ما لا تعرفه عن السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين(ع)

الثلاثاء 16 يناير 2018 - 17:21 بتوقيت غرينتش
ما لا تعرفه عن السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين(ع)

أم كلثوم الكبرى بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب (ع)هي رابع أولاد الإمام علي(ع)و فاطمة الزهرا (ع) بعد الإمام الحسن (ع) والإمام الحسين (ع) وزينب الكبرى (ع).

أم كلثوم الكبرى بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب (ع)هي رابع أولاد الإمام علي(ع)و فاطمة الزهرا (ع) بعد الإمام الحسن (ع) والإمام الحسين (ع) وزينب الكبرى (ع)

أم كلثوم الكبرى بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب (ع)هي رابع أولاد الإمام علي(ع)و فاطمة الزهرا (ع) بعد الإمام الحسن (ع) والإمام الحسين (ع) وزينب الكبرى (ع).

الولادة و النسب:

هناك اختلاف بين المؤرخين في تاريخ ولادتها؛ لكن وجود بنت لعلي (ع) وفاطمة (س) بإسم أم كلثوم متفق عليه بين الشيعةوالسنة .

ورد أنّه ولدت في السنة السادسة من الهجرة النبوية. وقال آخرون أن زمن ولادتها يقارن زمن النبي الأكرم أو قبل وفاته(ص.النقطة الخلافية الثانية بين الشيعة والسنة هي أنّ علماء الشيعة يعتقدون بأنها أصغر من زينب(س) لكن علماء السنة يقولون بأنها الثالثة من أبناء علي بن ابي طالب (ع) وهي أكبر من زينب (س).

الكنى و الألقاب

ذكر الشيخ المفيد بأن إسمها زينب الصغرى وهي من جملة أولاد أمير المؤمنين، وكنيتها أم كلثوم وقيل إن النبي (ص) كناها بهذه الكنية لشباهتها بخالتها أم كلثوم بنت[أو ربيبة]رسول الله(ص). في كثير من مصادر الفريقين، يعبر عنها بأم كلثوم الكبرى.

والسيد محسن الأمين يذكر في هذا الحقل: أنّ بنات أمير المؤمنين(ع) اللاتي تحملن اسم أو كنية أم كلثوم هن ثلاثة أو أربعة:

  • أم كلثوم الكبرى بنت فاطمة (سلام الله عليهما).
  • أم كلثوم الوُسطى زوجة مسلم بن عقيل (سلام الله عليهما).
  • أم كلثوم الصغرى (سلام الله عليها).
  • زينب الصغرى التي تكنى بأم كلثوم (سلام الله عليها).

و يصرح : لو تكون الأخيرتين اسما لامرأة واحدة، هن ثلاثة وإلا هن أربعة على أي حال نقل بعض المصادر إسم أم كلثوم بنت علي(ع) وفاطمة(س) بإسم «‌رقية الكبرى»، وذكر اسم ام كلثوم الصغرى باسم "‌نفيسة).

الزوج و الأولاد

ينقل بعض المؤرخين(و ينكره الآخر) أن أم كلثوم تزوجت في بداية الأمر من عُمَر بن الخطاب ثم بعد موته تزوجت من ابن عمها "عون‌ بن جعفر بن أبي طالب".وكذلك تزوجت بعد وفاة عون من أخيه"‌محمد‌" وبعد وفاته تزوجت من أخيه الآخر"‌عبدالله." مسعودي يعتقد أنها لم تنجب. البعض يرون "زيد‌ا" و" ‌رقية" من أولادها وكلاهما من عُمَر بن الخطاب.يذكر إبن عنبه في عداد أولاد مسلم بن عقيل بنتا بإسم "‌حميدة" التي كانت أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب . يقول السيد محسن الأمين: وهذا الخبر يدل على أنّ مسلم بن عقيل تزوج من بنت عمه أم كلثوم، لكنها غير أم كلثوم الكبرى؛ لأنه لم ينقل هذا الأمر أحد. وربما هو زوج أم كلثوم الوسطى.

زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب

طبقا للمصادر الروائية والتاريخية وكتب تراجم الشيعة والسنة تزوجت أم كلثوم بنت علي بن ابي طالب (ع) من عمر الخليفة الثاني.ونقل أن زواجهما كان في شهر ذي القعدة في السنة السابعة عشرة للهجرة. في مقابل هذه الجماعة أنكر هذا الزواج بعض علماء الشيعة مثل الشيخ المفيد حيث قال في أجوبة المسائل السروية:

المسألة العاشرة : ما قوله حرس الله مهجته في تزويج أميرالمؤمنين بنته من عمر إبن الخطاب، وتزويج النبيّ بنتيه زينب ورقيةمن عثمان؟

الجواب : إنّ الخبر الوارد بتزويج أميرالمؤمنين إياها من عمر غير ثابت، وهو من طريق زبير بن بكار، وطريقه معروف لم يكن موثوقاً به في النقل، وكان متهماً فيما يذكره، وكان يبغض أميرالمؤمنين ، وغير مأمون فيما يدّعيه عنه علي بن هشام، وإنّما نشر الحديث إثبات أبي محمّد الحسن بن يحيى صاحب النسب ذلك في كتابه، فظنّ كثير من الناس أنّه حق له رحمه الله لروايته رجل علوي، وإنّما رواه عن زبير بن بكار. ويذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني عدة كتب ألفت في الرد عن وقوع مثل هذا الزواج.

إذن رواية زواجها من عمر موضوعة بلا شك، فكل الدلائل التاريخية والعقلية تشير إلى ذلك، وأول دليل على كونها موضوعة هو أن أول من قال بها كان من المتأخرين جداً عن تلك الفترة ـــ أي الفترة التي عاشت فيها السيدة أم كلثوم وعمر ـــــ ولم يروِها أحد قبله من الذين عايشوا هذه الفترة ولا الفترة التي بعدها، ثم إن الراوي كان من الوضّاعين الكذابين كما أشارت إلى ذلك كل المصادر التاريخية، كما كان متهماً في عقيدته ودينه.

فراوي هذه الرواية أو بالأحرى واضعها هو: (الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام) الذي لا يختلف اثنان من المؤرخين وغيرهم على كذبه وتدليسه، ووضعه للحديث والرواية، كما لا يختلف اثنان على أنه كان من أشد الناس عداوة لأهل البيت .

والروايات التي ذكرها المؤرخون حول كذبه ووضعه للحديث كثيرة جداً حتى عدّه الحافظ (أحمد بن علي السليماني) من زمرة من يضعون الحديث في كتابه (الضعفاء)، وليس أدل على هذا الكتاب من اسمه حيث ذكر في ترجمة الزبير بن بكار مجموعة كبيرة من أقوال المؤرخين في كذبه وتدليسه، كما وصفه السليماني بأنه ــــ أي الزبير بن بكار ــــــ (منكر الحديث).

ولم تقتصر حياة هذا الكذّاب على الكذب فقط، بل كان من الذين يبيعون دينهم بدنياهم ، وممن يتسترون بالدين للحصول على مآربهم فقد كان مرتزقاً بالحديث، ومن وعّاظ السلاطين كما جاء في ترجمته في كتاب (معجم الأدباء) لياقوت الحموي ما نصه: "كان ـــ أي الزبير بن بكار ــــ قد صنّف كتاباً سمّاه بـ (الموفّقيات) نسبة إلى الموفق طلحة بن المتوكل ولي العهد وفيه ما يناقض مذهبه ويخالف عقيدته الزبيرية.". هذا كلام الحموي في ابن بكار، فلا نستبعد من هذا الذي يبيع عقيدته ودينه من أجل المال أن يضع ما شاء من الأحاديث.

أم كلثوم الموجودة في كربلاء

ذكرت بعض المقاتل حضور أم كلثوم في كربلاء؛ حيث أشارت هذه المصادر إلي وجودها جنب السيدة زينب (س) في كثير من الأحيان وتحملها المصائب. نقل العلامة المجلسي: "أنه بعد استشهاد الإمام (ع) وعند إحراق الخيام نزعوا أقراط أم كلثوم أخت الإمام الحسين (ع. هي كانت راوية لوقعة كربلاء، وقامت بإلقاء خطب في كوفة وفي مجلس ابن زياد. ينقل ابن طيفور في كتابه خطبة من أم كلثوم التي ألقتها في الكوفة وزمن أسر أهل بيت النبي(ص). كذلك العلامة المجلسي ينقل كلمات وأشعار من أم كلثوم التي ألقتها في مجلس ابن زياد. في مقابل هؤلاء صرحت بعض المصادر بأن أم كلثوم التي كانت حاضرة في كربلاء لم تكن فاطمية. السيد محسن الأمين يرد هذه المسألة ويقول: كانت لأمير المؤمنين (عليه السلام) بنتان بإسم أم كلثوم والأولي كانت أكبر وهي كانت بنت السيدة الزهراء(س) التي ماتت قبل وقعة كربلاء والثانية كانت بنت جارية وهي حضرت في كربلاء وألقت خطبة في الكوفة. والثانية كانت زوجة مسلم بن عقيل.

