كبيرة. وقد أعددت نفسي لها. وبطبيعة الحال في ذلك اليوم لم أكن لأحدس ما هي هذه المهمَّة؟ ولكنّي أيقنت أنّ عليّ الاستعداد لتحمّل ثقل كبير في سبيل الله ومن أجل الثورة، وفي خدمتكم أنتم أيّها الناس".
وعلى إثر محاولة الاغتيال، أبرق إليه الإمام الخمينيّ قدس سره كلمة جاء فيها:
"والآن وبعد أن قام أعداء الثورة بالاعتداء عليكم، وأنتم من ذريّة الرسول الأكرم ومن آل بيت الحسين بن عليّ عليهما السلام، ولم تقترف ذنبًا سوى خدمة الإسلام والوطن الإسلاميّ، ولم ينتقموا منك إلّا لأنَّك جنديّ مستبسل في جبهة الحرب، ومعلِّم في المحراب وخطيب مُفوَّه في صلاة الجمعة والجماعة ومرشد مخلص في ميادين الثورة، فإنَّهم برهنوا على مستوى تفكيرهم السياسيّ ومدى دعمهم للشعب ومخالفتهم للظالمين (اسلوب استنكاري،اي عن مدى اذيتهم للشعب واطاعتهم للظالمين).
لقد جرح هؤلاء، باعتدائهم عليك، مشاعر الملايين من المؤمنين في شتّى أنحاء العالم.إنّ هؤلاء محرومون من الرؤية السياسيَّة، إلى درجة أقدموا فيها على هذه الجريمة بعد خطابكم في مجلس الشورى وفي صلاة الجمعة وفي الجماهير الشعبيَّة مباشرة، وإعتدوا على شخص كانت دعوته إلى تحقيق الصلاح والسداد تدوّي في آذان مسلمي العالم،إنّ هؤلاء وبعملهم اللاإنساني هذا، وبدلًا من أن يستفزّوا ويرعبوا الشعب، زادوا من عزم المسلمين وجعلوا صفوفهم أكثر تراصًَّا. ألم يحن الوقت بوقوع هذه الأعمال الوحشيّة والجرائم الحمقاء، كي يتخلّص شبابنا الأعزَّاء المخدوعون من أفخاخ خيانة هؤلاء، ويمنع الآباء والأمهات شبّانهم الأعزّاء من أن يصبحوا قرابين لأهواء الجُناة، ويحذّروا أبناءهم من المشاركة في جرائمهم؟ ألا يعلمون أنّ القيام بهذه الجرائم سيجرّ أبناءهم إلى الضياع والانحطاط وسيخسرون أبناءهم باتِّباعهم شرذمة من الفسدة الجناة؟
إنَّنا نفخر عند ساحة الباري تعالى ووليّه بقيَّة الله (أرواحنا فداه) بجنود لنا في الجبهة وخلفها يقضون الليل في محراب العبادة والنهار بالجهاد في سبيله. إنَّني أهنِّئك أيّها الخامنئيّ العزيز على خدمتك لهذا الشعب المظلوم في جبهات الحرب بملابس القتال وخلف الجبهة بالزَّيِّ العلمائي، وأسأل الله أن يعطيك السلامة لتمضي في خدمة الإسلام والمسلمين".
كما أبرق رئيس مجلس القضاء الأعلى آية الله محمّد الحسينيّ بهشتي -قبل استشهاده بساعات- مخاطبًا آية الله العظمى الخامنئيّ في المستشفى قائلًا:
"إنّ المحاولة الفاشلة لأعداء الإسلام والثورة والوطن الإسلامي في اغتيال ذلك الأخ، أثبتت مرّة أخرى أن أعداء الإسلام والشعب الألدّاء لم يألوا جهدًا في ارتكاب أيَّة جريمة تحقيقًا لأهدافهم المشؤومة. إنّ أعمالهم الوحشية هذه ستفجَّر غضب الشعب الثائر ضدّ الّذين باعوا أنفسهم للآخرين وستعزلهم أعمالهم عن المجتمع أكثر يومًا بعد يوم.
أسأل المتعال أن يُمنَّ بالسلامة على الأخ العزيز والمجاهد بأسرع وقت ليستمرّ في جهاده في خندق الإسلام".
وقد أبرق سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله من جانبه جوابًا إلى الإمام قدس سره هذا نصّه:
" سيّدي ومقتداي سماحة آية الله العظمى الإمام الخمينيّ قدس سره روحي لك الفداء.
سلام الله وسلام عباده الصالحين عليك.
