مؤلف هذا الكتاب هو باحث متخصص بدراسة المذاهب الاسلامية وحملته روح المقارنة والموازنة الى تأليف كتابه هذا ليتوصل الى معرفة الفرقة الناجية التي أشار اليها الحديث الشريف (وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة) فتناول في بحثه نشوء المذاهب السنية في العقيدة والتشريع واضعا اصبعه على ابرز المعالم الفكرية فيها وأهم الاشكالات في أسس هذا المذهب من واقع حياة الصحابة في اجتهادهم وعدالتهم وشؤونهم الاخرى التي ترتبط بموضوع بحثه ، ثم أنتقل الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام موثقا مشروعيتها ، ومبرهنا على النجاة في اتباع أهل البيت عليهم السلام معقبا ذلك وخاتماً بذكر شئ من سيرة الائمة الاثنى عشر عليهم افضل الصلاة والسلام ، وقد التزم المؤلف الى حد كبير بأصوليات البحث العلمي ، فخرج موفقا الى حد غير قليل في بحثة ونتائجه ، هذا الكتاب الذي بين ايدينا هو عبارة عن رحلة علمية ومذهبية ، تجلت فيها حرية الفكر والبحث المحايد عبر السفينة التي أبحر فيها المؤلف من شاطئه الذي كان يستقر فيه الى شاطئ آخر آمن من مخاطر الامواج مستهديا بالكتاب والسنة وأدلة العقل وشواهد التاريخ.
يزخر الكتاب بالعديد من العناوين التي تكشف عن وعي المؤلف للتاريخ ، وهو بعد عمل ثقافي رصين يشكل مساهمة في التقريب بين المسلمين وإسقاط الحواجز النفسية وتعريف بعضهم بالبعض ، يشتمل الكتاب على ثلاثة ابواب قسمها المؤلف الى عدة فصول مختلفة، فموضوع الباب الاول من الكتاب جاء تحت عنوان الأشعري والمذاهب الاربعة وقسمه الى فصلين ، والباب الثاني من الكتاب جاء تحت عنوان مدرسة السلفية وقسمه الى عشرة فصول، اما الباب الثالث والاخير فبحث فيه مدرسة آل البيت سلام الله تعالى عليهم وقسمه الى خمسة فصول مختلفة وشاملة واستعرض في الفصل الخامس منه الشبهات التي يبثها اعداء مذهب اهل البيت عليهم السلام ، ومن هذه المواضيع موضوع التقية وما أثير حولها من تهم من قبل اعداء الشيعة واعتبروها شبه ، يقول المؤلف حول هذا الموضوع :