في سوريا توقّف هذا الدعم لفترة وجيزة، ثم عاد بقوّة خلال الأسابيع الأخيرة مشتملاً على كميات جديدة من الذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسّطة التي سبق وتم تزويد فصائل "الجيش الحر" بها، وأيضاً معدات جديدة تظهر للمرة الأولى في الميدان السوري.
من أهم مفاجآت هذا الدعم، كان ظهور ناقلات جند مدرّعة من نوع "Panthera f9"، ضمن تسليح عدّة فصائل تابعة لما يُسمّى "الجيش الحر"، وتحديداً أثناء هجوم معاكس شنّته الفصائل على بلده الخوين في ريف إدلب الجنوبي، في إطار محاولاتها لوقف التقدّم الكبير الذي أحرزه الجيش السوري في هذا النطاق، والذي تكلّل بالوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري.
هذا النوع من الناقلات المُدرّعة تسلّمته فصائل الجيش الحر منذ حوالى ستة أشهر، ظهر بشكل أساسي ضمن مجموعات أربعة فصائل تابعة للجيش الحر وهي الجيش الثاني، فيلق الشام، جيش النصر وجيش إدلب الحر. وبدأ إنتاجها منتصف العام الماضي في مصنع في مدينة أنقرة التركية، بالاشتراك مع الإمارات العربية المتحدة وأوكرانيا، وهي شراكة تم الإعلان عنها في أيار/ مايو 2017 في إسطنبول خلال المعرض الدولي للصناعات الدفاعية.
تُضاف هذه المُدرّعة إلى أسلحة ومعدّات تركية أخرى سبق ظهورها في الميدان السوري، وتم تعزيز كميّاتها مؤخراً خلال العمليات الجارية حالياً سواء في إدلب أو عفرين، وهي مدفع الهاون من عيار 120 مللم تركيّ الصُنع HY1-12، والنسخة تركية الصُنع من القاذف الأميركي المُضاد للدروع LAW والمُسمّاة HAR-66، بجانب كميات من الأسلحة الفردية تركيّة الصنع مثل الرشاش الهجومي G3 والمسدس الشخصي Zigana-C45، وقواذف القنابل اليدوية من عيار 40 مللم RBG-6 المُصنّعة في كرواتيا، ومنصّات المدفعية الصاروخية الكرواتية الصنع من عيار 128مللم RAK-12.
في ما يتعلّق بليبيا، فعلى ما يبدو بدأت تركيا في توسيع قوس دعمها للمجموعات المسلّحة الموجودة شمال غرب ليبيا والموالية لحكومة طرابلس. سابقاً أقتصر هذا الدعم على وسائط الاتصال والأسلحة الخفيفة. لكن خلال هذا الشهر ضبطت القوات البحرية اليونانية السفينة التي ترفع علَم تنزانيا "اندروميدا"، مُحمّلة بنحو 400 طن من المواد المتفجّرة، كانت في طريقها الى ميناء مصراته شمالي ليبيا، قادمة من ميناءي مرسين وأسكندرونة التركيين. لينتقل الدعم التركي إلى مجموعات مصراتة وطرابلس إلى مستوى جديد.
المواد المُتفجّرة التي كانت موجودة ضمن الشحنة، كانت جميعها من إنتاج شركة Orica-Nitro التركية المُتخصّصة في إنتاج العوامل المُتفجّرة. واشتملت الشحنة على كميات من مادة نترات الأمونيوم وشرائط متفجّرة مقاوِمة للماء مُخصّصة للعمل تحت الأرض، بجانب فيوزات تأخير التفجير ومحفّزات تفجيرية داعِمة.
المصدر: الميادين