مرّة أخرى يشملني الله سبحانه وتعالى برحمته الواسعة، فأجدُ نفسي مغمورة بالألطاف الربانية الخفيّة والعلنيّة. أسأل الله العليّ القدير أن يوفّقني لحمده وشكره على ألطافه ونعمائه ما دمتُ حيًّا، كما أنّي مؤمن بأنّ لدعائكم مناجاتكم الأثر الأكبر في نجاتي من كيد المنافقين والظالمين، حفظكم الله ذخرًا وملاذًا للإسلام والمسلمين، آمين رب العالمين. لقد أعدّ المؤمنون أنفسهم للشهادة في سبيل الله باذلين أرواحهم ومتاعهم اليسير، فالمؤمنون منه وإليه. ذلك نهج تعلّمه المؤمنون في مدرستكم وذاك كأس شربوه من معين كوثركم.
لقد علّمتنا أيُّها الإمام أن نعزَّ الإسلام ونغذّيه بمهجنا حتّى يتحقّق ويثمر وتثمر معه شجرة النبيّ وآله الأطهار، وحتّى يختلط زلال الكوثر بدماء الشهداء والصدّيقين، فلا نبالي بالمصائب والويلات في هذا السبيل، وكلّ ما نخشاه أن نُحرَم فلا نُوَفّق إلى الحياة الأبديّة ونعيمها الأزليّ.
نشكر الله ونحمده بشمول آل يزيد وعبيد الله بلعنة الله وملائكته في الآخرة وبالخزي والعار في الدنيا، في حين يحتلّ الحسين عليه السلام وآله الطيبون وأصحابه قلب التاريخ البشريّ وصميم الإنسانيّة. ولي وطيد الأمل أن يستفيد المارقة والقاسطة والناكثة المعاصرون في إيراننا العزيز من التاريخ، فيعودوا إلى الإسلام ويتفيّئوا بظلاله ويتعاونوا في بعث الإسلام من جديد وجني ثماره الطيّبة.
وأنا الذي أعتبر نفسي جُنديًّا بسيطًا من جُند الله بل وقطرة في بحر حزب الله الهائج ، مستعدٌّ لأقارع الأعداء والمنافقين إلى آخر قطرة من دمي، وسأجعل من ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾شعارًا بل أنشودة أنشدها في كلّ يوم، بل وفي كلّ لحظة.
وختامًا، أسأل الله تعالى دوام الصحّة والسلام لشخصكم الكريم، فيطيل عمركم الشريف ويجعلكم ذخرًا للثورة الإسلاميّة في إيران، وملاذًا لكلّ المسلمين والمستضعفين في العالم، آمين رب العالمين.
(ابنكم السيّد عليّ الخامنئيّ)"
صلاة الجمعة التاريخية
تُعتَبر خطابات سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ في صلاة الجمعة بطهران، دائرة معارف إسلاميَّة وسياسيَّة بحق... نظرًا لما تحويه من معارف إسلاميَّة وتحليلات سياسيَّة وإرشادات ونصائح اجتماعيّة وأخلاقيّة. لكنَّ المهم من بين كلِّ تلك الخطابات هي الخطبة الاستثنائيَّة والملحمة التاريخيَّة التي لا تُنسى أبدًا، حيث وقع انفجار بين صفوف المصلّين هزّ مركز صلاة الجمعة، سقط بسببه العشرات بين قتيل وجريح، وفي الوقت نفسه كانت طائرات الاستكبار تهدّد بقصف موقع صلاة الجمعة حيث كانت قد قصفت طهران صبيحة ذلك اليوم. وما أحدثته المضادّات الجويَّة من ضوضاء وضجّة كبيرتين. لكن بالرّغم من كُلِّ ذلك تمكّن خطيب الجمعة سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ بعناية تامّة من الله وبقدرته المعنويَّة سكينته القلبيَّة من تهدئة الأوضاع والاستمرار في خطبته بكلّ قوة وصلابة وبقيت الصفوف منظّمة والمصلّون في أماكنهم، ثم أدّى سماحته الصلاة بطمأنينة وخشوع خاصَّين، أثار إعجاب الأعداء فضلًا عن الأصدقاء.
وقد أشار الإمام الراحل قدس سره في بيانه بمناسبة رأس السنة الهجرية الشمسيّة، حيث قال:
"إنّي لا أنسى قضية يوم الجمعة كيف مضت بعظمة ونورانيَّة وصمود وتلك الطمأنينة، رغم أصوات المدافع المضادّة للجوّ وذلك الضجيج. إنّني كُنت ألاحظ وأنظر وبالأخصّ إلى الناس لأرى ما يحدث بينهم، فلم أر حتى شخصًا واحدًا قد تزلزل، وفي الوقت نفسه كان إمام الجمعة يخطب بذلك الصوت الجهوريّ والناس يستمعون إليه، بتلك الكيفيّة وهم يهتفون: إنّنا مستعدّون للشهادة".
أما حياته السياسية ما بعد الثورة فنتركها لمقال آخر.
المصدر: khamenei.ir