ماذا تعرف عن الصحابي الجليل عمار بن ياسر؟

الخميس 1 فبراير 2018 - 07:38 بتوقيت غرينتش
ماذا تعرف عن الصحابي الجليل عمار بن ياسر؟

هُو عَمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مذحج المذحجي العنسي.

هُو عَمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مذحج المذحجي العنسي.
وكان أبوه ياسر قدم مكة هو وأخوان له هما الحارث ومالك في طلب أخ لهما رابع، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وبقي ياسر، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي القرشي، وتزوج أمته سمية، فولدت له عمارا.
كان عمار آدم طويلا مضطربا أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين. وكان لا يغير شيبه. وقيل: كان أصلع في مقدم رأسه شعرات.
كان من السابقين للإسلام حيث أسلم هو وصهيب بن سنان في دار الأرقم فكانا من أول سبعة أظهروا إسلامهم.

 أمه سمية بنت خياط أول شهيدة في الإسلام. هاجر إلى المدينة وشهد بدرا والمشاهد كلها. شهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام موقعة الجمل ومعركة صفين وقتل يوم صفين وله إحدى وتسعون سنة وقيل أربع وتسعون عام 37 هـ.
يعتبر عمار من المسلمين الأوائل، الذين أسلموا بدار الأرقم، التي سميت «دار الإسلام». وقد سار عمار إلى تلك الدار بعد فترة وجيزة من سماعه بخبر النبي ونبوته، حيث أسلم، ورجع إلى بيته فأسلم من بعده أبوه ياسر وأمه سمية وأخوه عبد الله. أدى إسلام أسرة عمار إلى سخط حلفائها من بني مخزوم، فثارت ثائرتهم ونقموا على الأسرة المسلمة، وكان من أثره أن عصفت بها عواصف المحن وهاجت عليها رزايا العذاب.
والظاهر أن قريشا أرادت من تعذيب تلك الأسرة المؤمنة تخويف وردع المسلمين الأوائل وخاصة المستضعفين منهم، الذين لا يملكون عشائر في مكة. وقد كثرت الروايات حول فنون عذاب المخزومين لآل ياسر، التي صمدت وصبرت حتى جاء أبو جهل إلى سمية وطعنها في قلبها وهي تأبى إلاّ الإسلام، وقتلوا زوجها ياسراً فكانا أول شهيدين في الإسلام.
أمّا عمّار فقد بلغ به العذاب إلى درجة لا يدري ما يقول، ولا يعي ما يتكلّم، وروي أنّه قال للرسول: لقد بلغ منّا العذاب كل مبلغ. فقال رسول الله: صبراً أبا اليقظان، اللهم لا تعذّب أحداً من آل عمار بالنار. ويقال أن رسول الله كان يمر بهم فيدعو بقوله: صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة(1).
يعتبر مقام الصحابي الجليل عمار بن ياسر معلماً هاماً من معالم السياحة الدينية في المحافظة، باستقطابه السياح والحجاج من مختلف دول العالم وروي أن عمّار بعد أن أفرجت عنه قريش بفدية من المسلمين جاء إلى النبي فسأله: ما وراءك؟. قال عمّار: شرّ يا رسول الله، ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير. فقال: كيف تجد قلبك؟ قال عمّار: مطمئناً بالإيمان. قال النبي: فإن عادوا فعد.
ثم نزلت : (مَنْ كفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكفْرِ صَدْرًا فَعَلَيهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(2) فقال له النبي محمد: يا عمار إن عادوا فعد، فقد أنزل الله عز وجل عذرك وأمرك أن تعود إن عادوا.(3)
منذ تلك اللحظة سار عمّار على طريق الجهاد والثبات مع رسول الله، فهاجر الهجرتين وصلى القبلتين، وشهد بدراً وأحداً وبيعة الرضوان ثم شهد معركة اليمامة فأبلى فيها أيضاً، ويومئذ قطعت أذنه(4) وشهد جميع المشاهد مع رسول الله وأبلي بلاء حسناً وهو في كل الوقائع من المقدمين في الجيش، وقد تولي ايام عمر بن الخطاب حكم الكوفة.
وقوفه في صف علي بن أبي طالب
بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقف عمار إلى جانب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ودافع عن حقّه في الخلافة، وكان من المقربين منه، واشترك معه في معاركه ضد مخالفيه. حتى كانت واقعة صفين عندما تقابل جيش أمير المؤمنين علي عليه السلام مع جيش معاوية بن أبي سفيان، حيث نزل عمار إلى الميدان لقتال القوم، وهو شيخ في الرابعة والتسعين من عمره . وقد نقل ابن الأثير أن عمار خرج إلى الناس يومها وهو يقول: (اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم إنك تعلم لو أني أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت، وإني لا أعلم اليوم عملاً أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم اليوم ما هو أرضى منه لفعلته، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل).(5)
وقد قاتل حتى قُتل، وقد كان لمقتله أثراً كبيراً أزال الشبهة عند كثير من الناس، وكان ذلك سبباً لرجوع جماعة إلى أمير المؤمنين والتحاقهم به، ذلك أن الجميع يعلمون أن رسول الله قال: ( ويح عمّار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار )، حمله علي بن أبي طالب فوق صدره وصلى عليه والمسلمون معه, ثم دفنه في ثيابه.
أقوال الرسول فيه
وقد وردت في فضل عمّار أحاديث كثيرة، منها ما رواه ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب أن عمار استأذن على رسول الله فعرف صوته فقال: مرحباً بالطيب المطيب ائذنوا له.
وعن النبي أيضاً، أنّه قال: عمّار جلدة بين عيني.
وعنه: كم ذي طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، منهم عمار بن ياسر.
وقال: لقد ملئ عمار إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه.
وقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان.
وقال لعمار: إنّك من أهل الجنة.
وقال: ابن سمية لم يخير بين أمرين قط إلا إختار أرشدهما، فالزموا سمته.
وقال لعمار يا عمار سوف تقتلك الفئة الباغية

المصادر:
1- رجال الطوسي:1/127
2- النحل:106
3- الكافي: 2/219، وقرب الإسناد/12
4- عمدة القاري: 1/197، وشرح النهج: 20/37
5- تاريخ الطبري.

 

المصدر:موقع راسخون