الهلع السلفي من الشيعة...ما سره؟!!

الثلاثاء 9 يناير 2018 - 11:30 بتوقيت غرينتش
الهلع السلفي من الشيعة...ما سره؟!!

لم أجد غلاة السلفية كانوا أمينين في عرض حجة الطرف الآخر، لابد أن يكون في عرضهم خلل كبير، أعني لابد من خيانة في نقل حجة الطرف الآخر، ربما لقوتها! عندما تقرأ عن الأشاعرة والشيعة والمعتزلة في كتب السلفية تستغرب حججهم المتهالكة، وعندما تنقل من كتبهم ترى القوة ولو نسبيا.

الشيخ حسن بن فرحان المالكي

لماذا الهلع السلفي من الشيعة؟!كل رأي مختلف معهم يجزمون أن قائله شيعي! ولو كان القائل ملحداً؟!

الجواب أعرفه تقريباً، لكن يصعب قوله!

ومن مظاهر الهلع السلفي من الشيعة أنهم يرون أن الشيعة قد تآمروا مع الإباضية والصوفية والليبرالية واليهود والنصارى ضدهم!

هذا الهلع له سر كبير!

هذا السر الكبير يمكن معرفته من القرآن الكريم - والله أعلم - راجعوا صفات من توعدهم الله بأنه سيقذف (في قلوبهم الرعب)! وحاولوا أن تجدوا العلاقة.

توعد الله ثلاثة أصناف بأنه سيقذف في قلوبهم الرعب! فما علاقة غلاة السلفية بهم؟؟ وما علاقة الشيعة بخصومهم؟؟ هناك طبقات من أعماق المعاني! أهل السنة الأشاعرة والماتريدية والمتصوفة والظاهرية ليس معهم هذا الرعب السلفي أبداً، نعم يردون على الشيعة مثلما يردون على غيرهم، لكن الرعب لا.

نحن نريد من الجميع - جميع المسلمين - إن لم يستطيعوا أن يعيشوا سيرة النبي الواثق الذي يلتقي بالجميع، أن يعيشوا - على الأقل - (كالكفار)، لا رعب لا هلع.. لماذا الرعب؟! هل هو حرص على الدين؟ أم حرص على المسلمين؟ أم حرص على المذهب؟!

الجوابان الأول والثاني وهمان، الجواب الثالث هو الصحيح - عند التحقيق - أما الجواب الأول - وهو ظن الغلاة أن الرعب سببه الخوف على الدين نفسه - فهذا باطل، لأن الله نفسه عرض حجج إبليس نفسه وحفظها في كتابه الكريم، فإذا كان الله قد عرض وحفظ في القرآن حجة إبليس وحجج سائر الكفار والمشركين والمنافقين فكيف لا يجرؤ الغلاة على عرض حجج خصومهم وحفظها مع الرد؟!

لم أجد غلاة السلفية كانوا أمينين في عرض حجة الطرف الآخر، لابد أن يكون في عرضهم خلل كبير، أعني لابد من خيانة في نقل حجة الطرف الآخر، ربما لقوتها! عندما تقرأ عن الأشاعرة والشيعة والمعتزلة في كتب السلفية تستغرب حججهم المتهالكة، وعندما تنقل من كتبهم ترى القوة - ولو نسبياً - فالسبب خيانة النقل.

وأما الجواب الثاني - وهو خوفهم على المسلمين - فهذا أيضاً باطل؛ لأن من يخافون منهم مسلمون أيضاً، فما بقي إلا الجواب الثالث، وهو الخوف على المذهب.ويبقى سؤال:

لماذا الخوف على المذهب؟!ما شرعيته؟!لماذا الخوف من حجج الطرف الآخر (ولو في بعض القضايا دون بعض)؟لماذا؟؟ ألا يحتمل أن الدليل معهم؟

الجواب:

السر أن المرتعب لا يبحث عن الدليل ولا عن الدين، هو يبحث عن ذاته، مذهبه هو قبيلته، هو يدافع عن قبيلة لا عن دين، هو يظن أنه دين.. يظن فقط! ولذلك فصاحب الدين لا يخاف، لأنه يعرف أن الله لو شاء لهدى الناس جميعاً، ودين الله لا ينتهي أبداً، لكن القبيلة - أو العائلة - قد تفنى، لذلك الرعب هنا.

الفرق بين التفكير الديني والتفكير القبلي كبير جداً، الدين معلق صاحبه بالله - ولو لم يكن معه أحد - أما صاحب القبيلة المنافح عن قبيلته فهو معلق بها.

المصدر:موقع الكاتب