قبل عودة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، كنّا معتصمين في جامعة طهران، كان قد بقي لعودة الإمام ٤ إلى ٥ أيام، عقدنا اجتماعاً مع الرّفاق. غالبيّة الأصدقاء كانوا من طلبة العلوم الدينيّة والعلماء، قلنا: حسناً، سيعود الإمام الخميني في غضون أيّام إلى طهران؛ سيتدفّق النّاس ويتّجهون صوبنا؛ لكلّ واحد منهم شأنٌ معيّن، قضيّة معيّنة وكلامٌ معيّن. علينا أن نكون مستعدّين منذ الآن وننظّم منذ الآن هيكليّة تُدير شؤون بيت الإمام. يجب أن يتكفّل كلّ واحد بتحمّل مسؤوليّة معيّنة. وافق الجميع على أن نجتمع ونفكّر حول هذه القضيّة. عقدنا اجتماعاً.
قلت لهم: أنا أتكفّل بأن أكون القهوجي. ضحك الرّفاق وقالوا: هل تمزح؟ أجبتهم: لا، لست أمزح. على العكس ولأنّني من [محبي الشاي] وشاربيه بشكل مستمرّ فلديّ القدرة على تحضير شايٍ مميّز. أنا أصبح ساكب الشّاي. قالوا: ليس الوقتُ وقت مزاح الآن. أجبتهم: لست أمزح، أتحدّث بمنتهى الجديّة؛ بيت الإمام يحتاج إلى قهوجي، وأنا سأكون ذاك الشخص. هذا الكلام جعل جلستنا تتّخذ مساراً جيّداً. ثمة بونٌ [شاسعٌ] بين أن يجلس كلّ واحد منّا ويُعيّن هدفاً لنفسه ويتناقش حول من يكون رئيس هذا التنظيم؟ أنا أحدّث نفسي بأنّي الأنسب، وأنت تحدّث نفسك بأنّك الأنسب، سينتج عن ذلك نزاع واعتراض. لقد قمنا نحن في خِضَمّ هذا النّزاع بترطيب الأجواء كما يقول المصارعون الشعبيّون. قلنا بأنّ عملنا سيكون استلام مسؤولية القهوجي، وأثمرت عن تلك الجلسة نتائج مميّزة.
~الإمام #الخامنئي ١٩٩٣/٧/٢٩