روايتها للحديث:

نقلت عن أم كلثوم عدة روايات في مصادر الشيعة. ذكرها المامقاني في عداد النساء الراويات للأحاديث، ويقول:

هي ؛مرأة ذات جلالة، فهيمة، بليغة، وأعدها من الثقات. كثيرا من هذه الأحاديث، جاءت في إطار المصائب الواردة على هذه الأسرة.

إستشهاد السيدة الزهراء (ع)

بعد أن فقدت أمها السيدة الزهراء (ع) خاطبت النبي (ع) وهي مبرقعة ونادت: يا أبتاه يا رسول الله! الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده ابدا.

إستشهاد الإمام علي (ع)

العلامة المجلسي يذكر في رواية طويلة:"قالت أم كلثوم:

"عندما حلت ليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان هيأت لإفطار أبي رغيفي شعير وبعض الحليب والملح. بعد فراغه من الصلاةحضر مائدة الإفطار. عندما رأى الطعام على المائدة بكي بكاء شديداً، فقال:... يا بنية، والله لا آكل شيئا حتى ترفعي أحد الأدامين... فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش. ينقل الشيخ المفيد:

سهر الإمام (ع) ليلة استشهاده. سألت أم كلثوم أباها عن السبب، فقال (عليه السلام): لو أصبح لأُقتَل. فنهته أم كلثوم لكن الإمام(ع) قال: أنه لا مفر من الموت، وسار حتى دخل المسجد.

كذلك بعد إستشهاد الإمام (ع) عندما كانت تبكي قالت خاطبة ابن ملجم: ويل لك! أذلك الله في الدنيا والآخرة، وليكن مقعدك الأبدي نار الجحيم.

ينقل عبدالكريم بن أحمد بن طاووس الحلي حديثا من الشيخ الصدوق وتذكر فيه أم كلثوم وصية عن أمير المؤمنين(ع) إلى أولاده وكيفية تشييع وتدفين الإمام(ع). وفي ضمن هذه الرواية:

... قالت أم كلثوم: عند التدفين، شُق القبر. لا أدري هل دفن أبي في الأرض أو عرج به إلي السماء. فجأة سمعت صوت معز يقول: يعزيكم الله في عزاء السيد وحجة الله على خلقه.

واقعة عاشوراء والحوادث التالية

واقعة عاشوراء والحوادث التالية

يقول ابن طاووس: عندما ودَّعَ الحسين أهله، نادت أم كلثوم: يا أبا عبدالله! الويل لنا بعد مصابنا بفقدك. وهدئها الإمام(ع) وهدأ زينب عليها السلام ورباب.

عندما كانت أسرة (الحسين) أسرى، جاء الكوفيون بالطعام للأطفال، فصاحت أم كلثوم:‌ يا أهل كوفة إن الصدقة محرمة علينا أهل البيت.و جاءت في رواية أنه عند ورود قافلة السجناء إلى الشام، طلبت أم كلثوم شمراَ أن يذهب برؤوس الشهداءإلى خارج جمع الأسرى كي تقل النظرات إليهن.

زمن وفاتها و كيفيتها

هناك اختلاف في زمن وفاتها وكيفيتها:

أكثر المصادر تتحدث عن وفاتها مع إبنها في زمن واحد حتي ذكر أنه صلى الناس على جثمانهما معا صلاة الميت. نقل البعض الأخر بأنهما توفيا سنة 50 من الهجرة و في أيام حكم معاوية وإمارة سعيد بن عاص. و قال البعض: كانت وفاتهما أيام حكم عبدالملك بن مروان(73 – 86 هـ). ويروي المقريزي بأنها توفيت عندما كانت زوجة عون بن جعفر. و يذكر إبن عبدالبر أنها توفيت زمن الإمام الحسن(ع) .

وعن كيفيفة وفاتها فقد ورد: توفيت مع ابنها زيد إثر مرض أصابهما أو دس إليهما سماً في طعام.

مرقدها:

يقول عماد الدين الطبري: "روي أن أم كلثوم والتي هي أخت الإمام الحسين (ع) توفيت في الشام.

يكتب إبن بطوطة في رحلاته: تقع مقبرة أم كلثوم وهي بنت علي بن ابي طالب (ع) من فاطمة، قرب مدينة الشام وعلى بعد فرسخ منها.

و يذكر ياقوت الحموي: مقبرة أم كلثوم تقع في منطقة راوية بدمشق.

و كذلك يقول إبن عساكر:القبر الموجود في منطقة الراوية بدمشق ليست مقبرة أم كلثوم بنت علي بن ابيطالب (ع) من فاطمة... لأنها توفيت في المدينة، ودفنت في مقبرة البقيع.

و قال بعض آخرون:أن هذا القبر هو مدفن زينب (س)، بنت علي(ع) وفاطمة(س) التي تكني بأم كلثوم .